منذ بداية العام الجاري، زاد تغوّل الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، متخذا من الوضع الصحي ومحاربة فيروس كورونا ذريعة لتمرير سياساته الرامية للاستفراد بالأقصى.
ولم يكتفِ الاحتلال بالتدخل في الشؤون الحياتية في المسجد الأقصى، رغم أن له الترتيبات الأمنية فقط، حيث ازداد حديثه خلال الأيام الجارية عن نيته اغلاق الأقصى بحجة محاربة فيروس كورونا.
بدورها، كشفت قناة 12 العبرية، صباح الأحد، أن (إسرائيل) تدرس إمكانية إغلاق المسجد الأقصى، أمام المصلين، والزوار، بسبب تزايد أعداد الإصابات بفايروس كورونا، في الأحياء الفلسطينية المقدسية بشكل كبير.
سياسات استيطانية!
الباحث والمختص في شؤون القدس محمد الجلاد، أكد أن الاحتلال يحاول منذ اليوم الأول لانتشار فيروس كورونا تسخير الوباء لتمرير سياسات عديدة تخدم مصالحه الاستيطانية.
وقال الجلاد في حديث لـ "الرسالة نت": "يحاول الاحتلال سحب البساط من الإدارة الأردنية ووضعها تحت سيطرته، والتحكم في دخول وخروج حراس المسجد الأقصى المبارك، وكذلك تحرير مخالفات بزعم إجراءات الوقاية ضد كورونا، وجميعنا يعلم حقيقة اجراءاته".
ودعا المقدسيين لرفض مثل هذه القرارات، "فالمسجد الأقصى لا يمكن أن يُغلق، وأي اغلاق لأسباب مكافحة فيروس كورونا يجب أن يأتي من الإدارة الأردنية أو المقدسيين أنفسهم وليس بقرار من الاحتلال".
وطالب الجلاد المقدسيين بزيادة الاحتشاد في المسجد الأقصى والرباط على أبوابه وفي البلدة القديمة، "وكذلك على الجهات الرسمية في الأردن أن تقوم بدورها، فالوصاية الأردنية بدأت تتراجع ودورها في المسجد الأقصى ليس كالسابق، حتى أن ثقة المقدسيين بالدور الأردني ليس كالسابق".
وأضاف: "وزارة الأوقاف الأردنية تستطيع أن تتخذ مواقف صارمة في تدخلات الاحتلال بالمقدسيين والمسجد الأقصى، وهذا ما نطالب به دوما".
وقالت القناة 12 العبرية، إن مجلس الأمن القومي (الإسرائيلي) سيجري مناقشة حساسة وبشكل خاص حول إغلاق الأقصى، "في ضوء البيانات المقلقة والقفزة الكبيرة في أعداد المصابين".
وأشارت إلى أن بلدية الاحتلال في القدس كانت طالبت بإغلاق الأقصى، لكن لم يتم اتخاذ هذه الخطوة بسبب معارضة الوقف الإسلامي.
ويتفق المختص في شؤون القدس شعيب أبو سنينة، مع سابقه في أن الاحتلال يسعى لاستغلال الحالة الصحية وانتشار فيروس كورونا للاستفراد بالمسجد الأقصى.
وقال أبو سنينة في حديث لـ "الرسالة نت": "لا شك أن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في ازدياد خلال الفترة الأخيرة، ولكن هناك تخوفات من نية الاحتلال اغلاق الأقصى للاستفراد به".
وأضاف: "ننتظر رد المملكة الأردنية على مثل هذا القرار في حال حدث بشكل رسمي، وبالتالي حتى مع الاغلاق يجب ألا ننفك عن الرباط على أبواب الأقصى".
ودعا لزيادة إجراءات الوقاية من فيروس كورونا بدل البحث في اغلاق المسجد الأقصى،
"فالاحتلال له أهداف خفية من نيته اغلاق الأقصى وهو ما يدعونا للإصرار على شد الرحال بشكل أكبر للأقصى".
وأشار أبو سنينة إلى أن الاحتلال حقق الكثير من الخطوات التي سعى لها في ظل الاغلاق، "فالشرطة الإسرائيلية أصبحت تدخل قبل اقتحام المستوطنين لتفرغ المكان من الفلسطينيين، وكذلك تمنع توثيق الاقتحام بالتصوير بالجوال، وتمنع الأطفال من اللعب في باحات الأقصى، والكثير من التغيرات أصبحت تحدث في ظل كورونا، وهذا ما لم يكن في السابق".
وختم حديثه: "يجب عدم التهاون مع الإجراءات التي يتخذها الاحتلال، ومنع أي تغيير حتى ولو كان بسيطا في الإجراءات الجارية بالمسجد الأقصى.
الاحتلال يتخذ من كورونا ذريعة للاستفراد بالأقصى
الرسالة نت – أحمد أبو قمر