قائمة الموقع

مقال: نشر الصور جزء من الحرب النفسية

2010-10-27T16:46:00+02:00

مصطفى الصواف

ما ينشر عبر وسائل الإعلام الصهيونية أو من قبل أطراف يهودية مسألة ليست مصادفة أو بشكل عشوائي غير مخطط له، ولكن هذا التسريب لمثل هذه الصور حتى وإن كانت منظمة كسر الصمت كشفت أمر هذه الصور بقصد كشف وفضح جنود الاحتلال، ولكن من سرب إلى هذه المنظمة وغيرها كان يهدف إلى ذلك ويخطط له، لأنه يدرك أن هذه الصور سوف تأخذ بعدا إعلاميا كبيرا خاصة بعد ما سبق وان نشر مثل هذه الصور في مواقف مختلفة في الآونة الأخيرة.

مجموعة الحرب النفسية داخل قوات الاحتلال لا أشك أنها من سرب هذه الصورة في محاولة لضرب الروح المعنوية للشعب الفلسطيني والنيل من كرامته وهيبته، ومحاولة إرهابه عبر نشر هذه الصور وكأنه يريد إرسال رسالة مفادها أن هذا سيكون مصيركم في أي عدوان جديد ستقوم به قوات الاحتلال، بل قد يصل إلى ما هو أخطر، خاصة لو علمنا أن هذه الصور الأخيرة التي نشرت كان ملتقطة من قبل قوات الاحتلال خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة.

قد يسأل البعض، ألا يخشى الاحتلال من نشر هذه الصور من الرأي العام الدولي أو مؤسسات حقوق الإنسان، واعتبارها من أدلة الإدانة على جرائمه المرتكبة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة نهاية 2008 بداية 2009، خاصة أن القصية لازالت حاضرة في عقل وذهن الرأي العام ولازال بعض أوراق هذه الجريمة لم تطوي في مؤسسات حقوقية دولية وأهلية.

نقول أن الاحتلال الإسرائيلي وحكومته لا تعير اهتماما للرأي العام الدولي بشكل كبير وإن كانت تحاول خلق صورة ذهنية أفضل، لأنها تدرك أن الرأي العام سرعان ما ينسى إن لم يجد من يتابع عرض القضية وفي نفس الوقت تدرك أن الفلسطينيين والعرب لن يتابعوا بالشكل المطلوب تفعيل القضية بما يبقى الرأي العام الدولي حاضرا ومساندا للقضايا الفلسطينية، وكذلك المنظمات الدولية والحقوقية عندما تشاهد موقف من يرونهم ممثلون للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني غير معنيين بهذا الأمر بل هو من يعملون على تشويه الصورة وانصراف الرأي العام بسبب تصرفاتهم اللا مسئولة من خلال تعطيل عرض القضية ومستنداتها أمام المؤسسات الدولية كما حدث مع تقرير جولدستون وتأجيل عرضه ليصل إلى مرحلة النسيان بعد أن فشلت من عرضه بعد المحاولة الأولى التي جوبهت برفض واستنكار شديدين من قبل الشعب الفلسطيني ومنظمات حقوق الإنسان المختلفة.

ما شجع الاحتلال على نشر هذه الصور كرة تلو الآخرة أنه لم يجد رادع لا من المجتمع الدولي ولا من غيره لذلك هو تمادي في جرائمه وبين حقارته، وكشف عن انحطاطه لأنه لا يخشى حتى الملامة أو التقريع الأدبي من أي جهة تماما كالمثل العربي ( قال مين فرعنك يا فرعون، قال ما لقيت حدى يردني)، وهكذا "إسرائيل" ما لم يكن هناك رادعا يردعها، فإذا عجزت الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية، ولا الجامعة العربية، فلا بد مرة أخرى من أن تأخذ المقاومة زمام الأمور وتشكل الرادع لهذا العدو، لان المقاومة كما قلنا في المرات السابقة كفيلة على الأقل في الحد من هذه الأفعال المشينة، إضافة إلى ضرورة تفعيل هذه القصية أمام مؤسسات حقوق الإنسان حتى لو لم يكن هناك نتيجة، ولكنها على الأقل تبقي نوعا من الحراك وتسبب شيء من القلق لحكومة الاحتلال.

اخبار ذات صلة