قائد الطوفان قائد الطوفان

فاردي.. عامل مصنع قهر المستحيل

فاردي
فاردي

الرسالة نت - وكالات

هي قصة "ريمونتادا" لكنها ليست على أرض الملعب، بين فريق يتلقى رباعية فيرد عليه منافسه بسداسية، لكنها عن لاعب تم رفضه من ناد مغمور، فتحول إلى أحد أشهر مهاجمي العقد الأخير في أوروبا والعالم، وهو جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي المتوج بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم المنتهي.

وكان فاردي "33 عاما", قد حسم فوزه بلقب هداف الدوري الإنجليزي برصيد 23 هدفا، متفوقا بهدف واحد على الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ مهاجم أرسنال حامل لقب الجائزة، والإنجليزي داني إنغز نهاجم ساوثهامبتون، مسجلا إنجازا فريدا بأن أصبح أكبر لاعب يتوج بالجائزة عبر تاريخ "البريميرليغ".

ولم يكن فاردي، الذي توجّ قبل 4 سنوات بلقب الدوري الإنجليزي مع ليستر في إنجاز تاريخي، يحلم في بداية حياته أن يتمكن من اللعب في القسم الثاني، وليس التتويج بلقب "البريميرليغ" ثم الهداف.

ففي سيرته الذاتية "جيمي فاردي.. من لا مكان.. قصتي"، يروي هداف الدوري الإنجليزي قصة معاناته الطويلة منذ أن كان صبيا صغيرا حتى وصل إلى المجد.

فتى المصنع

في بدايات المراهقة تكون الأحلام كبيرة، وحلم فاردي الذي أخبر به والديه كان أنه سيحترف كرة القدم كمهنة.

كانت الأم تعمل ككاتبة محكمة، والأب كعامل في الرافعات، وجاءت موافقتهما على حلم فاردي إرضاء لطفلهما الذي لا يملكان الكثير لتقديمه له، وأملا كذلك في رفعهما اجتماعيا حال تحقق ذلك الحلم، وقد كان.

ولكن حلم فاردي اصطدم بقيام نادي شيفيلد وينزداي، ثالث ناد أنشئ في التاريخ، برفضه في اختبارات الناشئين, بسبب أنه كان الأصغر والأقل حجما بين أقرانه.

في تلك اللحظة كان فاردي قريبا من إنهاء رحلة كرة القدم مبكرا جدا، حيث قرر العمل في أحد المصانع لمساعدة والديه.

وأكد فاردي في سيرته الذاتية "من لا مكان", أن ظهره كان ينحني كثيرا وكاد يتم تدميره بسبب تلك الوظيفة التي كان يقوم فيها بصنع الجبائر والأدوات المعدنية للأشخاص المعاقين، قائلا: "كنا نقوم برفع الأشياء مئات المرات يوميا داخل الأفران المتقدة"، وكان يعمل لمدة 12 ساعة يوميا وبمقابل زهيد.

التحول

حدث التحول في حياة فاردي حين قرر الثورة على وظيفته وتركها والعودة لكرة القدم، حيث قبله فريق ويكرسلي الذي يلعب في دوري القسم السابع الإنجليزي، براتب 30 جنيها إسترلينيا أسبوعيا ذلك عام 2007.

في 2010 انضم فاردي لفريق هالفيكس تاون في الدرجة ذاتها مقابل 15 ألف إسترليني، وأنهى الموسم هدافا للفريق برصيد 25 هدفا في 37 مباراة.

إنجاز كل 4 سنوات

الانتقال لليستر سيتي في دوري الدرجة الاولى الإنجليزي وقتها كان الحدث المحوري والرئيسي الأهم في مسيرة فاردي، وذلك في مايو 2012، مقابل مليون إسترليني فقط.

في ليستر بدأ التحول، حيث تأهل الفريق في 2014 للدوري الإنجليزي الممتاز بفضل 16 هدفا سجلها فاردي في رحلة التأهل.

ولم يكن الموسم الأول لفاردي في "البريميرليغ" (2014-2015) مثاليا، حيث سجل 5 أهداف فقط، لكن في الموسم التالي، وبعد 4 سنوات من الحدث المهم بانتقاله لليستر حدثت المعجزة الأكبر، وتوّج مع الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بفضل 24 هدفا هي أفضل رصيد تهديفي له في المسابقة.

وفي الموسم التالي (2016-2017) سجل فاردي 16 هدفا زادت إلى 23 في الموسم التالي، ثم 18 الموسم الماضي.

وفي 2020 نجح فاردي لأول مرة في مسيرته في تتويج رحلة معاناته بلقب فردي يستحقه، هو هداف الدوري الإنجليزي، أقوى دوريات العالم، بتسجيل 23 هدفا، ليصبح اللاعب الأكبر سنا الذي يتوج بالجائزة على مر تاريخها.

البث المباشر