قائمة الموقع

زيت الزيتون.. ضيف عزيز منتظر في المعاصر

2010-10-19T16:07:00+02:00

غزة - فادي الحسني – الرسالة نت

في موسم كموسم جني وعصر الزيتون، الذي طرق أبواب الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل أيام..لا يحلو للغزيين سوى اشتمام رائحة الزيت وتذوق حبات الزيتون مع وجبات الإفطار الصباحية الطازجة المفعمة بالحيوية تعينهم على قضاء يومهم.

وبينما يمكث عشرات المزارعين في الأرض لجني الثمار، يمكث آخرون في معاصر الزيتون، المتفرقة في قطاع غزة، للحصول على الزيت.

ووسط ضجيج الآلات يتراص مواطنين جاؤوا محملين بالزيتون، على الكراسي داخل معصرة أبو اسكندر الحديثة، منتظرين الحصول على الزيت ذو اللون البراق والرائحة الجميلة التي تعبق المكان.

وتبدأ عملية عصر الزيتون، بدءً من تجميع كميات الزيتون في أحواض بلاستيكية يطلق عليها "مخالات"، ثم نقلها إلى آلة ترتفع مأتي سنتمتر عن الأرض، لتتساقط بعدها حبات الزيتون متتالية داخل ماكنة تعمل على تنقيته من المخلفات وأوراق الشجر.

ويشير الخمسيني عمر أبو اسكندر مالك المعصرة، بيده إلى سلم كهربائي يحمل الزيتون المنقى إلى آلة الغسل، والتي بدورها تعمل على رش الماء عليه ومن ثم نقله إلى آلة الطحن أوتوماتيكيا، ويقول: "من هنا تبدأ عملية العصر".

يدخل الزيتون إلى "الجاروشة" وهي آلة تعمل على تكسير حباته وطحنها، ومن ثم يتم ضخه عبر "التربين"، ويوضح أبو اسكندر أن هذه الماكنة عبارة عن مكبس ذو ثلاث أنابيب، تقوم بفصل مكونات الزيتون عن بعضها، فإحداهن تخرج الزيت والأخرى تخرج الماء والثالثة تخرج الجفت.

ويضيف أبو اسكندر "يخضع بعد ذلك الزيت إلى آلة تعمل على تصفيته، وتنتهي العملية بصنبور عند نهاية خط الإنتاج حيث ينتظر المزارعون، ويقوم بتعبئة زيت الزيتون نظيفا في جالونات أو صفائح حسب الرغبة للغذاء أو التسويق".

ووصف صاحب المعصرة، موسم عصر الزيتون الحالي بـ"الجيد"، مبينا أنه جودة الزيت تكون حسب نوعية الزيتون الذي يتم عصره.

ولفت إلى أن الإسراع في عصر الزيتون في ذات اليوم الذي يجنى فيه، يجعله يخرج زيتاً نقياً صافياً.

والزيتون يصنف إلى أنواع، لكن ليست جميعها صالحة للعصر، حيث يشير أبو اسكندر إلى أن الزيتون "السري" الأخضر يستخدم للتخزين، فيما أن الأسود منه و الـ"شملالي K18، يستخدمان في العصر لاستخراج الزيت.

وعملا بالمثل الفلسطيني الذي قيل في زيت الزيتون "كل زيت بتناطح الحيط"، يحرص الغزيون على استخدامه في طهيهم لكونه غذاء صحيا غنيّا بالدّهون المفيدة والفيتامينات، رغم ارتفاع ثمنه، حيث يصل ثمن الجالون الواحد إلى 110 دينار أردني.

وفي ذات الوقت تمثل شجرة الزيتون للفلسطينيين رمزا للصمود خاصة وأن علاقة الاحتلال بها، هي علاقة عدائية، حيث جرف الاحتلال في حربه على غزة مطلع العام الماضي 130 ألف شجرة زيتون، الأمر الذي خفض من معدل الإنتاج المعتاد سنويا.

وتجدر الإشارة إلى أن أبو اسكندر يحرص على الاستفادة من "الجفت" المستخرج من الزيتون (النواة) عبر طحنها واستخدامها كمصدر للطاقة.

وتؤكد وزارة الزراعة أن مساحة الزيتون الكلية في قطاع غزة (24227 دونماً) وأن المثمر منها(16815دونماً) وغير المثمر(7412دونماً) حيث إن معدل إنتاج الدونم يكون(580كجم).

وأشارت الزراعة في بيان لها إلى أن استهلاك القطاع من الزيت سنوياً هو(4240طناً) ومن زيتون التخليل(4860طناً). 

وأوضحت الوزارة أن الظروف الجوية وارتفاع درجة الحرارة أثرت سلباً على موسم التزهير والعقد للموسم الحالي، مؤكدة أن تجريف الاحتلال أكثر من 4000 دونم خلال حرب الفرقان وما تبعها و سبقها من انتهاكات والتهام جدار الفصل العنصري المئات من الأراضي المزروعة واعتداءات المستوطنين وحرق أشجار المواطنين أثر بشكل كبير على نقص المساحات المثمرة من الأراضي الزراعية، ولا سيما المزروعة بالزيتون.

اخبار ذات صلة