يصوب عدد من النشطاء المقيمين بالخارج صفحاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ للهجوم على المقاومة في غزة بغية تشويهها، تزامنا مع عرض الأخيرة لبعض إنجازاتها.
وفي وقت الذي تخلو فيه صفحات كثير منهم من القضايا الوطنية، لم يخف البعض أن سبب هجومه على خلفية استدعاءات سابقة لهم من قبل الأجهزة الأمنية حسب زعمهم، فيما تفيد مصادر من الأخيرة، أن عددا من هؤلاء خرج من القطاع إما نتيجة تورطه في قضايا مالية أو أخلاقية، وبعضهم جرى توظيفه من جهات سياسية معينة على النقيض من موقف المقاومة.
كما تذكر المصادر أن عددا من هؤلاء الذين يقودون حملات التشويه، تورط في قضايا مخدرات قبل وبعد خروجه من القطاع، إلى جانب ملفات أخرى، هذا لا يمنع بحسب المصادر، من وجود شخصيات لديها حس وطني في الانتقاد.
لكن بين الانتقاد وتصفية الحسابات، تبرز قضية ذات بعد آخر مرتبطة باستخدام ادعاء الاعتقال والتضييق كورقة رابحة في قبول طلبات اللجوء، لذا يلجأ كثيرون الى تزوير قضايا اعتقال أو اثارة قضايا سياسية بداعي أنهم مطاردين من الحكومة في غزة.
حسابات مشبوهة!
ما سبق يتسق مع حملات تقف خلفها جهات أمنية تسعى لضرب النسيج المجتمعي، بحسب ما كشفت عنه الجبهة الشعبية.
مصادر قيادية بالجبهة، أكدّت رصدها 116 حسابًا مشبوها أمنيا غالبيتها وهمية وتدار من خارج القطاع ومستوطنات الاحتلال، تهدف لتشويه واقع المقاومة.
مصادر من الجبهة أكدّت لـ"الرسالة نت" أن هذه الحسابات تركز بالهجوم على المقاومة وتهدف إلى اختلاق الأكاذيب لإثارة الأوضاع في القطاع، واستهداف عناصر ومركبات المقاومة وتشويه قياداتها السياسية.
عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني خليل، كشف أن هذه الحسابات تستهدف الجبهة الداخلية للقطاع والنسيج المجتمعي وحاضنة المقاومة.
وقال خليل إن هذه الحسابات رصدت من داخل المستوطنات وجهات أخرى تابعة للاحتلال.
وذكر أن الاحتلال يقف بشكل مباشر خلفها إضافة الى جهات أخرى تسانده من اعوانه.
وشددّ على أن "الكل الوطني لا يمكن أن يجد من هو داعم بشكل مباشر وواضح لهذه الصفحات المشبوهة والعمل الحقير، الذي يستهدف خلق الفتن داخل المجتمع، عبر اظهار النزعات العشائرية والعائلية والتحريض ضد المجتمع".
استهداف خارجي
بالترافق مع هذا الهجوم، رصدت الأجهزة الأمنية هجوما آخر يركز على الاغتيال المعنوي الذي يستهدف منظومة المقاومة بشكل عام وقياداتها بشكل خاص.
وأكدّت قيادات فلسطينية وازنة في الخارج، وقوف جهات أمنية خلف عملية استهداف المقاومة من ناحية والجاليات من ناحية أخرى التي تأخذ على عاتقها استنهاض الحالية الشعبية الفلسطينية بأوروبا تجاه قضيتها المركزية.
جورج رشماوي رئيس اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا، أكدّ بدوره وجود تحركات تستهدف عمل الجاليات من جهات أمنية في ظل ما يجري تداوله بين صفوفهم.
وقال رشماوي في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" إن عملية التحرك في إطار استهداف فصائل العمل الوطني أو الجاليات مسألة فاعلة في أوروبا وتجري في بعض الأحيان برعاية أطراف معروفة.
وأيده، د. أحمد محيسن أمين سر حركة فتح السابق في برلين والمتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، مؤكدا وجود جهات تسعى لتشويه المقاومة وعمل الجاليات متسترة بجهات أمنية وسياسية معروفة.