قائمة الموقع

بيت آل نجيب.. جدران مقدسية تحارب على كل الجبهات!

2020-07-21T21:49:00+03:00
الاسير نجيب
الرسالة نت-رشا فرحات

حينما قررت (إسرائيل) ابعاد الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار زكريا نجيب عن القدس كانت تعتقد أنها حسمت المعركة التي اشتعلت منذ سنوات.

زكريا نجيب البالغ من العمر 62 عاما الذي بنى بيته عام 1992 ليكون حصنا لأطفاله وزوجته ووالديه في باب حطة، لم يكن يعلم أن هناك مؤامرة تحاك في محاولة لمصادرة بيته!

محاولة اعتيادية وفق خطة ممنهجة للمحتل لمصادرة كل ما يقع في القدس، وخاصة تلك البيوت التي تجاور القصص القديمة والحكايات المقدسة والآثار التي تسطر كل قطعة فيها حكاية القدس العربية.

 

اعتقل نجيب وحكم عليه بالسجن 22 عاما، وما إن قضى ثلاثة أرباع المدة حتى أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار، ولأن المقدسيين لا يعودون الى بيوتهم في صفقة حرية، فهم يدفعون الثمن مضاعفا لأنهم من القدس.

ولأن خطة الابعاد عن العاصمة هي هدف من أهداف الاحتلال، أبعد نجيب الى تركيا، تاركا وراءه خيارا صعبا في بيت يعد بقاؤه بقاء للتاريخ الطويل.

ولكن، لماذا بيت آل نجيب!، الجدران التي يحارب أصحابها على جبهتين، فهو الآن في تركيا مبعد مدى الحياة عن مسقط رأسه، ومعه زوجته التي اضطرت للحاق به، فبقي البيت مع ستة أبناء كبروا وتزوجوا وآثروا البقاء هنا على الشرفة يحبكون قصص الصباح ويرسلونها عبر سماء القدس رسالتين واحدة في وجه المحتل، وأخرى للأسوار الراسخة أن لا رحيل ولا مغادرة ولا مصادرة.

لم يكن بيت آل نجيب يوما بيتا عاديا، فهو البيت الأثري المطل على المدرسة الصلاحية أو ما بات يعرف اليوم بكنيسة القديسة حنّة "سانتا آن"، ومن الشرفة ذاتها يمكن أن ترى تلك الآثار البيزنطية القديمة ومدرسة أثرية أنشئت في عهد صلاح الدين الأيوبي.

والأهم أن القصص تقول إن تلك الشرفة أيضا تطل على موقع ولادة مريم العذراء أو ما يسمى ببيت عائلة زكريا عليه السلام، فأي تاريخ طويل يدخل من شرفة آل نجيب كل صباح؟!

أما إذا وقفت بباب البيت، فما هي الا خطوات بسيطة وستدخل من باب حطة لتصلي صلاة الجماعة في المسجد الأقصى لتدرك السبب الذي يدفع المحتل لتهويد وشراء البيوت القديمة من أصحابها.

ويعيش الأبناء الستة مع أحفادهم في حالة حرب على جبهة الحفاظ على البيت من المصادرة، بينما تدور بينهم وبين أنفسهم حرب أخرى على جبهة الشوق لحياة تجمعهم مع والدهم ووالدتهم المقيمين في تركيا الآن، فلا يستطيع أحدهم ترك البيت خوفًا من مصادرة المحتل له بحجة قانون أملاك الغائبين، ولا الصبر على شوق لحياة مستقرة في بيت واحد!

وتحاول (إسرائيل) من خلال قانون أملاك الغائبين" الذي أقرته عام 1950، ‏الاستيلاء على الأراضي والممتلكات التي تعود للفلسطينيين اللذين هجروا قسرا من بيوتهم، أو تحاول شراء البيوت القديمة المجاورة للأقصى وللأماكن الأثرية عن طريق منظمات يهودية صهيونية سرية ووفق خطط ممنهجة ما يجعل المقدسيين في حالة حرب ودفاع وتأهب وعدم القدرة على مغادرة بيوتهم وهجرها.

اخبار ذات صلة
بيت آل نجيب
2020-07-22T13:10:00+03:00