تزداد موجة الاضطرابات داخل الحكومة الإسرائيلية بين بنيامين نتنياهو وشريكه في الحكم بيني غانتس، وصلت حد إلغاء العديد من الاجتماعات المقررة، فيما يجري التهديد بحل الكنيست الاسرائيلي والتوجه لانتخابات جديدة إذا لم يتم اعتماد ميزانية الحكومة قبل 25 أغسطس الحالي.
بين هذه الصراعات بدأت موجات التصعيد (الإسرائيلية) ضد قطاع غزة، وعرقلة للتفاهمات التي كان من المفترض أن يستكملها الاحتلال، ما أدى لعودة الضغط على الاحتلال من خلال إطلاق البالونات اتجاه مستوطنات غلاف غزة.
وفي ظل هذه الأجواء يستبعد مراقبون تصعيدا واسعا بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها الكيان.
المختص في الشأن الاسرائيلي سعيد بشارات استبعد فتح جبهة مع قطاع غزة لعدة عوامل منها افتتاح عام دراسي جديد، مشيراً أن قطاع غزة يعتبر منطقة منكوبة بحاجة لعمل انساني وليس تصعيدا.
وأكد أن الاحتلال يعلم برسائل المقاومة التي ترسلها عبر البالونات والصواريخ التجريبية إلا أنه يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية، لذلك يبحث عن حلول سياسية وعبر وسطاء.
وأوضح بأن هناك مشاكل داخلية تهدد حكومة الاحتلال وتجعلها غير مستقرة، مبينا أن الكابينيت لم يجتمع حتى اللحظة حول إطلاق البالونات، وهذا ما أعاد التوتر في الجبهة الجنوبية.
وفيما يخص استغلال المقاومة حالة التفكك داخل الكيان نوه بشارات إلى أن هذه الفترة حساسة جداً في اتخاذ أي خطوة داخل الاحتلال الاسرائيلي، والمقاومة يمكن أن تستغلها لتنفيذ الوعود السابقة والحصول على المزيد من المكاسب.
وعلى نحو متصل قال المختص بالشأن الأمني والعسكري الدكتور إبراهيم حبيب إن ظروف الاحتلال اليوم لا تخدمه لفتح جبهة جديدة.
وأضاف: "خاصة ان التصعيد في غزة ليس عسكرياً بقدر ما هو مطالبة بتخفيف الحصار على غزة مشيراً إلى أن الحاجة الانسانية تؤدي دوراً لإجبار الاحتلال على تحقيق المطالب العادلة منها فتح المعابر والمنحة القطرية.
وتابع بأن المواجهة العسكرية لا يريدها الاحتلال مؤكداً أنه لو اندلعت حرب لن تكون في صالح نتنياهو في ظل الانتخابات الجديدة.
ويرى حبيب أن التصعيد على قطاع غزة محسوم من الطرفين من خلال الرد بالبالونات الحارقة والاحتلال يرد بطريقة لا توقع خسائر بشرية وسينتهي بوساطة مصرية أو عن طريق ميلادينوف.
وشدد على أن المقاومة الفلسطينية عليها أن تكون جاهزة لأي ضربة وما دامت ضاغطة على الزناد سيبتعد الاحتلال عن المواجهة في قطاع غزة.
ويعتقد المحلل العسكري أن البالونات الحارقة ليس لها تأثير في المشهد السياسي بقدر تأثيرها الاعلامي والنفسي في منطقة الغلاف، إذ يحاول بعض الاطراف في المشهد السياسي الاسرائيلي اظهار ضعف نتنياهو.
ويشهد القطاع تصعيدا ساخنا منذ أيام، في ظل تأكيد المقاومة تنصل الاحتلال من تنفيذ تفاهمات كسر الحصار.
وأعلن الاحتلال عن جملة إجراءات من بينها وقف توريد السولار وتخفيض مساحة الصيد.
وحذر المتحدث باسم حماس فوزي برهوم من خطورة هذا السلوك الاجرامي، الذي يستدعي دراسة مسار جديد من التعامل، بحسب بيان صدر عنه.