تناقلت كل المواقع الإخبارية عملية قتل 4 مواطنين على أنها حادث عابر في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية حينما دخلت حافلة (إسرائيلية) لمستوطنين في سيارة عائلية لأحد المواطنين في طولكرم وأدت إلى مصرع أربعة أشخاص.
وأفاد مصدر طبي فلسطيني بأن المتوفين في "حادث عزون، هم: إيهاب عبد ربه حسين عبد ربه (30 عاما) وعبد ربه حسين عبد ربه (71 عاما)، ورهف محمد عبد الكريم بشارات (9 سنوات)، وندية إبراهيم محمود عبد ربه (67 عاما)".
وأشار إلى أن "الإصابة الخامسة (تعرض لها) شادي محمد عبد الكريم بشارات (17 عاما) ونقل إلى أراضي الداخل المحتل للعلاج.
وأعلنت (إسرائيل) بأن الحادث كان حادث طرق عادي، بينما أظهرت كاميرات الشوارع التي صورت الحادث كيف دخلت الحافلة في السيارة الصغيرة وهشمتها تحت عجلاتها فيما يبدو أنه عملية دهس متعمدة، فماذا لو كان سائق الحافلة عربيا فلسطينيا وليس مستوطنا؟!
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها مستوطنون بعملية دهس او اعتداء متعمد ففي عام 2017 سحقت مصفحة للمستوطنين عربة مواطنين فلسطينيين وقتلت ستة منهم بينما أصيب عدد كبير في العملية التي قام بها مستوطنون قرب مستوطنة “عوفرة” شرق رام الله وسط الضفة الغربية.
وفي نوفمبر من عام 2014 قُتل أحد المواطنين من جنين وأصيب اثنان آخران بجروح بالقرب من حاجز عسكري (إسرائيلي) جنوب غربي جنين بالضفة الغربية بعد دهسهم من حافلة للمستوطنين.
وتفيد الاحصائيات الأخيرة بتزايد وتيرة اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، من حيث عدد الاعتداءات وكيفيتها، وتركزت الاعتداءات في الخليل، ونابلس، وبيت لحم، والقدس، ورام الله والبيرة ، وهي المحافظات الأكثر احتكاكا ما بين المستوطنات والفلسطينيين.
ومن المعروف تزعم تنظيم "عصابات تدفيع الثمن" الارهابي الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وهو تنظيم يسير وفق خطة ممنهجة تأسس عام 2008 على يد قادة المعاهد التلمودية في مستوطنة "يتسهار" جنوبي نابلس.
وتتحدث الأرقام عن 43 عملية دهس في عام 2019 على الطرق الالتفافية، وأسفرت عن استشهاد 4 مواطنين، وإصابة 33 مواطنا بجروح مختلفة، بينهم 9 أطفال، و5 سيدات، بالإضافة إلى دهس 42 رأسا من الماشية، ما أدى إلى نفوقها في الحال وكل تلك العمليات نفذتها عصابات المستوطنين، بوتيرة ازدادت بنسبة 88% عن الأعوام السابقة.
ويبدو أن المستوطنون باتوا أكثر جرأة في دخول القرى وتنفيذ اعتداءاتهم في ظل التنسيق الأمني أصبح، بحماية منظمات يهودية متطرفة متكاملة بالإضافة الى المؤسسة الأمنية والقضائية الإسرائيلية التي تعطي المستوطنين كل يوم نصوصا قانونية تزيد الاعتداءات.
كما صعد المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم على السكان الفلسطينيين، في الوقت الذي تتخذ فيه السلطة الفلسطينية تدابير مشددة لمنع انتشار وباء كورونا على حد تعبير رئيس هيئة الجدار والاستيطان وليد عساف .
وأكد أن المستوطنين استغلوا أزمة كورونا لإقامة أربع بؤر استيطانية جديدة، بؤرة خلة حمد شرق طوباس، وبؤرة خلة النحلة جنوب بيت لحم، وبؤرة شرق سهل ترمسعيا، وأخرى شرق المغير بمنطقة رام الله، وكلها تعمل باعتداء منظم وممنهج ضد المواطن الفلسطيني هناك.