قائمة الموقع

4 أسباب تفسر الصمت العربي حيال خطة الضم

2020-07-15T13:13:00+03:00
الرسالة نت - شيماء مرزوق

يعتبر الوضع العربي والإقليمي الحالي أحد أهم محفزات الاحتلال الإسرائيلي لتمرير مخطط الضم، حيث يرى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو أنه أمام فرصة تاريخية ربما لن تتكرر لتحقيق أهدافه وتنفيذ المخططات الإسرائيلية دون أن يخشى رد فعل عربي وإقليمي قوي، وفي ظل مسيرة التطبيع التي انطلقت ولا يبدو أن مخطط الضم سيؤثر عليها.

وقد صاحبت خطة الضم الإسرائيلية التي تسعى للسيطرة على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، حالة صمت عربي ملحوظ يساهم في تمرير الخطة، وسط موجة تطبيع كبيرة تخوض فيها بعض الدول وانشغال البعض الآخر بقضاياه الداخلية.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التهديدات الأممية والأوروبية ضد خطة ضم (إسرائيل) لأراض من الضفة الغربية المحتلة، يخفت الصوت العربي بشكل ملحوظ، باستثناء الأردن الذي سارع إلى رفض المخطط واعتبر أنه يهدد معاهدة السلام الموقعة بين الطرفين عام 1994.

الأخطر أن جامعة الدول العربية التي اجتمع وزراء خارجيتها في 30 أبريل المنصرم لبحث خطة الضم، ما زالت تتمسك بمبادرة السلام العربية التي ولدت ميتة منذ 18 عاماً.

فقد دعت في بيانها الختامي إلى عقد اجتماع عاجل لإنقاذ فرص السلام وحلّ الدولتين، واتخاذ موقف دولي منسجم مع القرارات الدولية ومرجعيات عملية السلام، بما فيها خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية.

ويبدو أن الدول العربية ما زالت تستند في مواقفها على موقف السلطة الفلسطينية التي تتمسك هي الأخرى بطريق التسوية.

وقد أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، والشيخ خالد بن محمد ال خليفة، المستشار الدبلوماسي لعاهل مملكة البحرين، على أنه لا لتغيير مبادرة السلام العربية، وعلى وجوب إنهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود ١٩٦٧.

ورغم أن الضعف يسيطر على الموقف العربي عامة لكن يمكن الحديث عن عدة أسباب تقف خلف ضعف الموقف الذي يسيطر على الدول العربية في الوقت الراهن:

الأول: غياب مشروع عربي جامع وربما يعتبر هذا السبب الأساس في الأزمات التي تمر فيها المنطقة العربية، حيث أن تفتيت الدول القائدة تاريخياً للنظام العربي "مصر-سوريا- العراق" جعل دولا عربية أخرى تتصدر المشهد دون رؤية واضحة او مشروع عربي يتبنى القضية الفلسطينية كقضية أولى للعرب.

كما أن غياب المشروع العربي سمح لكل دولة التعامل مع القضية الفلسطينية وفق رؤيتها وأهدافها بعيداً عن رؤية جامعة يتم الاتفاق عليها تحت مظلة جامعة الدول العربية.

الثاني: تغيير الأولويات حيث تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية، وفي ظل تصاعد النفوذ الإيراني الذي ترى فيه بعض الدول العربية تهديدا وجوديا بالنسبة لها، خاصة دول الخليج باتت تعتبر إيران العدو الأول والاحتلال الإسرائيلي حليفا يمكن التوافق معه.

الثالث: التطبيع وهي مسيرة انطلقت منذ عقود دون أن يجرؤ أحد من العرب على التصريح بها قبل أن ينهار النظام العربي بالكامل.

وتجاهر دول عربية هامشية بعلاقاتها مع الاحتلال وأن التطبيع بات ضرورة ملحة لحماية مصالح الدول العربية خاصة من إيران صاحبة الطموح بالسيطرة على المنطقة وفق رؤية هذه الدولة.

وأمام تبدل الأولويات باتت دول عربية عدة ترى أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مدخلها للبيت الأبيض ليوفر لها الحماية من التهديد الإيراني.

الرابع: القضايا الداخلية: منذ اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011 شكلت الأزمات الداخلية للدول العربية أولوية تتفوق على كل القضايا، خاصة الدول المحيطة بفلسطين والتي كانت تاريخياً على تماس مباشر بالقضية الفلسطينية مثل مصر التي لديها أولويات اليوم بعيداً عن القضية الفلسطينية، حيث تتركز أولوياتها في الأزمة الداخلية وسد النهضة والوضع في ليبيا.

أما الأردن فترى أن مخطط الضم سيكون تأثيره بالدرجة الأولى على وضعها الداخلي خشية أن يؤدي الضم إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين نحوها، كما سيفقدها الضم وصايتها الدينية على المقدسات، وفرص استفادتها من منطقة الأغوار التي تشكل عمقا استراتيجيا أمنيا واقتصاديا بالنسبة لها.

اخبار ذات صلة