في غضون عشرين دقيقة أطلقت المقاومة الفلسطينية في غزة صبيحة اليوم الاثنين، ثمانية صواريخ تجريبية تجاه البحر.
تزايد إطلاق الصواريخ التجريبية، ينم عن تنامي العمل الميداني للمقاومة واستمرار التجهيز لأي مواجهة مقبلة مع الاحتلال.
ويبدو من اتجاهات إطلاق الصواريخ المختلفة، التي تم رصدها بالعين، أن تجارب حثيثة تسابق الزمن تتعلق بمديات الصواريخ، وحتى إمكانية تحديد أماكن سقوطها قبل انطلاقها من مرابضها.
صواريخ المقاومة التجريبية، يرصدها الاحتلال بدقة، ويتناقلها الاعلام العبري في أخباره العاجلة، وتتزامن هذه الأيام مع زيادة استنفار الاحتلال على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
ويمكن قراءة تحول رسائل تلك الصواريخ من تجريبية الى تحذيرية استنادا لعدة شواهد:
- تتزامن هذه الصواريخ مع عودة البالونات الحارقة المنطلقة من قطاع غزة تجاه الغلاف، بسبب تباطؤ الاحتلال في تنفيذ تفاهمات التهدئة، واستكمال مراحل تخفيف الحصار.
- ليس مستبعدا أن جولة تصعيد جديدة قادمة بين غزة والاحتلال بدأت ارهاصاتها بقصف الاحتلال لمراصد المقاومة وأراض زراعية، وذلك بالمقارنة مع التجارب السابقة التي لم يغب عنها التصعيد من حين لآخر، وذلك لأن الاحتلال من السهل أن يتنصل من التزاماته في حال وجد نفسه بعيدا عن الضغط.
- تزايد تهديدات وزير حرب الاحتلال بيني غانتس لغزة، تحتاج تذكيره بجهوزية المقاومة، وأنها قادرة على وضع حد لاندفاعه.
- عادت الخلافات بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس تطفو على السطح من جديد، مما يعني أنه من الصعب على الحكومة المرتبكة أن تأخذ خطوات جادة مع غزة لاستكمال التفاهمات، وذلك كما كان سابقا خلال فترة الانتخابات التي جرت ثلاث مرات خلال عام واحد، وبالتالي لا بد من التحذير بأن غزة لن تنتظر أكثر.
- انشغال الوسيط المصري بملفاته سواء على صعيد سد النهضة أو تطورات الأحداث في ليبيا، وحتى ملف كورونا، أبعده عن متابعة التطورات الميدانية بين غزة والاحتلال، ولم يعد يراقب تفاصيلها بدقة.
- لا يمكن إغفال المعلومات الاستخبارية التي تجتهد المقاومة في جمعها، سواء فيما يتعلق بإبطال محاولات الاحتلال لاختراق صفوف المقاومة، أو محاولات المقاومة الوصول لملفات حساسة لدى الاحتلال، وصولا الى وضوح الصورة لديها للتعامل الميداني.