قائد الطوفان قائد الطوفان

الأسير "عبد الناصر عيسى" يكسر عتمة سجنه بالتفوق

الأسير عبد الناصر عيسى
الأسير عبد الناصر عيسى

الرسالة نت– مها شهوان 

مر 26 عاما متواصلة تنقل خلالها الأسير النابلسي عبد الناصر عيسى من معتقل لآخر، ورغم استغلاله للوقت في الاسر وإكمال دراسته في عدة تخصصات ونشر العديد من الدراسات، إلا أنه لم يمض يوما وهو يحلم بموعد الحرية والتجول في شوارع وأزقة مدينة نابلس التي تجمعه فيها ذكريات مع رفقاءه.

فعليا قضى الأسير 30 عاما في الأسر، فقبل الـ 26 سنة المتواصلة كان اعتقل أربع سنوات، تعلم فيها معنى الصبر والحكمة، فاختلط بالكثير من القيادات الوطنية المؤثرة تعلم منهم وأفاد الشباب الصغار حين شجعهم على اكمال تعليمهم الدراسي وكل شيء يزيدهم رفعة.

تقول أم حمزة وهي شقيقة عبد الناصر بانه يشعر بالحياة حين يتم الاهتمام بما يكتبه من تحليلات سياسية وإنتاج أدبي، فهو يعتبر إنجازاته وتفوقه قهرا للسجان.

ودوما يروي الأسير لشقيقته عند زيارتها له أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول عرقلة الفلسطينيين بفكرهم وعلمهم، لذا يسعى وبقية الاسرى بالسمو في الدراسات لتحقيق جزءا من حريتهم.

تفوق عبد الناصر في التخطيط وتنفيذ العديد من العمليات الاستشهادية التي أربكت الكيان الإسرائيلي وقادته، إلى أن اعتقل في أغسطس 1995، في كمين نصبته له القوات الخاصة بالقرب من مسجد الحاج نمر بمدينة نابلس في حوالي الساعة التاسعة ليلا، واعتقل في الساعة نفسها زميله المجاهد عثمان بلال من منزله في المدينة، حيث تعرضا مباشرة لعملية تحقيق قاسية في زنازين التحقيق في مدينة نابلس ثم الجلمة.

أثارت أساليب التحقيق القاسية التي استخدمت ضد عبد الناصر، وإخوانه عثمان وآخرين جدلا واسعا في أوساط الأجهزة الأمنية والقضائية في (إسرائيل)، حيث أطلق عليه وصف "العبوة الموقوتة" لرفضه وإصراره على عدم الاعتراف.

ثم حوكم بالسجن المؤبد مرتين، وطلب له القاضي الثالث حكم الإعدام، وبعد نحو سنة اقتيد إلى زنازين العزل الانفرادي في سجن بئر السبع بعد اتهامه وإخوانه في غرفة 2 عسقلان بحفر نفق يبلغ طوله حوالي عشرة أمتار في محاولة للهرب.

وفي عام 2005 ساهم عيسى في تشكيل أول هيئة قيادية عليا لحماس في سجون الاحتلال، وانتخب لرئاسة الهيئة الأولى لحماس، وعضوا في الهيئة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسابعة إلى جانب القادة يحيى السنوار وروحي مشتهى وصالح العاروري وعبد الخالق النتشة وغيرهم، وفي السادسة (2015-2017) انتخب منسقا عاما للهيئة ونائبا للرئيس، ويعمل حاليا مسؤولا للجنة السياسية في الهيئة 2019-2021، ويتابع مسؤولية ملف التعليم الأكاديمي في السجون.

ما يردده عبد الناصر أنه يجب الا يبقى الأسير في المعتقلات الإسرائيلية أكثر من خمس سنوات كما كان يقول مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، لذا يطالب المقاومة دوما بالضغط لتحقيق صفقات للإفراج عنهم.

سنوات السجن الطويلة كانت قاسية لكن ما كان يهونها على الأسير هو التقاءه بوالده وشقيقه عند اعتقالهم، حيث كانوا يستغلون كل دقيقة ويسترجعون ذكرياتهم، لكن سرعان ما كانت إدارة السجون تنغص عليهم حين تنقل أفراد عائلته المعتقلين لسجن اخر.

ومن المواقف التي لن ينساها لقاءه بابن شقيقه حين جاء معتقلا، فقد ولد وعمه في السجن، حضنه كثيرا وكان فخورا به، فتلك المواقف تجعل "عبد الناصر" يتمسك ويتعطش للحرية أكثر وفق قول شقيقته أم حمزة.

يذكر أنه مكث في العزل الانفرادي ما يصل مجموعه 7 سنوات، خاصة وأن لقبه "تلميذ يحي عياش"

المهندس الذي احترف صناعة العبوات الناسفة، وعلمها لأجيال لاحقة، وكان عبد الناصر من الأشخاص الذين عملوا في الإعداد والتصنيع.

 

 

 

البث المباشر