الرسالة نت – رائد أبو جراد
رأى متابعون للشأن الصهيوني أن رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" حاول في تصريحاته الأخيرة القيام بخلط الأوراق والهروب إلى الأمام باتجاه تسخين الأوضاع مع غزة والتهديد بشن حرب جديدة.
وزعم "نتنياهو" أن سلاح الجو الصهيوني يواجه صعوبات في تنفيذ طلعات جوية في محيط قطاع غزة بسبب نصب صواريخ مضادة للطائرات في القطاع، مضيفاً " إذا لم تتخذ الترتيبات الأمنية اللازمة فسيكون بإمكان صواريخ مضادة للطائرات إسقاط طائرات تهم بالهبوط في مطار بن غوريون الدولي".
تصدير الأزمات
وأجمع المراقبون في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" أن التصريحات والتهديدات الصهيونية بشن عدوان جديد يستهدف قطاع غزة يؤكد محاولة حكومة الاحتلال تصدير أزماتها إلى الفلسطينيين والساحة المحلية والدولية.
وفي هذا السياق، قال د. وليد المدلل المختص في الشأن الصهيوني " لا شك أن القيادة الإسرائيلية هذه الأيام قيادة مهزومة وبالتالي بعد فشل عملية التسوية وطرحها للكثير من القوانين التي قدمت إسرائيل على أنها دولة عنصرية للمجتمع الدولي يريد نتنياهو خلط الأوراق والزعم بأن المقاومة تمتلك صواريخ يمكن أن تصل للطائرات الصهيونية المحلقة في سماء غزة".
وأشار المدلل إلى أن الإدعاءات والمزاعم المتواصلة على لسان "نتنياهو" وقادة الجيش الصهيوني ليست جديدة، مرجعاً السبب المتكرر في إطلاقها لما تعانيه الساحة الصهيونية من الإخفاقات الكبيرة في الجانب السياسي وكذلك العسكري.
ويشاركه الرأي الباحث في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة بقوله "تصريحات نتنياهو تتكامل مع تصريحات ومزاعم الرئيس المقبل لأركان الجيش الصهيوني يوآف غلانت بأن المعركة القادمة لن تكون برية وتعطي المبرر لفتح مجالات أوسع للعدو الصهيوني بتوجيه ضربات جديدة لغزة".
ويؤكد البطة أن الاحتلال يبعث من وراء تهديداته رسالة للرأي العام العالمي بأن "إسرائيل لديها مخاوف من أن يكون هناك تهديد لأمنها وهي تعطي لنفسها ثقافة وضع أسسها موشي ديان القائد العسكري الأسبق في جيش الاحتلال".
في حين أوضح الباحث في الشأن العسكري الصهيوني وديع عواوده سعي دولة الكيان إلي تضخيم قدرات حماس العسكرية لتبرير خطوات وعمليات خاصة بها واستمرار حصارها ضد القطاع، مستبعداً في ذات السياق إقدام (إسرائيل) على شن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة.
ووصف عوواده تصريحات نتنياهو الأخيرة بأنها "مناورة لفظية خطيرة" يحاول من خلالها إظهار أن الصهيوني ضحية في مواجهة الفلسطيني.
ويعتقد المتابع للشئون العبرية أن لدى نتنياهو رغبة دبلوماسية ماكرة لتحويل قطاع غزة إلي خطر استراتيجي يهدد أمن الكيان، لافتاً إلي أن "إسرائيل" سبق لها وان قامت قبل ذلك بتضخيم قدرات حماس العسكرية".
وعاد المدلل ليؤكد أن التلويح الإسرائيلي بالحرب ليس بالجديد، قائلاً "تهديد الاحتلال بشن عدوان جديد متوقعة بسبب سيطرته ارض وسماء قطاع غزة واعتيادها على الحرب ومحاولتها تصدير أزماتها وإخفاقاتها السياسية والعسكرية والأمنية المتعددة".
انقضاض وفشل
ولفت إلى أن الساحة الإسرائيلية أصبحت "ساحة مهزومة"، مضيفاً " إسرائيل تريد أن تصدر أزماتها وحالة الاحتقان الداخلية التي تتصاعد مع الوقت وحالة انقضاض الائتلاف الحكومي الصهيوني بسبب الخلافات بين عناصر هذا التحالف وفشل العملية السلمية ووصولها لطريق مسدود في محاولة لخلط الأوراق".
فيما استبعد المحلل البطة أن يكون هناك عدوان بري صهيوني يستهدف قطاع غزة، موضحاً أن الخسائر الكبيرة التي وقعت في صفوف المدنيين الفلسطينيين خلال الحرب الأخيرة على القطاع أواخر 2008 وأوائل عام 2009 الماضي وما تلاها من تقرير غولدستون عرت الاحتلال أمام العالم.
ونوه محاولة الاحتلال إعطاء مبررات أمام الرأي العام العالمي لفتح خيارات جديدة لتوجيه ضربات جوية انتقائية تستهدف قطاع غزة، مستطرداً " الاحتلال يعطي لنفسه مبرر لضربات جوية على غرار ما وقع في الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982 عندما دمر قواعد صواريخ سان السورية في البقاع اللبناني بدعوى أنها تهدد طائراته".
وبين أن شن عدوان جديد على قطاع غزة غير مستبعد على الإطلاق من قبل هذه الحكومة اليمينية التي تعاني أزمات متلاحقة، مضيفاً :" الحرب الصهيونية الأخيرة على القطاع في 2008 مثلت شكلاً من أشكال الهروب من حالة الضغط والفشل والجمود السياسي".