علّت الزغاريد في منزل الشهيد محمد أبو شمالة "أبو خليل" للمرة الأولى منذ رحيله في العدوان الإسرائيلي على غزة صيف عام 2014، بحصول ابنته ربا على معدل تفوق في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي".
وفي أجواء من الفرحة المنقوصة بغياب الأب القائد في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، حاولت الأم أم خليل تعويض ابنتها عن مشاعر الفرح الأبوية، إلا أن الدموع كانت أسرع من ابتسامة الفرح بالنجاح.
ووسط زحام المهنئين الذين قدموا من كل أنحاء مدينة رفح جنوب قطاع غزة لتهنئة أم خليل بنجاح ابنتها، قالت لـ"الرسالة": "أول مرة تفوت الفرحة إلى بيتي منذ استشهاد أبو خليل في حرب 2014، لو أبو خليل بيننا كانت الفرحة حتكون أكبر بابنتنا ربا".
وتشير أم خليل إلى أنها شعرت بمرور طيف أبو خليل إلى منزلهم فجر اليوم، وهي من المرات القليلة التي حدثت منذ استشهاده، ما طمأنها أن ربا ستكون من المتفوقين في معدلات الثانوية العامة، وجاء في برقية تهنئة قبل الجميع.
وبرغم الانشغالات الكثيرة للشهيد القائد الراحل طيلة سنوات حياته، إلا أنه كان على اهتمام بالغ بدراسة أبنائه، ويتابع كافة ملفاتهم الدراسية، ويرسل من يسأل عنهم في مقاعد الدراسة، نظرا إلى عدم قدرته على التنقل بسهولة.
وعن ذلك توضح أم خليل: "والله كان يهتم بكل اشي في البيت، برغم ضيق وقته اللي كان يمنحوا إلنا، وأهم اشي كان يسأل عنه دراسة الأولاد والبنات، والحمد لله الجميع ماشي على وصيته بالاهتمام بالتعليم طول العمر إن شاء الله".
ولم تكد تسمع ربا بنتيجتها حتى خرت على الأرض ساجدة لله شكرا وعرفانا، فيما تسابقت الدموع على خديها تتمنى لو أن والدها يقف إلى جوارها يستقبل المهنئين ويحضر الحلوى لتوزيعها على الزائرين والجيران.
وعن هذه المشاعر تقول ربا لـ"الرسالة": "كان نفسي أبوي يكون جنبي، ونعيش هالفرحة المنتظرة منذ سنين طويلة، لكن هذا قدر الله، وأنا بهدي نجاحي إله قبل كل الناس، ولكل أرواح الشهداء".
وتضيف: "أبوي كان دايما يقولي أنتي الدكتورة ربا محمد أبو شمالة، ومن يوم استشهاده وأنا ماشية في مشروع أكون دكتورة فعلا وأفرح أبوي في قبره بحصولي على شهادة الطب، وأول خطوة كانت على هذه الطريق تفوقي في الثانوية العامة".
وبرغم فرحتها بحصولها على معدل ممتاز في الثانوية العامة، إلا أنها تبحث في وجوه الحاضرين إلى تهنئتها، عن وجه أبيها، الذي احتضنت صورته كلما جاء الناس على ذكره، وبقول أحدهم: "أينع الزرع أبا خليل، رحمة الله عليك".
وكان الشهيد أبو شمالة الذي كان يشغل قائد لواء الجنوب في كتائب القسام ارتقى خلال العدوان الإسرائيلي على غزة صيف عام 2014، في غارة جوية غرب رفح أدت لاستشهاده برفقة القائد رائد العطار أبو أيمن قائد لواء رفح بالقسام، ومحمد برهوم أبو أسامة.