قائمة الموقع

الأسير أبو وعر حلم بأن يسبق الأسرى إلى الحرية

2020-11-11T12:57:00+02:00
كمال أبو وعر
الرسالة نت - رشا فرحات

"لا أريد أن أخرج من السجن كهلا، أريد أن أسبق كل الأسرى وأخرج قبلهم جميعا، لا أريد أن أكون عاجزا، أريد أن أكمل الطريق".

كان يردد هذه الجمل باستمرار على مسامع رفاقه في الأسر، كان يخاف أن يغزو الشيب شعره، ويسكن العجز مفاصله، وتشيخ جدران الزنزانة فتطبق بسوادها على صدره، فيغدو عاجزا عن إكمال الطريق.

اسمه الأسير كمال أبو وعر، واليوم أصبح الشهيد كمال، الذي لم تحقق له الأيام ما تمنى، ولم يعنه تبسمه وجلده على المقاومة أكثر، فترجل بالأمس متأثرا بأوجاعه، بعد معركة شرسة مع السرطان.

واعتقل الاحتلال الإسرائيلي كمال أبو وعر عام 2003، وحكم عليه بالسجن المؤبد 6 مرات و50 عاما، وفي نهاية العام الماضي 2019 أصيب بسرطان الحنجرة وتفاقم وضعه الصحي خلال الشهور الماضية.

ولكنه ككل الأسرى، حارب على كل الجبهات حتى الحظة الأخيرة، جبهة مع قفل السجان، وجبهة الشوق لزيارة أهله الممنوع من رؤيتهم منذ ثلاث سنوات، وجبهة طويلة في محاربة السرطان الذي واجهه وحيدا في مستشفى أشبه بالزنزانة.

وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس للجزيرة نت إن الأسير أبو وعر (46 عاما) استشهد في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي بعد شهور من المطالبات الفلسطينية والحقوقية الدولية بالإفراج عنه لإنقاذ حياته.

فحسب نادي الأسير، خضع الأسير أبو وعر لعلاج إشعاعي لم يكن رحيما بحاله، ولم يراع وضعه الصحي الصعب، فقيدت أطرافه بالسرير الذي تحول إلى زنزانة بقضبان بيضاء، وهكذا كان يتلقى العلاج بالإشعاع، مقيدا.

لم تكن قصة أبو وعر هي الأولى، ولن تكون الأخيرة، ولكن الموت يثير الأحياء، زملاؤه المعتصمون الآن في الزنازين يطرقون الجدران، محبوسين في سجون المحتل خوفا من غضبهم الجامح.

ويتذكر المعتقلون زميلهم الذي كان ودودا رحيما متفقا مع كل الأسرى ومن كافة الاتجاهات حيث قال أحدهم من داخل زنزانته: "حتى الأسرى طالهم بعض من الانقسام، ولكن كمال أبو وعر، وحده لم ينقسم، كان رفيقا للجميع".

وهكذا ترجل أبو وعر بالأمس، حينما تغلب عليه السرطان في آخر معاركه، ولم يتغلب عليه السجان الإسرائيلي، فقد منع ذويه من تسلم جثته، لدفنه بما يليق بالعظماء.

ومع أبو وعر توثق المؤسسات الحقوقية الفلسطينية استشهاد 70 أسيرا فلسطينيا نتيجة الإهمال الطبي، وهم من بين 226 أسيرا استشهدوا في سجون الاحتلال خلال العقود الأربعة الماضية.

وللتذكير بمعاناة الأسرى، فإن أبو وعر هو الأسير السادس الذي استشهد خلال عامين، ولم يعد جثمانه حتى اليوم، وما زال يرقد في ثلاجة الاحتلال الإسرائيلي حتى ينهي حكما بالسجن لخمسين عاما حسب سياسة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم!

اخبار ذات صلة