عقد المؤتمر الصحفي الذي يجمع حركتي حم..اس وفتح يشكل خطوة مهمة تأخرت جدا لكنها في الاتجاه الصحيح وإن أتت متأخرة خير من أن لا تأتي نظرا لارتباطها بقدرة الفلسطينيين على مواجهة المشروع الصهيوني وانعكاساته المدمرة على كينونة ومستقبل الفلسطينيين .
أن يشكل الضم ومخاطره دافعاً للالتقاء والتوافق فهذا أمر إيجابي، لكن أن يرتبط فيه فهذا غير مفيد؛ لأن الضم يشكل مرحلة وأحد انعكاسات المشروع الإحلالي الاستيطاني.
يجب أن يشكل اللقاء خطوة باتجاه تحقيق الأهداف الفلسطينية، فحاجة الفلسطينيين للأدوات ومضاعفة الطاقات السياسية والدبلوماسية والنضالية والاقتصادية مُلح وضروري جداً.
العدو يجند كل ما لديه، وما يتلقاه من دعم وإمداد من الحلفاء ومن اليهود في أنحاء العالم هائل، فلسنا في حالة من الترف حتى نبدد الموارد ونشتت الجهود ونمنح الأعداء والخصوم مبررات التخلف عن دعمنا والتذرع لخذلاننا .
المشروع الصهيوني يقوم على القتل والقمع والتوسع والتهويد والضم، لا يمكن لهذا المشروع أن يعيش ويستمر دون ممارسة هذه الأشكال التي ترسخ وتفرض احتلاله، بينما تشكل أزمة وتحد له في ذات الوقت .
هذا التحدي يشكل فرصة ورافعة لنا، يجب أن نستغلها في إعادة وحدتنا ورص صفوف أبناء شعبنا.
لا نملك خياراً آخر في الحرب والسلم إلا التوافق والاتفاق.
العدو وحلفاؤه يوسعون الهوة ويضاعفون العقبات، ويحفرون الخنادق والتلال الفاصلة ما بين الفلسطينيين، حتى يستمر هذا النزيف بالموارد والطاقات المادية، والإيمان بحتمية النصر والثقة بالقيادة والفصائل .
العدو يحسن العمل في اتجاهات متعددة تخدم رؤية محددة، يراكم لا يكل ولا يمل ولا ييأس؛ لأن ذلك يمد في عمر احتلاله ويفتح شهيته في محاولة صنع الوجود من خلال التطبيع، بينما في انقسامنا تتفرق الكلمة وتضيع الرواية ويتشتت الانتباه إلى قضايا ثانوية.
الوحدة صمام أمان وهدف وغاية، لا ينبغي أن نجهر في رغبتنا الوصول إليها، مهما كانت المصاعب والعقبات.
"إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"
لم يُهزم العدو ويكسر في البيت الأول والثاني إلا من فرقة نهشت بنيانه وهزت قواعده وعمدانه.
وما انتصر العرب والمسلمون إلا بقوة الساعد والاجتماع على فكرة ورؤية .
فلسطين بمكانتها ومركزيتها تنمحنا هذه الفرصة
يجب أن نرتقي إلى مستوى سامك ونعمل على تعزيز وحدتنا بدون تردد ونراكم الجهود .
لا نريد سماع "لن تنجح" ، جربنا " ومن يجرب المجرب عقله مخرب" لأننا لا نملك خيارات أخرى،
لا سنجرب
ولا ينبغي لنا أن نيأس، ولا بأس في أن نجرب كل يوم ألف مرة حتى ننجح .
تنسيق على طريق التوافق والاتفاق
بقلم: محمود المرداوي كاتب وباحث سياسي