غزة – الرسالة نت
عقد المجلس التشريعي جلسة خاصة لمناقشة الدور البرلماني العربي والإسلامي والدولي في دعم القضية الفلسطيني بمشاركة برلمانيين عرب وإسلاميين، وذلك اليوم في مدينتي رام الله وغزة، بحضور ومشاركة نخبة متميزة من برلمانيين أصروا إلا أن يكسروا الحصار السياسي عن شعبنا الفلسطيني.
د. بحر يثمن الجهود
ورحب د. احمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالبرلمانيين، مثمنا مشاركتهم الأصيلة وحضورهم الكريم.
وأضاف قائلا "إن المجلس التشريعي يرى في الدور البرلماني، وخصوصا العربي والإسلامي، دورا مميزا، ويؤكد أن الجهود الواضحة التي تولاها ولا يزال في مواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة على شعبنا تعبر عن عمق الأصالة العربية والإسلامية ومدى التفاعل والاهتمام والدعم الذي يحظى به شعبنا وقضيته، وخصوصا في ظل الصمت الإقليمي والتواطؤ الدولي الذي يستهدف كسر إرادة شعبنا وتصفية القضية الفلسطينية.
ولفت د. بحر إلى أن البرلمانات العربية والإسلامية والعديد من البرلمانات الأوروبية سيرت رحلات وقوافل ووفودا تجاه قطاع غزة المحاصر، وزارت المجلس التشريعي والتقت بنوابه المنتخبين وتضامنت معهم، واطلعت على آثار العدوان والحرب الصهيونية المجرمة ضد أهلنا وأطفالنا وشيوخنا وبيوتنا ومنشآتنا ومساجدنا، ولم تتوان في العمل على كل ما من شأنه كسر الحصار السياسي والاقتصادي عن شعبنا وقضيته الوطنية.
وأشار د. بحر إلى إن المجلس التشريعي الفلسطيني يطمح إلى بلورة خطط برلمانية، جديدة ومنظمة، لمجابهة تحديات المرحلة القادمة التي تعلو فيها رياح التهديدات الصهيونية، ويحاول فيها النظام الإقليمي والدولي بقيادة الإدارة الأمريكية تشديد الضغط والحصار على شعبنا، وخاصة في قطاع غزة، من أجل حمله على الرضوخ لمقتضيات الأمر الواقع والتسليم بالرؤى الأمريكية والصهيونية لإنهاء الصراع وطيّ ملف القضية الفلسطينية على حساب حقوقنا وثوابتنا الوطنية.
وتابع قائلا "إن المشاركة الكريمة للأخوة البرلمانيين في جلسة اليوم تؤسس لأشكال متقدمة ومتطورة من العمل البرلماني المشترك، وتفتح المجال أمام جهد برلماني عربي وإسلامي مميز ينتظم ساحة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة، فضلا عن كونها تشكل توسيعا في النَقْب والنحت المتواصل في جدار الحصار المفروض الذي يتآكل تدريجيا بفعل جهود كل المخلصين الحريصين على دعم شعبنا وقضيته الوطنية".
وأكد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي على أهمية دور البرلمانات العربية والإسلامية والدولية في تعزيز روح الصمود والثبات لدى شعبنا، وتكريس مطالباته المشروعة في حقوقه وثوابته الوطنية غير القابلة للمساومة أو الانتقاص، وفضح حقيقة الإجرام والإرهاب الصهيوني ضد أبناء شعبنا، وحمل رسالة الأمل والألم، رسالة الحرية والاستقلال، لشعبنا إلى العالم كله، ونشرها والدفاع عنها في كل المحافل الإقليمية والدولية.
وثمن عاليا هذه الزيارة التاريخية لبرلمانيين عرب ومسلمين جاءوا لكسر الحصار والتضامن مع شعبنا الحبيب في قطاع غزة، معبرا عن أمله في أن تكون زيارتهم القادمة وقد تحررت أرضنا الفلسطينية من رجس الاحتلال.
إقرار التوصيات
وفي ضوء مناقشات البرلمانيين العرب والفلسطينيين خلال الجلسة المشتركة لتفعيل الدور البرلماني العربي والإسلامي والدولي أقر المجلس عدد من التوصيات والتي تمثلت في تثمين الدعم الذي تقدمه الدول العربية للشعب الفلسطيني والترحيب باهتمامها للمساعدة في رفع الحصار عن أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وخاصة الشقيقة مصر، والعمل على تبادل الزيارات مع أعضاء البرلمانات العربية والإسلامية والدولية.
كما أوصى المجلس بدراسة إمكانية دعوة مجلس الأمن للانعقاد لبحث الانتهاكات الصهيونية للمؤسسات الفلسطينية والأماكن الدينية في القدس واستمرار سياسية الاستيطان وتهويد الأرض الفلسطينية وطرد السكان الأصليين وإصدار تشريعات عنصرية واستمرار حالة الحصار والعقاب الجماعي والعزلة المفروضة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما دعا د. بحر خلال التوصيات لتشكيل لجنة برلمانية عربية من البرلمانات العربية المشاركة في هذا الاجتماع الخاص لإنقاذ القضية الفلسطينية تتولى الإعداد لمؤتمر برلماني عربي ودولي موسع تدعى له فعاليات سياسية واقتصادية وحقوقية وفكرية لوضع وتنفيذ خطة لدعم القضية الفلسطينية وتوفير كافة الإمكانيات المادية وغير المادية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وبمشاركة خبراء في هذا المجال.
كما أوصى المجلس بدعوة البرلمانات العربية والدولية لتجميد عملية التطبيع التي تقوم بها بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني، وإعلان هذا اليوم الثالث والعشرين من شهر أكتوبر من كل عام يوم التضامن العربي مع القضية الفلسطينية ومناسبة وطنية يحتفل به على المستويين الوطني والعربي بالمزيد من خطوات التضامن العربي والإسلامي.
وأوصى المجلس بضرورة تكثيف العمل على المستوى العربي والإسلامي والدولي, لشرح الانتهاكات الصهيونية, كما يطلب المجلس إلى السلطة التنفيذية وضع المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة أمام مسؤولياتهم لحماية الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من انتهاكات الاحتلال.
ومن التوصيات التي أقرت لتصبح وثيقة من وثائق المجلس التشريعي "حث الحكومة على تفعيل اتصالاتها السياسية لإعادة اللحمة للموقف العربي والدولي, وفق البرنامج السياسي الفلسطيني من أجل وقف العدوان الإجرامي على الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم".
وتشكيل لجنة برلمانية خاصة من البرلمانات المشاركة لمتابعة قضية الأسرى والمعتقلين من أعضاء المجلس التشريعي مع جميع الجهات المختصة ومتابعة هذا الموضوع من الناحية الحقوقية والقانونية للإفراج عن كافة الأسرى وخاصة أعضاء المجلس التشريعي.
وأوصى المجلس خلال جلسته المشتركة بدعوة البرلمانات العربية والإسلامية والدولية لتشكيل لجنة دائمة من البرلمانات المذكورة لدعم قضية القدس والأقصى والمقدسات، إضافة إلى العمل الجاد لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل على إشراك كافة القوى والتيارات السياسية في مواجهة أخطار التهويد ومصادرة الأراضي والاستيطان وإحكام السيطرة على مدينة القدس وطرد أهاليها واستمرار الانتهاكات الصهيونية بحق الأسرى والأبطال في سجون الاحتلال وخاصة النواب الأسرى والنواب المقدسيين المهددين بالإبعاد.
البرلمانيين العرب والإسلاميين
وأبدى البرلمانيين العرب والإسلاميين خلال مداخلاتهم في الجلسة تضامنهم الشديد مع القضية الفلسطينية ووقوفهم إلى جانب أبناء شعبنا، معبرين عن تضامنهم مع الأسرى الفلسطينيين وخاصة النواب منهم.
وأجمع المتحدثون على ضرورة خلق آلية عمل لنصرة القضية الفلسطينية في جميع المحافل البرلمانية والدولية والحقوقية على مستوى العالم، كما شدد المتحدثون على تجريم الاحتلال والتطبيع معه بكافة الأشكال والمستويات سواء الاقتصادية أو السياسية.
كتلة التغيير والإصلاح
وشكر النائب د. خليل الحية رئيس كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية النواب العرب والمسلمين على حضورهم لمناصرة القضية الفلسطينية ملفتا أن هذه الزيارات دليل على صدق المشاعر لمثل هذه النخب البرلمانية.
واستعرض النائب الحية مسيرة عمل المجلس التشريعي منذ فوز حركة حماس في الانتخابات والعوائق التي تعرضت لها بداية من التنكر الدولي لنتائج الانتخابات وصولا إلى اختطاف الاحتلال الصهيوني لأكثر من أربعين من أعضاء كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية في مدن الضفة الغربية، عدا عن منع جميع النواب من التنقل خارج الوطن للمشاركة في مؤتمرات دولية وعربية.
وطالب بضرورة طرح القضية الفلسطينية على البرلمانات العربية والإسلامية والدولية ، وتشكيل لجان برلمانية للضغط على السلطات التنفيذية التي تعطي غطاء لتصفية القضية الفلسطينية.
كما ناشد النائب الحية بضرورة تفعيل القرارات العربية والإسلامية في مقاطعة الاحتلال والعمل على تفعيل قرار البرلمان العربي القاضي بكسر الحصار عن قطاع غزة، كما شدد على ضرورة تفعيل التواصل بين البرلمان الفلسطيني والبرلمانات الأخرى.ش