الأحمد: جاهزون للقاء حماس في أي مكان غير دمشق
البردويل : المشكلة ليست في المكان
المصري: اقترح اللقاء في صنعاء لإنقاذ الموقف
الرسالة نت - فايز أيوب الشيخ
شكل تراجع حركة فتح عن تفاهماتها مع حركة حماس على مكان انعقاد لقاء المصالحة الفلسطينية في العاصمة السورية "دمشق"، انتكاسة للشارع الفلسطيني الذي كان يرتقب بشغف كبير تاريخ العشرين من تشرين الأول/أكتوبر موعداً لإنهاء ملف الأمن العالق وبالتالي التوقيع على المصالحة كما كان مقرراً في العاصمة المصرية "القاهرة".
وكان من المقرر أن يناقش اللقاء بدمشق صلاحيات الأجهزة الأمنية ومرجعياتها وإعادة تشكيلها وهيكليتها من جديد، فلا يزال هناك خلاف شديد حول مفهوم كل من الحركتين لإعادة الهيكلة، حيث تطالب حماس أن تكون الهيكلة في غزة والضفة على حد سواء، فيما ترى فتح أن تكون في غزة فقط.
ساعة تأجيل اللقاء
"الرسالة" واكبت الساعة الأخيرة التي سبقت الإعلان عن تأجيل اللقاء، فبينما كان المكتب السياسي لحركة حماس بدمشق منشغلاً في استقبال وفد هيئة الحكماء الدولية جاء "إعتذار" حركة فتح عن اللقاء, والطلب من حركة حماس تحديد مكان آخر غير دمشق وغزة.
وقبيل الإعلان الرسمي عن تأجيل المصالحة، قال القيادي بحركة فتح عزام الأحمد، أنه ما زال ينتظر رد حركة حماس على طلبه بتحديد موعد ومكان بديل للقاء.وأكد الأحمد لـ"الرسالة نت"، أن حركة فتح خيرت حركة حماس تحديد المكان الذي يناسبها ولكن غير العاصمة السورية دمشق، وقال:"نحن جاهزون للقاء حماس حتى لو أرادت فوق سطح القمر وهو هلال"، حسب تعبيره.
وأوضح رئيس وفد فتح للمصالحة، أن الأصل في أن لا تتأثر المصالحة بين حركتي حماس وفتح بالعلاقة الراهنة بين فتح وسوريا والتي أكد أنه يشوبها "بعض الخلاف" ، كما قال.
وكان خلافاً نشب بين الوفد السوري والوفد الفلسطيني خلال القمة العربية في سرت، حيث انتقد الرئيس السوري بشار الأسد رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس على خلفية موقف الأخير من المفاوضات التي أثبتت أنها غير مجدية والتركيز على المقاومة، حيث دار سجال بين الاثنين كان محوره لجنة المبادرة العربية للسلام والتي رأى الأسد أنه ليس من صلاحياتها منح الفلسطينيين موافقة لإجراء مفاوضات مع الاحتلال.
تبريرات واهية
غير أن القيادي بحركة حماس الدكتور صلاح البردويل، وصف تبريرات حركة فتح بـ"غير المنطقية"، معرباً عن شكوكه في تلك التبريرات فقال:"ليس المشكلة في مكان اللقاء، بقدر ما أن الفيتو الأمريكي والإسرائيلي طغى على المصالحة".
وأشار البردويل في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن حركته اقترحت أن يكون اللقاء في غزة فرفضت فتح واقترحت اللقاء في القاهرة فتحفظت الأخيرة، لافتاً أن اللقاء في دمشق تم تحديده في السابق ولم يتم التحفظ عليه من قبل الحركتين، متسائلاً:"ما الذي طرأ حتى تتراجع فتح..!؟".
يذكر أن مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان أبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل خلال لقائهما في مكة بشهر رمضان الماضي " إن على فتح وحماس الالتقاء للاتفاق على ملفات الخلاف خارج مصر، ومن ثم الذهاب للقاهرة للتوقيع على الاتفاق".
اللقاء في صنعاء
من جهته، فقد توافق رئيس وفد الشخصيات الوطنية المستقلة لتحقيق المصالحة الفلسطينية منيب المصري مع ما طرحه البردويل من عدم وجود مبرر لتغيير مكان اللقاء، إلا أنه اعتبر أنه يجب سحب كل المبررات والذرائع واللقاء في أي مكان آخر حتى يتم انجاز المصالحة بأسرع وقت ممكن.
واقترح المصري في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن يتم إنقاذ الموقف بتحديد مكان اللقاء في العاصمة اليمنية "صنعاء" إذا لم يتم التوافق على اللقاء في دمشق أو غزة، مشدداً على وجوب الاتفاق على كافة النقاط الخلافية حتى يتم التوقيع النهائي على المصالحة في العاصمة المصرية "القاهرة".
وحذر من انهيار الوضع الفلسطيني في حال استمرار الانقسام الفلسطيني الذي امتدت آثاره السلبية على كل القطاعات، معتبراً أن المصالحة الوطنية هي السبيل الوحيدة للخروج من المأزق الحالي لمواجهة التحديات التي تفرضها سياسة اليمين الإسرائيلي المتطرفة وسط تنكر إسرائيلي لأسس التسوية السلمية الحقيقية.
وكعادته شدد المصري الذي يزور القاهرة، على ضرورة وقف الحملات الإعلامية ، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يهيئ الأجواء لإنهاء حالة الانقسام السائدة في المجتمع الفلسطيني.
اذن الشارع الفلسطيني يتشاءم من جديد اتجاه فرص تحقيق المصالحة الفلسطينية ، وذلك في الوقت الذي يعلن فيه عباس عن استعداده التنازل عن الحقوق والثوابت الفلسطينية التاريخية، وإنهاء الصراع مع الكيان الصهيوني مقابل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.