قائد الطوفان قائد الطوفان

40 عاما من الحرب.. مفاوضات السلام الأفغانية تنطلق اليوم في الدوحة

حركة طالبان الافغانية
حركة طالبان الافغانية

الرسالة نت - كابول

أعلنت وزارة الخارجية القطرية استضافة الدوحة مفاوضات السلام الأفغانية التي ستنطلق اليوم السبت، وقد وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للمشاركة في هذه المفاوضات.

ويرأس محمد معصوم ستانكزاي -الذي تولى وزارة الدفاع والمخابرات في حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني- وفدا أفغانيا يضم ممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وحقوق المرأة.

أما فريق طالبان فيرأسه المولوي عبد الحكيم حقاني، ويضم أيضا الشيخ عبد الحكيم إسحق زاي رئيس القضاء في حركة طالبان إضافة لمسؤولين آخرين في الحركة.

أمل بومبيو

وفي تصريح أثناء توجهه إلى الدوحة، عبّر بومبيو عن أمله في أن تشكل المفاوضات فرصة لإنهاء 40 عاما من الحرب، وأعرب عن أمل واشنطن في أن تلتزم حركة طالبان بالتعهدات التي قطعتها.

وأضاف بومبيو للصحفيين أثناء سفره إلى قطر، أنه يجب على الجانبين توضيح "طريقة دفع بلادهم إلى الأمام للحد من العنف وتقديم ما يطالب به الشعب الأفغاني.. أفغانستان متصالحة مع حكومة تعكس دولة ليست في حالة حرب".

وضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتجاه سحب القوات الأميركية وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بدأت قبل ما يقرب من 20 عاما، عندما غزت واشنطن أفغانستان وأطاحت بحكم حركة طالبان عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

وقد رحّبت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بمحادثات السلام المقبلة وجها لوجه بين الأطراف الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة، وحثت البعثة الأممية جميع القادة والمفاوضين الأفغان على اغتنام ما وصفتها بالفرصة التاريخية، لإنهاء القتال والدخول في حقبة جديدة من السلام والاستقرار.

فرصة ثمينة

من جانبه، قال وزير الخارجية الأفغاني حنيف أتمر إن مفاوضات السلام الأفغانية التي ستجرى في الدوحة تعد فرصة ثمينة يجب استغلالها لإحلال السلام في أفغانستان، وأضاف -في مقابلة خاصة مع الجزيرة- أن الجانب الحكومي سيطلب في الجولة الأولى من المفاوضات وقف إطلاق النار في كل أرجاء البلاد.

وأشار وزير الخارجية الأفغاني إلى أن دور الولايات المتحدة مهم للغاية إلى نهاية عملية السلام، وأن دولة قطر مارست دورا إيجابيا مهما، وسهلت المفاوضات.

كما أعرب عبد الله عبد الله رئيس لجنة المصالحة الأفغانية قبيل توجهه للدوحة، عن أمله في أن يتوصل طرفا المفاوضات الأفغانية لخلاصة أنه لا حل عسكريا، داعيا لعدم تفويت فرصة محادثات الدوحة.

بينما ذكر متحدث باسم وفد حركة طالبان في المحادثات الأفغانية محمد ناين واردار -في تغريدة له- أنه من المقرر أن يعقد اجتماع مفتوح خلال المحادثات التي تنطلق غدا السبت في العاصمة القطرية الدوحة.

وفي سياق متصل، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد إنه يأمل في أن تفضي المحادثات الأفغانية إلى نهاية للحرب المستمرة منذ فترة طويلة في البلاد، لكنه أضاف أن كثيرا من التحديات لا تزال قائمة.

وقال خليل زاد للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن الولايات المتحدة ستتحاور مع المشاركين، وستكون مستعدة لقديم المساعدة عند الضرورة، لكن الطرفين هما من سيقرران كيفية المضي قدما.

وأضاف "هذه مرحلة جديدة في الدبلوماسية من أجل السلام في أفغانستان. نحن الآن ندخل عملية تخص الأفغان ويقودها الأفغان"، وذكر أنه يأمل في أن تخرج المحادثات بخريطة طريق لإنهاء الحرب.

بدوره رحب رئيس وزراء باكستان عمران خان في بيان بالإعلان عن بدء المحادثات الأفغانية الأفغانية.

وأشار خان إلى أن الجهود أثمرت أخيرا في جمع الفرقاء الأفغان. وأضاف أن باكستان ستبذل الجهود من أجل إحلال السلام في أفغانستان.

وأوضح أن الكرة الآن باتت في ملعب الفرقاء الأفغان لإنجاح المفاوضات، وتحمل المسؤوليات، ونوه بأنه على القادة الأفغان اقتناص هذه الفرصة التاريخية لإيجاد تسوية سياسية.

وقال خان إنه أكد مرارا أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الأفغانية والحروب وسفك الدماء المستمر منذ ٤٠ سنة، وإن الحل ينبغي أن يكون سياسيا.

واعتبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن بدء المفاوضات الأفغانية يمثل فرصة كبيرة لتحقيق تطلعات الشعب الأفغاني إلى السلام. وأضاف أن الأمم المتحدة جاهزة للمساعدة في إنجاح عملية السلام في البلاد.

يذكر أن الحكومة الأفغانية أكملت إطلاق سراح نحو 5 آلاف سجين طالبت الحركة بالإفراج عنهم كشرط مسبق لبدء محادثات السلام، كما ينص اتفاق السلام على الانسحاب التدريجي لجميع القوات الأجنبية، مقابل تخلي حركة طالبان عن العمل المسلح.

البث المباشر