مكن أن تساعد منصات وسائل التواصل الاجتماعي الناس في البقاء على اتصال معا، من خلال مشاركة الأخبار المهمة وتنظيم الأنشطة والفعاليات، لكن العديد من الباحثين يؤكدون أن هناك جانبا سلبيا على المستوى النفسي لاستخدامها، خاصة على النساء.
وفي دراسة جديدة أنجزتها أستاذة علم النفس في جامعة نورث وسترن، رينيه إنجلن، قارنت بين نتائج سبع دقائق من استخدام إنستغرام وفيسبوك، حيث ركزت المشاركات اللواتي تم اختيارهن عشوائيا من تطبيق إنستغرام على مظهرهن أكثر من أي شيء آخر، وقضين المدة في مقارنة مظهرهن بالأخريات، ثم شعرن بالإحباط ما دفعهن إلى حالات مزاجية سلبية.
تأثير مختلف
كشف تقرير صدر عام 2019، استندت إليه مجلة "سيكولوجي توداي"، أن ما يزيد على 3 مليارات شخص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بنشاط -أي ما يقرب من نصف سكان العالم- ومع ذلك، من المحتمل أن تكون للأنواع المختلفة من وسائل التواصل الاجتماعي نتائج نفسية مختلفة.
وفي الدراسة نفسها، تمت الاستعانة بأكثر من 30 امرأة جامعية في واحدة من ثلاث حالات تجريبية.
في حالة واحدة منها، قامت المشاركات بتسجيل الدخول إلى حساب إنستغرام الخاص بهن واستخدمنه كما يفعلن عادةً (التمرير، والإعجاب بالمشاركات، إضافة للتعليقات إلى المنشورات، ومشاهدة القصص).
وفي حالة أخرى، فعلت المشاركات الشيء نفسه، لكن على فيسبوك. وفي التجربة الثالثة لعبت المشاركات لعبة الجواهر "بي جيولد" (Bejeweled) لمدة سبع دقائق وهي لعبة تشبه "كاندي كراش".
وصلت الدراسة إلى وجود اختلاف في طريقة استخدام موقعي التواصل الاجتماعي، إذ قضت مستخدمات إنستغرام وقتًا أطول في النظر إلى صور الأشخاص، بينما قضت مستخدمات فيسبوك الوقت في النظر إلى صور من دون وجود أشخاص فيها، بالإضافة إلى قراءة وكتابة المحتوى والتعليقات.
الأكثر إيذاء
لم تستغرب رينيه إنجلن مؤلفة كتاب "مرض الجمال.. كيف يؤلم الهوس بالمظهر النساء"، من إجراء المشاركات على إنستغرام مقارنات في المظهر أكثر بكثير من مستخدمات فيسبوك.
بالنسبة للنساء اللواتي يستخدمن فيسيوك ظل رضاهن عن شكل أجسامهن مستقرا نسبيا، أما المشاركات اللواتي قضين سبع دقائق على إنستغرام، فقد انخفض رضاهن عن أجسامهن بشكل ملحوظ.
كما أدت ممارسة لعبة "بي جيولد" إلى مزيد من العواطف الإيجابية، بينما أدى استخدام إنستغرام إلى الشعور بمزيد من الإحباط والحالة المزاجية السلبية، في حين كان للسبع دقائق على فيسبوك تأثير ضئيل على المزاج.
بصورة عامة، أشارت الدراسة إلى أنه إذا كنتِ تقضين وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي في النظر إلى صور أشخاص آخرين، فقد يكون من الصعب عليك تجنب مقارنة مظهرك معهم.
وقد يكون هذا التركيز على المظهر هو السبب في أن النساء في هذه الدراسة اللواتي استخدمن إنستغرام لبضع دقائق فقط، انتهى بهن الأمر إلى الشعور بالسوء حول شكلهن وأصبحن في حالة مزاجية سيئة.
الأمر بيدك
وخلصت الدراسة إلى أنه ليس عليك جعل كل من تتابعينهم على إنستغرام يبدون كأنهم أشخاص يبذلون قصارى جهدهم لإقناعك بجمالهم. وإذا كنت ممن يعانين من مقارنة جسمك بالآخرين، فسيكون من الجيد اختيار الحسابات التي تتابعينها بعناية أكبر حتى لا تبدو الحالة مثل مسابقة جمال. وتوصي إنجلن المختصة في علم النفس باختيار متابعة الحسابات التي تركز على أشياء أخرى غير المظهر.
ونظرا لتنوع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، فهناك الكثير من الفرص للاهتمام بالتعلم والتطوير بدلاً من التفاعل مع الصورة التي تجعل المزاج سلبيا.
المصدر : مواقع إلكترونية