يمر قطاع غزة بمفترق طرق يتفرع بين تعنت (إسرائيلي) يتجه لتصعيد مرتقب وتطبيق للتفاهمات يتجه لعودة الهدوء، في وقت تتعقد فيه الأمور في ظل التعنت (الإسرائيلي) في تطبيق تفاهمات التهدئة وقصف الاحتلال لمواقع المقاومة وبيان الغرفة المشتركة بأن القصف سيُقابل بالقصف.
والواضح أننا أمام أربعة سيناريوهات ستوضح صورة الاحتمال الذي ستذهب غزة إليه خلال الأيام القليلة المقبلة، وفق المعطيات على أرض الواقع.
أربعة سيناريوهات
وسرد الكاتب خالد النجار سيناريوهات مستويات التصعيد بالقطاع، واضعا خياراته ضمن واحد من أربعة احتمالات، الأول في تراجع الاحتلال عن رفع مستوى التصعيد، وذلك لأسباب عدّة، أهمها: افتتاح العام الدراسي الجديد، والتمركز نحو هذا المستوى من ردات الفعل بتوافق داخلي (إسرائيلي) وعدم جر الجيش لحرب واسعة قد تكلف الاحتلال ثمنا غير مسبوق.
ويرى بأن الاحتمال الثاني، يتمثل في تمكن المقاومة من تثبيت معادلة القصف بالقصف، "وهذا كان واضحا خلال اليومين الأخيرين، فقبل أن تصل طائرات الاحتلال قواعدها، دكت صواريخ المقاومة سديروت في رد سريع يعزز من موقفها نحو ردع الاحتلال".
وحذر النجار من الاحتمال الثالث الذي قد يلجأ فيه العدو وراء هذا المستوى البسيط من الرد، إلى ترك مساحة آمنة لاصطياد أي هدف وتنفيذ عملية اغتيال، على غرار ما حدث في عامي 2008، و2012، "وبالتأكيد هناك أصوات صهيونية داخل الكابينت تطالب بتنفيذ مثل هذه العمليات لاعتقادها أنها الميراث الأمني لأعوام ماضية وستحقق الأمن والهدوء لسكان دولة الاحتلال".
في حين يتبقى الاحتمال الرابع وفق النجار، بأن يكون هناك تقدما في المفاوضات من خلال الوسطاء، للوصول إلى تفاهمات جديدة من شأنها أن تعزز خفض مستويات الرد وتوفير غطاء واسع للوسطاء لإنجاح عملية التفاوض ووقف إطلاق النار.
بدوره، قال المختص في الشأن الأمني رامي أبو زبيدة إن حالة المشاغلة والضغط الميداني الحالية ستستمر لأيام أخرى في ضوء المعطيات القائمة حاليا واستمرار الحصار.
وأكد أبو زبيدة أن المقاومة الفلسطينية أكدت عبر بيان لها أنها ترفض محاولة الاحتلال فرض معادلات جديدة بغزة متخذا من الفعل الشعبي ذريعة لاستهداف مواقعها.
واستبعد انتهاء هذه الحالة خلال الساعات المقبلة خصوصا في ظل البيانات الصادرة عن المقاومة الفلسطينية وتهديدات الاحتلال دون الوصول لحلول قادرة على إنعاش قطاع غزة الذي يعاني مرارة الحصار منذ أكثر من ١٣ عاما.
وأثنى أبو زبيدة على بيان الغرفة المشتركة الذي يؤكد على تكامل المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية، قائلا "غزة اليوم تبدع في أدواتها ووسائلها للضغط على المحتل بما يتلاءم وطبيعة المجتمع وتركيبته، وظروف الاحتلال وشراسته، إضافة لإمكانيات المقاومة وعمقها الاستراتيجي".
وأشار إلى وجود تناسق والتحام بين المقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة، "فالأخيرة ولدت من رحم الأولى، فالمقاومة المسلحة قبل أن تكون بالبندقية والصاروخ بدأت بالحجر والسكين، وعليه فإن وجود مقاومة شعبية دليل على أن الشعب الفلسطيني بغزة بأكمله مجمع على خيار عدم شرعية وجود الكيان الإسرائيلي واجراءاته العدوانية".
ومع تجدد إطلاق البالونات أحكم الاحتلال حصاره على قطاع غزة، فأغلق البحر بالكامل ومنع ادخال مواد البناء والوقود لمحطة الكهرباء، وهو ما أدخل قطاع غزة في الظلام بعد توقف عمل محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة.