وُصف اتفاقا التحالف بين (إسرائيل) وبين الإمارات والبحرين بأنه "اتفاق سلام"، رغم أنهما لم يكونا في حالة حرب في أي فترة في الماضي، "والحلم هو تطبيع علاقات كامل، وذلك خلافا للعلاقات بين (إسرائيل) وبين مصر والأردن"، حسبما أشار تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة (تل أبيب)، أمس الإثنين.
وأضاف التقرير أن "الاتفاق لم يشمل قضايا مختلف حولها - مثل حل الدولتين للقضية الفلسطينية؛ تعليق الضم/فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية المحتلة)، لأربع سنوات وفقا لتسريبات؛ اتفاقيات بين الولايات المتحدة والإمارات لتزويد الأخيرة بأسلحة هجومية متطورة، وربما تستخدم إسرائيل لوبيها في الكونغرس الأميركي من أجل منع بيع أسلحة تمس بتفوقها النوعي. وربما يتم التطرق إلى هذه المواضيع في ملاحق سرية، كما هو متعارف عليه في اتفاقيات سياسية من أجل الالتفاف على حساسيات سياسية داخلية".
وفيما تدعي الإمارات إنها أقدمت على التطبيع مع إسرائيل بسبب إيران، إلا أن التقرير أشار إلى أن الموضوع غائب عن الاتفاق، في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "عراب الاتفاق"، إنه سيتوصل إلى "صفقة" جيدة مع إيران أيضا في الموضوع النووي، في حال انتخابه لولاية ثانية. "وبالإمكان الترجيح أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، كان غير راض من هذا التصريح".
تناول التقرير، وهو ملخص لحلقة شارك فيها خبراء، حول قضايا أخرى: ما هي غايات إدارة ترامب من الاتفاق؟ لماذا سعت الإمارات إلى التوقيع على الاتفاق الآن؟ لماذا يتحفظ الأردن من الاتفاق، ولماذا بقي الفلسطينيون خارجه؟
ورأى التقرير أن لإدارة ترامب، إلى جانب تحقيق إنجاز سياسي بارز قبيل انتخابات الرئاسة، "مصلحة في إرساء مفهوم إستراتيجي بإعادة تنظيم توازن القوى في الشرق الأوسط مجددا. وتسعى الإدارة إلى تشكيل تحالف إقليمي للدول العربية السنية البراغماتية، المقربة من الولايات المتحدة، بهدف لجم تطلعات إيران وتأثير الصين وروسيا في المنطقة".
وأضاف التقرير أن "طرح خطة جديدة لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني غايته دفع تشكيل التحالف الإقليمي، من خلال تحرير الدول العربية من التزاماتها التقليدية تجاه القضية الفلسطينية، التي ثبتت أنها عديمة الفائدة حتى الآن، وسلب قوة الفيتو على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من الفلسطينيين".
وتابع التقرير أنه يجب أن تتوفر عدة شروط كي يتمكن ترامب من تنفيذ تعهده بإضافة خمس دول عربية إلى قائمة المطبعين مع إسرائيل: "مصلحة مشتركة مع إسرائيل وخاصة بلجم المحور الإيراني؛ تقدم في حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، رغم أنه ليس على رأس سلم الأولويات الإقليمي؛ تحقيق مكاسب اقتصادية وعسكرية من الاتفاق مع إسرائيل؛ غياب التزام قادة الدول أو التزام ديني تجاه العالمين العربي والإسلامي". وحسب التقرير، فإنه "بموجب هذه الشروط، يصعب الإشارة إلى الدولة القادمة".
يشار إلى أن بين المشاركين في الحلقة التي استند إليها التقرير، السفير الأميركي السابق في (تل أبيب)، دان شابيرو، الذي عُين خلال ولاية إدارة الرئيس الديمقراطي السابق، باراك أوباما، واستبدل فور تولي ترامب الرئاسة. وحسب التقرير، فإن المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، "لا يؤمن بأن خطة ترامب ستدفع نحو واقع الدولتين"، لكنه صرّح بأنه "سيستغل اتفاقيات التطبيع من أجل لجم خطوات (إسرائيل) في الساحة الفلسطينية – وخاصة البناء الاستيطاني وإبعاد الفلسطينيين عن مناطق C، واستئناف العملية السياسية بواسطة ضغط عربي مباشر على الفلسطينيين من أجل تليين شروطهم للعودة إلى المفاوضات، إلى جانب ضغط مواز من جانب الإدارة على (إسرائيل)".
أهداف الإمارات من الاتفاق
وفقا للتقرير، فإن "الإمارات والبحرين قلقتان من وجهة النظر الإستراتيجية للإمارات والبحرين من محورين منافسين لها في الشرق الأوسط: الأول هو المحور الإيراني – الشيعي، الذي لا يخشى من تنظيم نفسه اقتصاديا وأمنيا في الخليج العربي/الفارسي، وهذا تحدٍ متزايد بعد رفع حظر الأسلحة عن إيران في أعقاب التقارب الحاصل مؤخرا بين إيران والصين".
والمحور الثاني، حسب التقرير، هو "محور تركيا – قطر، الذي يسعى إلى ترسيخ تأثيره من الخليج العربي إلى شمال العراق، مرورا بشمال سورية، شرق البحر المتوسط وصولا إلى ليبيا، حيث قوات الإمارات وتركيا هنا على شفا مواجهة عسكرية".
المصدر: عرب 48