هذه الصورة تجمع المدير العام لكُلية الشرطة الفلسطينية في أريحا زاهر صباح مع تامي جيليس من منظمة ADL الصهيونيّة ، واحدة من أعتى القوى العُنصرية والصهيونيّة المتطرفة في الولايات المتحدة.
الصورة نشرتها جيليس مع مقالها قبل نحو اسبوع في صحيفة " سانتاياغو يونيون تربيون " يكشف أكثر مما يستُر ..يكشف كيف تُوظّف الحركة الصهيونيّة في أمريكا جهاز الشرطة الفلسطينيّة والسلطة في الضفة وتستجلبها كديكور لتلميع سياسات الكيّان من جهة وتبرير قمع السود والفلسطينيين في آن واحد.
مقال جيليس جاء دفاعًا مُستميتاً عن الكيّان الصهيوني المُتهم اليوم بتدريب الشرطة الأمريكيّة على آخر صرعات القمع ضد السود والفقراء، وهو مُوجه بالدرجة الأساسيّة للرّاي العام الامريكي وللسود على نحو خاص، للقول لهم : انظروا كيف نُساعد شرطة الفلسطينيين!
هذا المنطق الصهيوني يأتي في سياق الرّسالة ذاتها التي تقول للشعب الأمريكي وغيره من الشعوب " لا تقاطعوا إسرائيل لأن هذا لا بخدم العمال العرب والفلسطينيين " !
الصهيونيّة تامي جيليس تفشل أيضًا في تسويق رسالتها وتسقط أكثر من مرّة . إذ كيف تقوم منظمة " ADL " في الولايات المتحدة بتلميع صورة النظام الأمريكي والكيّان الصهيوني من خلال تسويق " إسرائيل " إذ تعترف أنها تقوم بدور الواسطة مع " اسرائيل " لتدريب الشرطة الأمريكيّة وباعتبارها دولة تتمع بخبرة طويلة في محاربة الإرهاب الفلسطيني كما تقول ، وفي الوقت ذاته تُدافع جيليس عن " اسرائيل " وتعتبر إتهامها بالتورّط في قمع السود " غير منطقي " !؟
ولماذا نقوم شخصيّة مثل الصهيونية تامي جيليس مسؤولة ADL في سانتياغو/ كاليفورنيا التي تُحارب شعبنا كل يوم ولا شُغل لها إلا تشويه صورتنا، لماذا تقوم هي بالعمل على بناء جسور محبة بين الشرطة الفلسطينيّة والشرطة الامريكيّة عبر منظومة الكيان الصهيوني ؟ لماذا تلتقي مع مدير عام كُلية الشرطة الفلسطينية في أريحا زاهر صباح وغيره من الاأهزة الامنيّة الفلسطينيّة؟
وللصراع أبعاد أخرى :
إنه الإنقسام الحاصل بين اليهود أنفسهم في الولايات المتحدة حيث تتصاعد أصوات اليهود الرّافضين لسياسات الاحتلال والداعية للمقاطعة ومعاقبة الكيّان الصهيوني على جرائمه، وجاء المقال في الواقع ردًا على منظمة يهودية أمريكية تعتبرها الكاتبة " متطرفة " و " تعمل على نزع الشرعية عن اسرائيل" وتذكرها بالاسم لكنها لا تذكر إسم " الذين تظاهروا وضرخوا " أمام مكتبها ، لان من تظاهروا وصرخوا في تلك المظاهرة كانت حركة الشباب الفلسطيني في سانتياغو وأنصارهم من السود واليهود!
يعكس المقال حالة القلق في الأوساط الصهيونيّة التي عبرت عنها تقارير يوميّة وكثيرة لا حصر لها في الصحافة الصهيونية ومنابر اليمين حول تنامي دور الفلسطينيين والعرب والمسلمين في الولايات المتحدة من جهة، وتنامي أصوات يهودية شابة ضد الاحتلال ومشاركتها الفاعلة في حركة المقاطعة، وهذا يُخيف الصهاينة أكثر .. فالتحالف الناشيء بين الفلسطينيين وحركة تحرر السود في الولايات المتحد هو تحالف المضطهدين الذي بدأ يزعج قادة الكيّان ويضعهم اليوم في موقع الدّفاع ..ويحشرهم في الزاوية !
وهكذا يستنفر الكيّان الصهيوني ومؤسساته في الخارج فيذهبوا إلى عبيدهم في أريحا كي يقدموهم باعتبارهم أصدقاء ومعتدلين ويعملوا معاً ضد الارهاب !
تحالف عن تحالف ..بفرق !