استولت الولايات المتحدة على شحنات نفط إيرانية فيما يعد أكبر عملية استيلاء نفطي من نوعها على الإطلاق خلال نقلها في المياه الدولية.
وقالت واشنطن إنها "صادرت" أربع سفن إيرانية محملة بالوقود كانت في طريقها إلى فنزويلا.
وأوضحت واشنطن أن العملية ضمت السيطرة على كمية من الوقود تبلغ 1.1 مليون برميل "بمساعدة شركاء أجانب"، وفقا لوزارة العدل الأمريكية.
وقالت واشنطن إن هذه الشحنات خرقت العقوبات الأمريكية.
من جانبه نفى السفير الإيراني لدى فنزويلا أي علاقة لبلاده بهذه السفن أو ملاكها.
وأصدر قاض أمريكي مذكرة مصادرة لشحنة النفط التي تحملها السفن الأربعة بعد أن رفعت الولايات المتحدة دعوى طالبت فيها بذلك الشهر الماضي.
وقالت وزارة العدل الأمريكية، في بيان صدر الجمعة، إنها نفذت "أمر مصادرة بنجاح" لشحنة بملايين الدولارات تابعة للحرس الثوري للجمهورية الإسلامية.
والحرس الثوري الإيراني هو أحد أفرع القوات المسلحة الإيرانية، وتصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية.
وأضاف البيان أن "الشحنة التي تمت مصادرتها محتجزة لدى الولايات المتحدة" دون أن يذكر أين أو متى نُفذت المصادرة.
وأشار بيان وزارة العدل إلى أنه عقب مصادرة الشحنة، قامت البحرية الإيرانية بمحاولة فاشلة "للصعود على متن سفينة غير ذات صلة" بعملية المصادرة "في محاولة لاستعادة السفن التي صودرت".
وقال مسؤول أمريكي كبير إن عملية المصادرة تمت دون اللجوء إلى قوة عسكرية، وأن السفن نفسها لم تُصادر.
وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين الذين نفذوا العملة هددوا ملاك السفن، ومسؤولي التأمين عليها، وقباطينها بالعقوبات الأمريكية لإجبارهم على تسليم النفط.
ولم يُعلن حتى الآن عن مكان حاملات الحاويات البحرية "بيلا"، و"بيرنغ"، و"باندي"، و"لونا" التي كانت تحمل الوقود الإيراني إلى فنزويلا.
ووصف حوجات سلطاني، السفير الإيراني لدى كاراكاس، التقارير عن عملية المصادرة بأنها "دعاية كاذبة".
وأضاف: "هذه كذبة أخرى وأسلوب من أساليب الحرب النفسية صنعتها آلة الدعاية التي تشغلها الولايات المتحدة".
وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ الانسحاب أحادي الجانب الذي أعلنته الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي بين قوى الغرب وإيران في 2018.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية على إيران وفنزويلا لمنعهما من تصدير النفط الذي يُعد المصدر الأساسي لدخل الدولتين.
وتستهدف هذه العقوبات خلع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وتغيير توجهات حكام إيران.
ويرجح أن التوترات في العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة كان وراءها هجوم على ناقلتي نفط في مضيق هرمز في يونيو/ حزيران 2019. وتصاعدت التوترات رغم نفي طهران الاتهامات بأنها وراء التفجيرات التي تعرضت لها الناقلتان.
كما أسقطت إيران طائرة بدون طيار أمريكية في نفس المنطقة في وقت لاحق من نفس الشهر الذي شهد الهجوم على حاويات النفط.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن العائد من مصادرة شحنات الوقود قد "يستخدم الآن في دعم ضحايا تمويل إرهاب الدولة بدلا من مساعدة المتورطين في الإرهاب".
بي بي سي