قائمة الموقع

ابنة الأسير أبو سيسي: دعم والدي أوصلني للتفوق وأفتقد حضنه

2020-07-11T13:23:00+03:00
الصحفي محمد عطا الله مع الطالبة المتفوقة آية ضرار أبو سيسي
الرسالة- محمد عطا الله 

 بعيون تحبس دموع الفرح والفقد، استقبلتنا الطالبة المتفوقة آية أبو سيسي ابنة الأسير الفلسطيني ضرار، والتي حصدت معدل 97.6% عن الفرع العلمي في الثانوية العامة.

وسط أصوات الزغاريد وتراجيد الفرح حاولنا اختطاف عدة دقائق من المتفوقة آية التي اختلطت عليها مشاعر الفرح والحزن معا، فرحا بما حققته من تفوق في الثانوية وحزنا على غياب والدها منذ 9 أعوام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعدم تواجده لمعايشة هذه الفرحة.

ورغم هذا الغياب إلا أن آية لامست حضور والدها ودعمه المعنوي لها في كل وقت وحين وحتى في أيام الاختبارات الأخيرة وصولا لهذا الإنجاز "لم يتوقف دعم أبي لي وهو من أوصلني لهذه اللحظة الجميلة والفرحة الكبيرة"، تقول آية.

وكان موساد الاحتلال الإسرائيلي قد اختطف الأسير الفلسطيني ضرار موسى يوسف أبو سيسي (51 عاماً) من قطاع غزة خلال تواجده في دولة أوكرانيا عام 2011 ونقله إلى سجونه بعد تخديره في عملية معقدة، ويدخل أبو سيسي عامه التاسع في سجن عسقلان.

منع عائلته وحتى غيابه عن أعين ابنته آية وهي في عمر التاسعة لم يقف عائقا أمامها من إكمال حلمها ووصولها للتفوق، لا سيما وأنها اعتبرت في حديثها لمراسل "الرسالة" أن تشجيع والدها لها شكل فارق كبير في مسيرتها التعليمية.

بقليل من التوتر وكثير من مشاعر السعادة استقبلت آية نتيجتها، خاصة وأنها كانت تتوقعها وتطمح لأعلى مما وصلت إليه، إلا أن قدر الله شاء أن تحصد هذه الدرجة، فيما ارتسمت ابتسامة الرضا على محياها مكتفية بالقول: "الحمد لله يكفي أن أبي فخور بما وصلت إليه".

وعن مشاعر فرحة اللحظة الأولى، فإن المتفوقة أعظم ما كانت تفتقده في تلك اللحظة هو احتضان أبيها الذي غيبته سجون الاحتلال، ولم تستطيع تغييب إرادة النجاح والتفوق لديه وأبنائه.

ولعل غياب والدها كان من أبرز التحديات التي واجهتها إلا أن ذلك زاد من إصرارها على الوصول للنجاح، فيما كان انقطاعهم عن الدراسة وتعطيلها في المدارس بسبب فيروس كورونا تحدي أكبر بالنسبة لها وزاد من الأعباء الملقاة على عاتقها.

بالتوازي مع ذلك فإن آية تحن لو أن باقي عائلتها وأقربائها شاركوها هذه الفرحة " كان نفسي يشاركني كل عائلتي وأعمامي وأخوالي إلا أن أغلبهم في الخارج ويشاركونا الفرحة عن بُعد، كما والدي" تضيف آية.

وما بين تخصص الطب الذي يرغب والدها بأن تدرسه ورغبتها في الالتحاق بتخصص يتعلق بالتكنولوجيا كما والدها المهندس، إلا أنها لم تحسم قرارها بعد وتنظر التفكير عدة أيام أخرى، كما تقول.

تُهدي الطالبة آية نجاحها لوالدها الأسير متمنية الإفراج القريب عنه، إلى جانب أمها التي وقفت بجانبها طوال العام وأخوتها ولجميع من شاركوها ودعموها في مسيرتها.

 

 

اخبار ذات صلة