في مفاجأة سياسية لم تكن متوقعة في الشارع (الإسرائيلي) هددت أحزاب اليمين "الحريديم" رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه لن ينال تأييدهم في حال دعا إلى انتخابات مبكرة، حيث جاء التهديد بالتزامن مع الأوضاع الداخلية الساخنة في ظل المظاهرات أمام مقر نتنياهو.
وفي تفاصيل الحدث، أفادت إذاعة (كان) ان قياديين من حزب شاس ويهدوت هتوراة سيبلغون رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه لن ينال تأييدهم في حال تم الإعلان عن تبكير موعد الانتخابات العامة بسبب الخلاف مع كاحول لفان حول مدة ميزانية الدولة.
وأضاف هؤلاء انهم لن يوافقوا على التوقيع على بيانات الدعم لكتلة اليمين كما لن يتعهدوا بالتوصية لرئيس الدولة بتكليف نتانياهو بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات.
وأشارت الإذاعة الى ان التهديد الصادر عن شاس ويهدوت هتوراة مرده التزامهما بالتعهد لرئيس كاحول لفان بيني غانتس بضمان تنفيذ الاتفاق الائتلافي والعمل قدر المستطاع على منع اللجوء إلى الانتخابات.
ويأتي هذا التهديد في توقيت حساس للغاية، في ظل تعرض نتنياهو لموجة من الانتقادات على عدة أصعدة أهمها الملف الأمني في التصعيد القائم في الشمال مع حزب الله، وكذلك التقصير في مواجهة فايروس كورونا المستجد، بالتزامن مع المظاهرات اليومية أمام مقر إقامته، ودعوته إلى الرحيل عن الحكم.
وكانت عدة وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت عن أن نتنياهو سيتفعل خلافات سياسية جديدة مع غانتس في سبيل إنهاء الاتفاق الحكومي والدخول في انتخابات رابعة للحيلولة دون جلوس غانتس على مقعد رئاسة الحكومة بعد أقل من عامين من الآن.
وفي التعقيب على ما سبق، قال الباحث في الشؤون (الإسرائيلية) أيمن الرفاتي إنه يمكن اخذ هذا التهديد على منحيين بالنسبة لنتنياهو، الأول يتمثل في أن أحزاب اليمين هي أحزاب انتهازية وتدرك جيدا أن نتنياهو يعيش في أزمة تحيط به من كل الاتجاهات سواء على مستوى قضايا الفساد أو على المستوى الداخلي للحكومة.
وأضاف أن الأحزاب ترى أن الحل الذي يفكر فيه نتنياهو للهروب من الأزمة يتمثل في ادخال دولة الاحتلال في دوامة انتخابات رابعة، وهنا تريد هذه الأحزاب تحقيق مكاسب جديدة من نتنياهو.
وأوضح أن المكاسب تتمثل في تحسين العرض الذي يمكن ان يقدمه نتنياهو لهم في حال حل الحكومة وذهب لانتخابات جديدة، وهم يسعون لأخذ وعد بزيادة حصتهم في الحكومة مقابل دعم أي توجه يذهب له نتنياهو.
وأشار إلى أن المنحى الثاني يتمثل في كون هذه الأحزاب تريد أن تكسب موقفا أمام الجميع بأنها حريصة على الحكومة الحالية لأن التهديدات الامنية والوضع الاقتصادي لا يسمح بحل الحكومة وبالتالي تظهر أمام الجمهور أنها صمام الأمان الذي منع تدهور الاوضاع الداخلية.
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحا أن حالة الزعزعة السياسية التي يعيشها الاحتلال منذ عامين ستستمر خلال المرحلة المقبلة، في ظل الرمال المتحركة التي يقف عليها قطبا السياسة نتنياهو وغانتس، وهذا ما يظهر جليا على أرض الواقع في ظل الأحداث التي سبق ذكرها.