يوسف: البعد السياسي والإعلامي للقوافل أكبر من الإغاثي
أبو شرخ: تواصلها يسبب إزعاج كبير جداً لـ "إسرائيل"
الرسالة نت - رائد أبو جراد
لازالت قوافل الإغاثة الإنسانية تتوافد على قطاع غزة مخلفةً غيظاً وقهراً في قلب الاحتلال الإسرائيلي ومن يشجعه في فرض الحصار على قطاع غزة.
محللون أجمعوا في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن هذه القوافل أمر ضروري يجب أن يستمر، معتبرين أن استمرار تدفق شرايينها لغزة يعري الاحتلال ويفضح زيف أكاذيبه.
ويرى المحللون أن تواصل هذه القوافل يُحدث تصدعاً في الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من أربع سنوات.
رسالة تضامن
الدكتور أحمد يوسف رئيس اللجنة الحكومية لاستقبال الوفود والقوافل قال : "القوافل الإنسانية ستوصل رسالة لشعبنا الفلسطيني وللعالم بأننا نمثل لهم عمق عربي وإسلامي كمتضامنين وسيوصلوا رسالة لنا بأننا لن ننساكم حتى ينكسر هذا الحصار عنكم".
وأكد أن وفود شريان الحياة ستظل توصل رسائل مساعداتها المعنوية والمادية، مبيناً أن المتضامنين سينقلون ما رأوا من معاناة شعبنا في قطاع غزة من خلال مشاهداتهم وتسجيلهم لانطباعات عن مدى صمود وثبات هذا الشعب العظيم.
فضح الإحتلال
وشاركه الرأي الخبير في الشئون الدولية الدكتور أسعد أبو شرخ بقوله " قوافل شريان الحياة ضرورية ويجب أن تستمر"، موضحاً أنه من أهم أهدافها فضح جرائم الاحتلال بحق شعبنا.
وأشار أبو شرخ إلى أن قوافل كسر الحصار عن غزة ستفضح حكومة الاحتلال الصهيوني باعتبار الأخيرة تمارس إرهاب دولة وتفرض الحصار الذي يعتبر حسب القانون الدولي "جريمة حرب إبادة".
وتابع :"مثل هكذا قوافل تأتي لترسل رسالة إلى كل العالم لتوعيته بالدور الإجرامي والإرهابي الذي تقوم به (إسرائيل) من حصار وقتل وإبادة وتطهير عرقي"، لافتاً إلى أنها تفيد الفلسطينيين على عدة مستويات تربوية وإعلامية وتوعوية وعالمية.
وعاد وكيل وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية الدكتور أحمد يوسف ليشير إلى أن قوافل المتضامنين ترسل رسائل متنوعة يهدفون من خلالها نقل معاناة الغزيين رغم كل ظروف القهر والحصار التي يعيشونها، مشدداً على أن الحصار لن يستمر وأنه أصبح يعري (إسرائيل) ويكشف زيفها.
ونوه إلى أن رسائل القوافل الإنسانية تحمل بعدين أحدهما داخلي وآخر خارجي، مبيناً أن جهود شريان الحياة والقوافل المشابهة لها بدأت تؤتي أكلها، مستدركاً :"قوافل رفع الحصار تلقى مشاعر طيبة وجياشة من أهل غزة على كافة مستوياته".
إدعاءات كاذبة
وأضاف يوسف :" ادعاءات الاحتلال بتخفيف الحصار أصبحت مكشوفة لأن المتضامنين يأتوا ويلمسون تأثير هذا الحصار على حياة الغزيين سواء على مستوى من دمرت منازلهم، ومعاناة المستشفيات والمرضى والمصابين خلال العدوان الصهيوني المتكرر على قطاع غزة".
في حين وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور أبو شرخ استمرار تدفق قوافل كسر الحصار بـ" المهم جداً"، معتبراً أن تواصلها سيجلب فضائح متواصلة للكيان إضافة إلى تكوين رأي عام عالمي تمثل هذه القوافل جزء كبير منه ليساهم بكسر الحصار وسرد قضايا مهمة أخرى.
ومضى أبو شرخ يقول :"إن هدف القوافل التي تنظم وتسير لغزة من مختلف أنحاء العالم ليس المساعدات فقط"، موضحاً أن المساعدات مهما كانت مميزة ونوعية لا تفي بطبيعة الحال والحصار المضروب على الفلسطينيين في قطاع غزة.
أما يوسف فيؤكد أن وفود المتضامنين الزائرة لغزة مطالبة بمقاطعة (إسرائيل)، مرجعاً السبب في ذلك بقوله "هؤلاء يطالبون بمقاطعتها وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها بما يجعل الكيان محاصراً إعلامياً وشعبياً كي يرضخ لمطالب شعبنا العادلة.
معاناة قائمة
ويعتقد يوسف أن هذه الجولة أيقظت كل من تابع شأن هذه القافلة، مضيفاً :" القافلة أظهرت أن هؤلاء الناس لا زالوا يواصلوا جهودهم لكسر هذا الحصار القائم وأهل غزة لا زالوا يعانون، واعتقد أن هذه القوافل تتوالد معها قوافل جديدة".
فيما دعا الدكتور أبو شرخ، لضرورة استمرار هذه القوافل، معتبراً أنها تسبب إزعاج كبير جداً لـ (إسرائيل) وللغرب متمثلاً بالرباعية الدولية والإدارة الأمريكية والدول والأنظمة المتواطئة معهم.
ويرى بصفته متابعاً للشأن السياسي الدولي أن الاحتلال الصهيوني يعيش في هذه الأيام حالة توتر وقلق وأزمة كبيرة، عاداً قوافل شريان الحياة بما يرافقها من إعلام ودعاية ومحطات تلفزة وتوعية ومشاركة جمعيات ونشطاء سياسيون وحقوقيون يشكل إحراجاً لدولة الكيان وتعتبره نوع من الحرب الممارسة عليها.
وأكد أبو شرخ أن هدف هذه القوافل واضح يتمثل في فضح العدو الصهيوني المجرم أمام العالم وخلق رأي عام عالمي ضد (إسرائيل) ومقاطعتها سياسياً واقتصادياً والمطالبة بمحاكمة قادتها كمجرمي حرب، مستدركاً "هذا هو الهدف رقم واحد للقوافل الإنسانية فهي تمر في الكثير من الدول وتجمع كم كبير من المتضامنين".