تراجع أداء الأوقاف الإسلامية في الدفاع عن الأقصى وسط سعي الاحتلال إلى تهميشها، ومخططات تهويدية لإغراق محيط الأقصى بالمستوطنين عبر شبكة مواصلات استيطانية بدأ تنفيذها منذ سنوات ولا زال.
الحديث السابق جاء خلال ندوة سياسية نظمتها مؤسسة القدس الدولية استعرضت فيها أهم الانتهاكات التي تعرض لها المسجد الأقصى منذ بداية العام.
وقد طالب مدير مؤسسة القدس الدولية ياسين حمود الأردن برفع سقفِ مواجهة المخططات التي تستهدف المسؤوليةَ الأردنيةَ تُجاهَ المقدساتِ، ولا سيما استهدافُ دائرةِ الأوقافِ المشرفةِ على المسجد الأقصى، وعدمُ السكوت على اعتداءات الاحتلال بحق موظفيها ومسؤوليها، وعلى محاولات الاحتلال فرض واقعٍ جديد في الأقصى، والسماح للمستوطنين أولا بأداء الصلوات التلمودية العلنية وزيادة أوقات الاقتحام، وصولًا إلى تثبيت اقتحام الأقصى في المناسبات والأعياد الإسلامية.
يذكر أن "منظمات المعبد" قد استغلت جائحة كورونا واغلاق الأقصى لأشهر للحصول على قرار من المحكمةِ العليا الإسرائيليةِ ينصُّ على تكافؤ "حق اليهود والمسلمين بالدخول إلى الأقصى.
وقبل أيام وجهت جماعات المعبد المتطرفة رسالةً لنتنياهو تطالبه فيها بالسماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى يوم السبت القادم بمناسبة ما يسمى (رأس السنة العبرية)، الذي يوافق التاسع عشر من أيلول، كما وجه وزير الأمن الداخلي الصهيوني عمير أوحانا رسالة للشرطة الإسرائيلية ينتقد فيها ما سماه "منع" الشرطة للمتطرفين من الصلاة في الأقصى أثناء الاقتحامات وخاصة ما تسمى صلاة "شماي" والسجود!
وتعليقا على تراجع دور الأوقاف يقول الدكتور جمال عمرو المختص بقضايا القدس أن المرحلة الحالية وما فرضته من حصار اقتصادي على الأردن يبرر تراجع دور الأوقاف في ظل التطبيع العربي الذي أعطى دفعة للاحتلال لزيادة وقاحته، مضيفا: "الأمر ليس بيد الأوقاف، ولكن المنظمات اليهودية المتطرفة والبالغ عددها 28 منظمة قامت بكل هذا الضغط الهائل بخبث، وجميعها تلقى دعما ماديا وأمنيا وسياسيا وتسهيلات كبيرة، مؤكدا أن هذه المنظمات حاربت الأوقاف وأثرت على دورها وخاصة بعد حصولها على حكم قانوني يعطيها الحق بالاقتحام وأداء صلواتها وممارسة طقوسها.
ويؤكد عمرو أن الأوقاف على حالها لم تتغير لكن الضغوط على الأردن بغرض التنازل والتطبيع هو الذي تغير في ظل إصرار المحتل على توسيع مطامعه خاصة في ظل دعم الإدارة الأمريكية التي تهدد الأنظمة العربية وترعبها وهي تخضع خوفا من الإدارة الأمريكية وتزيد قربا من (إسرائيل).
ويقول عمرو: هذه توليفة متكاملة متكونة من أمريكا و(إسرائيل) ودول التطبيع العربي، وهذه الخلطة من التآمر على الأقصى أدت الى تراجع دور الأوقاف وبما أن الأقصى هو منطقة الجذب وبؤرة الصراع، أصبح دور الأوقاف في وضع مزر جدا الآن.