خرجت حركتي فتح وحماس بمؤتمر صحفي مشترك عالي التمثيل، عقد ظهر اليوم بمشاركة الشيخ صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس، وجبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح بعد ثلاثة أعوام من تجمد لقاءات المصالحة.
ويأتي المؤتمر في خضم التهديدات الإسرائيلية بضم الضفة الغربية وفرض السيادة عليها وعلى الأغوار ما يقضي على أي أفق لقيام دولة فلسطينية.
الرجوب قال خلال حديثه أن حماس بادرت بفكرة إصدار بيان مشترك يؤكد توحد الحركتين خلف القضية الوطنية ومواجهة مشروع الضم، ما يعني أن المؤتمر جاء كنتيجة طبيعية لسلوك حركة حماس التي تدعو في كل مناسبة وطنية للشراكة في مواجهة الاحتلال.
وبرز ذلك واضحا في المؤتمر الوطني والمسيرة الفصائلية والشعبية الجامعة التي خرجت في غزة الأربعاء.
ومع أهمية المؤتمر المشترك إلا أنه لن يكون مثمر طالما توقف الطرفان عنده، ودون أن يشكل مقدمة لاجتماع قيادي وطني مقرر يشارك فيه الكل الفلسطيني وخطوة لعمل مشترك جامع لوضع استراتيجية شاملة لمقاومة الاحتلال في ظل المرحلة الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
من ناحية أخرى فإن اعتراف حركة فتح ان مخطط الضم هو نهاية لمشروع أوسلو ولجوئها لخيار التوافق مع حماس وباقي الفصائل وحتى الحديث عن المقاومة الشعبية والتأكيد عليها، يجب أن يشكل بداية لاستراتيجية جديدة يكون فيها اجماع فصائلي على خيارات جديدة تشكل بديلاً لمشروع التسوية وانطلاق نحو خيارات جديدة.
ومع تأكيد الرجوب والعاروري خلال المؤتمر على الالتفاف حول خيار التوافق والتوحد في خندق واحد لمواجهة المحتل ومخططاته، إلا ان التجربة مع حركة فتح تقول إنها لا تلجأ للتوافق الداخلي إلا في حالة التأزم السياسي مع العدو الإسرائيلي وضمن توظيف سياسي الهدف منه تهديد الاحتلال بالتوافق مع حماس في حال استمراره في سياسة الضم ورفض المفاوضات.
المخاوف السابقة تعني أننا قد نكون أمام حدث عابر يتوقف عند حدود المؤتمر دون أي تغيير حقيقي على الأرض وهذا أمر متوقع بقوة.
لذا فإن اليوم التالي للمؤتمر سيعكس صدق النوايا التي تحدث عنها الطرفان خلال المؤتمر وذلك عبر الدفع نحو حراك شعبي حقيقي في الضفة الغربية وتكرار لمشهد الجماهير الكبيرة ومشاركة جميع الفصائل ضمن خطة استراتيجية ومشاركة شعبية وفصائلية شاملة، وإلا فإن مصير المؤتمر كما كل اتفاقات المصالحة السابقة.
وتبقى الكرة في ملعب رئيس السلطة محمود عباس الذي يملك استكمال هذا اللقاء بالدعوة لاجتماع للإطار القيادي المؤقت لتحقيق الوحدة الشاملة، وأن يترجم المؤتمر عبر لقاءات وطنية جامعة، تنتهي بتحقق المصلحة الوطنية.
الاختبار السابق يعد صعب بالنظر لطريق وسلوك الرئيس خلال السنوات الماضية.
هاني المصري الكاتب والمحلل السياسي أكد أن أهم ما يمكن قوله كتعقيب أولي على لقاء الرجوب والعاروري أن الكلمات طيبة وتصالحية وتدل على أن هناك أساس وطني كبير للعمل المشترك، متسائلاً "هل تنتصر الوحدة على الانقسام.. نأمل ذلك؟"
وقال عبر صفحته على الفيس بوك "حتى تنجح المحاولة لإفشال خطة الضم هذه المرة لا بد من استيعاب دروس وأخطاء المحاولات السابقة، ولا يجب أن ننتظر بل على الجميع المساهمة بإنجاح المحاولة التي أخذت نهجا مختلفا عبر تجسيد وحدة ميدانية كخطوة أولى نحو الوحدة".
واعتبر أن الوحدة هي الطريق الوحيد لإنهاء الاحتلال والضم وتفكيك الاستيطان وتجسيد الحرية والعودة والاستقلال.