انطلقت صباح اليوم السبت مفاوضات السلام الأفغانية بين الحكومة وحركة طالبان، في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور دولي وإقليمي كبير، في خطوة وصفت بالتاريخية والجادة نحو إحلال السلام المستدام في أفغانستان.
وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في افتتاح هذه المحادثات، إنه يأمل أن يخدم المبعوثون الشعب الأفغاني، مضيفا أن بلاده لن تدخر جهدا لدعم مفاوضات السلام الأفغانية إلى جانب الجهود الدولية.
وأكد الوزير القطري أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في أفغانستان هو وقف إطلاق النار والبدء في الحوار، مشيرا إلى أن اتفاق السلام الأفغاني يجب أن يكون على أساس لا غالب ولا مغلوب.
وشهدت الجلسة الافتتاحية إلقاء كلمات عبر الفيديو لعدد من أرفع المسؤولين والدبلوماسيين في العالم، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ووزراء خارجية كل من الصين والهند وباكستان وتركيا، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
من جهته، قال رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله إن الشعب الأفغاني يأمل في نجاح مفاوضات السلام، وأشار إلى أنه سيتذكر هذا اليوم بوصفه نهاية لمعاناة شعبه، شاكرا حركة طالبان على استجابتها.
وأضاف عبد الله أن الشعب الأفغاني يأمل في إنهاء الحرب وإقامة نظام دستوري يحقق الاستقرار في البلاد، مؤكدا أن الصراع الحالي لا منتصر فيه، والجميع خاسرون إذا لم يستجيبوا لإرادة الشعب.
وفي كلمته بافتتاح المفاوضات، قال رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر إنهم يريدون تحقيق السلام والاستقرار في البلاد، وإنه يجب الأخذ في الاعتبار مصالح كل أطياف الشعب، مؤكدا أنه لا بد أن تكون أفغانستان دولة مستقلة.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو -الذي شارك في مراسم الافتتاح بالدوحة- إن الشعب الأفغاني لديه فرصة تاريخية لبدء مسار جديد للبلاد، مرحبا بالتزام طالبان بعدم استضافة "مجموعات إرهابية" ومؤكدا دعم بلاده لأفغانستان موحدة وذات سيادة وفي سلام داخلي مع جيرانها.
وأشار بومبيو إلى أن المفاوضات الشاملة فرصة لتجاوز الانقسامات لتحقيق سلام دائم يحقق مصالح الشعب الأفغاني، مضيفا أن الخيار الأمثل في أفغانستان هو تداول السلطة "ولا نسعى لفرض نظامنا على أحد".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغط باتجاه سحب قوات بلاده، وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة والتي بدأت قبل ما يقرب من 20 عاما، عندما غزت أفغانستان وأطاحت بحكم حركة طالبان عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وقد رحبت البعثة الأممية في أفغانستان بمحادثات السلام وجها لوجه بين الأطراف الأفغانية بالعاصمة القطرية، وحثت جميع القادة والمفاوضين الأفغان على اغتنام "الفرصة التاريخية" لإنهاء القتال والدخول في حقبة جديدة من السلام والاستقرار.
المصدر: الجزيرة