التوقيت عن اعلان خارطة طريق اتفاق السلام الإماراتي -(الاسرائيلي) من البيت الأبيض، وربطه بوقف او تأجيل تنفيذ قرار الضم، وتسويقه كإنجاز تاريخي ، يحمل مؤشرات خطيرة جدا وهي إنهاء مرحلة الوضع الفلسطيني لا دولة ولا خلافة ادارة فلسطينية مدنية ترتبط بالاردن والكيان وكينونة في غزة لها ارتباط بمصر، والقفز لأخرى: ترتيب الاقليم بما يضمن قبول (إسرائيل) شريكا وتحجيم ايران وتركيا.
وعليه يمكن قراءة هذا الاتفاق الكارثي من عدة زوايا :
(اسرائيليا): يمثل انتصارا وإضافة نوعية وتطور ويعتبر أول اختراق رسمي وعلني للخليج ومع دولة تعتبر حاملة التصنيف العالي فيما يسمى مقاومة الإرهاب ومسخرة له مقدرات عالية جدا ، "بعد كامب ديفيد مصر، واوسلو السلطة، ووادي عربة الأردن"
ناهيك عن الدعم الكبير لنتنياهو في مواجهه شركائه والتأجيل او التعليق للضم هو بالأساس قرار أمريكي ومن بنود صفقة القرن (ترامب) في الحكم وأيضا تساعده في عملية الملاحقة القضائية.
أمريكيا : دعم لترامب من التيار اليميني المتصهين في الانتخابات القادمة، وأداة قوية لاقناع آخرين بسرعة تشكيل الحلف السني والصهيو -أمريكي لمحاربة أعداء جدد وايضا حث الآخرين على الاعلان الرسمي عن اتفاقات سلام مع الكيان.
الفلسطيني (السلطة): ايصال رسالة مفادها ان الدور الوظيفي المطلوب قد انجز، وقصة دولة أو اجراء مفاوضات لهذا الغرض أصبح جزءا من الماضي، وان الجدار العربي والمبادرة العربية غادرا الى غير رجعة، وتحمل إشارات دعم حالة فوضى وصراعات وتصفيات تنتهي بالتخلي عن الرئيس عباس، وبالتاكيد قد يكون العدو نجح فى زرع واستنبات من يقبلون بادارة مدنية على شكل حكم ذاتي على أقل مساحة تحتوي على جل السكان.
غزة : مزيد من الضغوط على كل الصعد لاستدراجها الى جولة كبيرة معقدة تخلف مآسي -لا سمح الله، وتفتح بعدها الباب للعمل الانساني والاغاثي بشكل كبير ، يكون للتيار الاصلاحي الفتحاوي -محمد دحلان -دور كبير بحكم علاقاته مع المصريين والامارتيين، للمساعدة في خلق وقائع على الأرض، وهذا سيضع غزة امام نقطة تحول استراتيجية، وسيطرح السلاح، والكينونة الفلسطينية وشكل الحكم.
لبنان: فى ظل الوضع الاقتصادى الكارثي، والتجاذبات الطائفية غير المسبوقة والواقع الحكومي والنيابي المهزوز، وأثر التفجيرات المزلزلة والقرار الأممي بالنطق في مقتل الحريري، ووصول البارجات الامريكية والايطالية والفرنسية واخرى، وهي قطع بحرية بحجة تقديم معونات انسانية يشير بوضوح أن لبنان مقدم على أخطر مرحلة منذ تاريخ استقلاله قد تنتهي بنهايات مفجعة وكارثية مثل تدويل الواقع اللبناني ومواجهة مفتوحة مع حزب الله، وهذه رسالة لايران وسوريا واضعاف هذا المحور وقد يصل الأمر الى عدوان على ايران ينتج عنه السيطرة بعدها على مضيق هرمز والتحكم فى النفط للصين وغيرها.
بعد هذا الاستعراض للمخاطر التى قد تنجم عن هذا الاتفاق المسموم يتبادر للذهن كيف يمكن تعطيله او نسفه.
فى هذا السياق يمكن طرح النقاط التالية لمواجهة هذا الظرف الطارئ :
-المنظمة والسلطة الفلسطينية تكف عن تصدير مواقف وخطب رنانة، وتسحب الاعتراف بالكيان فورا وتوقف التنسيق الأمنى، وتلتقي مع كل القوى والفصائل وتتفق على حكومة انقاذ وطني مركزها غزة وتقتبس من ما صدر من ثوابت عن حكومة عموم فلسطين التى تأسست عام ١٩٤٨، اعلان الولاية القضائية على كل فلسطين والولاية الادارية على غزة ، لتضع استراتيجية مواجهة شاملة في الضفة والقطاع وتحريك الشتات وال٤٨.
- تطالب المنظمة باجتماع عاجل لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وتضعهم اما مسؤلياتهم التاريخية وتعلن رسميا انتهاء العمل باتفاق اوسلو بكل افرازاته ،وتحمل العرب والمسلمين اي تفريط او تساوق مع الاحتلال باعتباره تنكرا لكل الاتفاقات وسرق الارض وهود القدس وشرع فى ضم المتبقى بعدما غير طبيعتها جغرافيا وديمغرافيا.
- الطلب بعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للامم المتحدة لابلاغهم بالقرار الفلسطينى والمدعوم عربيا ومطالبتهم بالاعتراف بالحكومة الفلسطينية ورفع مكانة فلسطين لدولة وحقهم فى المقاومة لجلاء المحتل.