قائد الطوفان قائد الطوفان

غزة ..انطلاق مؤتمر أسرى فلسطين الدولي

غزة – الرسالة نت

انطلق صباح السبت مؤتمر "أسرى فلسطين الدولي" في مدينة غزة, بمشاركة عدد من الوفود الدولية بهدف تسليط الضوء على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال.

ويشارك في المؤتمر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية, على رأس وزارء حكومته, بالإضافة لأسرى محررون.

ويحضر المؤتمر أيضاً شخصيات حضرت من حوالي 40 دولة, بالإضافة لوفد قافلة (شريان الحياة 5), ووفود من البرلمان الأوروبي والبرلمان العربي, ووفد تركي وآخر ماليزي, بالإضافة لمفكرون وعلماء وشخصيات اعتبارية, وأهالي الأسرى.

وقال وزير شئون الأسرى والمحررين محمد فرج الغول, خلال كلمته في المؤتمر, أن هذا المؤتمر يُعقد للفت نظر العالم العربي والإسلامي والدولي, تجاه هذه القضية الحيوية.واعتبر أن الحضور الكثيف لهذا المؤتمر, يُعطي زخماً لقضية الأسرى.

وتحدث الغول عن أمثلة عديدة لمعاناة الأسرى والأسيرات, متطرقاً لجريمة اعتقال ومحاكمة أطفال فلسطينيين.وكشف أن وزارة الأسرى تلقت وعداً من الوفد الماليزي بعقد مؤتمر حول أسرى فلسطين, في ماليزيا, لتسليط الضوء على معاناة الأسرى بشكل أكبر.

وطالب الجهات الآسرة للجندي الصهيوني التمسك بمطالبها لتحرير الأسرى.وأكد أن قضية الأسرى لا تقل أهمية عن قضية القدس والأقصى, مستشهداً بحديث أم أسير فلسطيني قالت "عمر القدس والأقصى غير محدود, أما حياة ابني فهي محدودة, فمتى ألتقي به ؟".

من جهته أكد رئيس الوفد الماليزي والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد, أنه جاء لغزة حاملاً تأييد ودعم الشعب الماليزي.وقال خلال كلمته:" شعرنا بالألم تجاد الوضع بغزة, وحينما نعود لماليزيا سننقل كل ما رأيناه هنا".وأضاف:" فلتعلم (إسرائيل) أن ماليزيا تقف مع الشعب الفلسطيني".

من ناحيته أكد محمد المدهون رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن اللجنة تسعى من خلال المؤتمر إلى صياغة رؤيا موحدة لتحرير الأسرى، وأن  يكون ملف الأسرى على المستوى الدولي ليُحاكم عليه الاحتلال في أكثر من محفل، مشيراً إلى أن المؤتمر لن يكون نهاية المطاف.

وكشف المدهون عن وجود العديد من البرامج والفعاليات التي تدعو إلى نصرة الأسرى وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم.

وأوضح أن المؤتمر يأتي بالتزامن مع عقد مؤتمر فلسطيني في العاصمة البريطانية لندن، تعقده الجالية الفلسطينية بأوروبا، يخص الأسري الفلسطينيين ومعاناتهم المتواصلة، وفي ظل مرور الذكرى الـ16 لخطف الجندي الصهيوني "ناكشون فاكسمان" على أيدي المقاومة الفلسطينية.

وفي سياق متصل لفت المدهون إلى أن "نائل البرغوثي" عميد الأسرى الفلسطينيين أوقف قبل يومين إضرابه عن الطعام تضامناً مع شقيقه "عمر البرغوثي"  المعتقل لدى أجهزة سلطة فتح، والذي قضى 25 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً بضرورة إغلاق ملف الاعتقال السياسي، لما له من آثار سلبية على ملف المصالحة الوطنية.

بدوره شدد ممثل رئيس الوزراء الماليزي السابق "مهاتير محمد"، على وقوف ماليزيا شعباً وحكومة خلف الشعب الفلسطيني في قضيته المحورية، مؤكداً في ذات السياق على عدم اعتراف دولته بالكيان الصهيوني في حال عدم قيام الدولة الفلسطينية.

وأضاف:" ونحن قادمون إلى قطاع غزة واجهنا العديد من الصعوبات لدرجة أن وجهت البنادق إلىنا، وعندما تجولنا في القطاع شعرنا بالألم الشديد للوضع السائد فيه، ونعدكم أننا سننقل ما رأيناه من معاناة للشعب الماليزي".

وتابع:" تود إسرائيل حبسكم ولكن عندما تحدثت لكم ولقادتكم العظام تأكدت أنكم تقودون العالم أجمع بصبركم على ممارسات عدوكم".

وأكد أن استمرار دولة الكيان في مطالبة حركة حماس والحكومة الفلسطينية بغزة بضرورة الاعتراف الرسمي بها، دليل على قوة الشعب الفلسطيني وخاصة أهالي قطاع غزة، موضحاً أن "إسرائيل" دولة عنصرية تمارس سياسة الفصل العنصري.

وطالب كافة المحامين بضرورة وضع كافة الإمكانات القانونية لتمثيل قضية الأسرى الفلسطينيين في المحاكم الدولية وفضح الممارسات الإسرائيلية بحقهم، مضيفا:" سأتصل فور عودتي لماليزيا بكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية لتكوين جبهة موحدة للدفاع عن الأسري الفلسطينيين في السجون الصهيونية".

وفي سياق آخر أكد فاضل الحاج حسين ممثل رئيس البرلمان العربي أن قضية الأسرى من القضايا التي تشغل المجتمع الدولي والأمة العربية، مشيراً إلى عقد العديد من المعاهدات والمواثيق الدولية لحماية حقوق الأسرى.

وقال :"إن ما يحدث في قطاع غزة هو جريمة دولية تقتضي من العالم العربي أن يحرك وجدانه وأن يقف وقفة رجل واحد، لوقف المهزلة الصهيونية التي تسببت بتدمير الحياة المعيشية والإنسانية في القطاع.

وأوضح أن مشاركة البرلمان العربي في المؤتمر، جاءت بهدف نقل حقيقة ما يدور على الساحة الفلسطينية إلى المجتمع العربي، مؤكداً أن قضية الأسرى ستكون إحدى الموضوعات الأولوية والهامة، التي سيتناولها البرلمان مع كافة منظمات حقوق الإنسان للوصول إلى حل جذري لمعاناة الأسري.

ودعا الحاج حسين، اتحاد المحامين العرب لتبني قضية الأسرى وأن يدفعوا بها إلى ساحة العدالة الدولية ومتابعتها بشكل قانوني، لتقديم قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحكمة الدولية.

ونوه في ختام حديثه إلى أن البرلمان العربي شُكل بقرار من الجامعة العربية عام 2005 استجابة لتطلعات الشعوب العربية وإسهاما في قيام النظام العربي والتنمية السياسية والاقتصادية وصولاً إلى تحقيق الوحدة العربية الشاملة.

ومن جانبه، طالب سعيد القنطار عميد الأسرى اللبنانيين، المقاومة الفلسطينية بضرورة الثبات على مواقفها وتنشيط أجهزتها الميدانية لخطف المزيد من الجنود الصهاينة لمبادلتهم بأسري فلسطينيين. لافتاً إلى أن الواقع الفلسطيني وخاصة بالضفة الغربية يحتاج إلى استنهاض الهمم وتنشيط الحركة الشعبية.

وقال:" إن الأسرى في سجون الاحتلال يعلمون بأن الضغط الشعبي والحركة الإعلامية تساهم في إيصال صوتهم للعالم الحر، لكنهم يؤمنون بأن المقاومة الفلسطينية هي الحل الأمثل لتحريرهم من الأسر".

ودعا القنطار إلى ضرورة أن يناقش المؤتمر كيفية وضع سقف قيادي يُعني برفع معاناة الأسرى، وبحث آلية لتوحيد المنظمات الإنسانية والقانونية أمام ممارسات الاحتلال الصهيوني، مطالباً في الوقت ذاته بأن ترتكز الاعتصامات على مختلف الأطياف الفلسطينية وليس على صعيد أهالي الأسرى وحدهم.

البث المباشر