"(إسرائيل) تقتل الأطفال" تغريدة كتبها عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي في عام 2014 خلال العدوان على قطاع غزة، وذيلها بصور لضحايا استشهدوا نتيجة القصف الإسرائيلي، لكن بعدها بدأت تتكشف مواقفه من (إسرائيل) وبشكل علني حين ناقض ذاته وأعاد نشر مقالة رأي في فبراير الماضي، كتبها بريت ستيفنز بعنوان "الفلسطينيون يخسرون في كل مرة يقولون فيها لا"، وذلك بعد رفضهم لصفقة القرن، ووقتئذ ثار رواد التواصل الاجتماعي واعتبروا ذلك انتهاكا بحق الفلسطينيين.
كما تسارعت الخطى بين الطرفين لتحقيق الاتفاق، في السنوات الثلاث الأخيرة، من خلال العلاقات المتبادلة بين الدولتين، فأصبحت نبرة الخطاب الرسمي الإماراتي مختلفةً تمامًا تجاه القضية الفلسطينية.
ولم تعد الامارات تخفي علاقتها العلنية مع (إسرائيل) بل أصبحت أعمق حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الخميس الماضي، ما وصفه بـ"اتفاقية سلام تاريخية" بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات، متضمنة تطبيعا للعلاقات.
ووصف ترمب في تغريدة له على حسابه في "تويتر" الاتفاق بأنه "اختراق ضخم، وفي تغريدة عاجلة علق ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في تغريدة عاجلة له: إنه "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم (إسرائيل) للأراضي الفلسطينية".
واتفقت الإمارات و(إسرائيل) على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية.
رواد التواصل الاجتماعي أطلقوا وسم #التطبيع_خيانة تعبيرا عن رفضهم لتطبيع العلاقات بين الامارات و (إسرائيل) ووصفوا بتغريداتهم الاتفاق بالخيانة العظمى، رغم أنه لم يكن مفاجئا لوجود علاقات وأنشطة تطبيعيه جرت بين (تل أبيب) وأبو ظبي في الفترة السابقة.
إبراهيم ال حرم وهو إماراتي رد غاضبا على تغريدة محمد بن زايد: "لا تمثل شعب الإمارات(..) شعب الإمارات مع الشعوب العربية والمسلمة ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومزبلة التاريخ تتسع لجميع الخونة مهما كانت أسماؤهم وأسماء عوائلهم".
كما غرد فلسطينيون وعرب على وسم #اتفاق_العار للتعبير عن رفضهم المطلق لما وصفوه بالخيانة العظمى، وكتبت انيا الفندي: ما اختلف فقط... هو أن التطبيع كان تحت الطاولة.. فأصبح فوق الطاولة وعلى عينك يا تاجر....!!#اتفاق_العار.
ولم يقتصر التغريد على وسم التطبيع خيانة من الفلسطينيين أو الرافضين من الاماراتيين للاتفاق، بل غرد الالاف من دول الخليج، ومنهم حساب حركة "مقاطعة الاحتلال-عُمان" على موقع تويتر، غرد "لا للتطبيع مع العدو الصهيوني، سيبقى التطبيع خيانة وخزيا وعارا! المقاطعة مقاومة، ولا سلام زائف مع احتلال أكد عبر تاريخ وجوده القصير، وما زال يؤكد كل يوم على أنه لا يطلب السلام".
كما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة مشتركة لمئات المغردين الخليجيين، كان نصها: "أنا مواطن/ة خليجيـ/ة ، أرفض #التطبيع بجميع أشكاله وأسبابه مع الكيان المحتل في #فلسطين، وأعلن رفضي بشكل واضح لما قامت به #الإمارات بمخالفة الموقف الأخلاقي من معاناة الشعب الفلسطيني، #التطبيع_خيانة مع #إسرائيل مرفوض بالكلية"، وتذيلت التغريدة بعبارة: "قم باقتباس التغريدة بنفس النص وغرد إن كانت تمثلك".
وتجدر الإشارة إلى أن أبرز نقاط الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي تتمثل بـ: تطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، وتبادل السفراء وإطلاق رحلات جوية مباشرة بين أبو ظبي وتل أبيب، إضافة إلى نقطة تحاول الإمارات دغدغة مشاعر العرب والمسلمين لتجميل الاتفاق وهي منح المسلمين إمكانية أكبر للوصول إلى المسجد الأقصى في القدس القديمة، من خلال السماح برحلات طيران مباشرة من أبو ظبي إلى تل أبيب، كما سيتيح الاتفاق للإمارات الاستثمار المباشر في (إسرائيل) والذي لم ينقطع أصلًا.
كما ينص الاتفاق أيضا على توقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات السياحة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الاستثمار في قطاعات الطاقة والمياه والرعاية الصحية والثقافة والبيئة.