يسعى رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو لاستغلال الاغلاق التام الذي تعيشه (إسرائيل) حاليا، لمنع التظاهرات التي تخرج مطالبةً برحيله عن الحكومة بسبب ملفات الفساد الموجهة ضده.
ورغم فشل نتنياهو في الحصول على قرار يمنع التظاهرات في ظل الاغلاق، إلا أنه يبحث عن طرق تمنع هذه المظاهرات التي طالما شكلت كابوسا له، وهو ما قلل من شعبية حزبه "الليكود" في استطلاعات الرأي لأي انتخابات مقبلة.
وسجلت (إسرائيل) يوم السبت الماضي أعلى حصيلة إصابات يومية منذ تفشي الفيروس في نهاية فبراير الماضي، بتشخيص 8686 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، ومجمل الإصابات تزيد عن 69 ألف حالة نشطة، من بينهم 719 في حالة وصفت بالحرجة، 199 منهم موصولون بأجهزة التنفس الصناعي.
** إقرار بالفشل
المختص في الشأن (الإسرائيلي)، سعيد بشارات، ذكر أن نتنياهو فشل في سن قانون ينص على منع التظاهرات بالكامل ولم ينجح يوم الجمعة الماضية بتمرير القانون.
وقال بشارات في حديث لـ "الرسالة نت": "جميع إجراءات نتنياهو لم تنجح في منع المظاهرات، وحتى مع الاغلاق الكامل، فلم ينجح في اغلاق الشواطئ والصلوات، وهو ما يؤثر على مسيرته المقبلة في الحكم وبالتالي قد يخسر مقاعد بسبب فشله في إجراءات كورونا".
وأوضح أن إقرار نتنياهو بالفشل في مواجهة كورونا، يبيّن أنه في أزمة ويعيش ضغوطا كبيرة، "وبالتالي هناك كثير من الإجراءات التي ستقبل عليها (إسرائيل) وهو ما قد يؤثر على نتائج أي انتخابات مقبلة".
وأضاف بشارات: "رغم تجنيد الجيش بكامل طاقته لمواجهة كورونا إلا أن الخطط لم تنجح وهو ما نراه من أعداد المصابين الكبيرة".
بدورها، ذكرت قناة "كان" العبرية، أن الحكومة (الإسرائيلية) تحاول استغلال إجراءات مواجهة تفشي وباء كورونا لفرض قيود تحد من قدرة معارضي نتنياهو على تنظيم مظاهرات ضده.
وكشفت "كان" أن وزير الصحة عن حزب "الليكود"، يولي إدلشتاين، عرض مشروع قانون لتقييد المظاهرات، مشيرة إلى أن تمرير هذا القانون يتطلب رأيا مهنيا من مدير عام وزارة الصحة يسوغ فرض هذه القيود.
واعترف نتنياهو بأن بعض القرارات التي اتخذتها حكومته في منع تفشي فيروس (كورونا) المستجد، كانت "خاطئة".
وقال نتنياهو في فيديو على "تويتر": "هل ارتكبت أخطاء؟ بالتأكيد. إن قرارنا بفتح قاعات الأفراح كان سريعا للغاية، وربما تسرعنا أيضا في قرار فتح النظام المدرسي بأكمله"، مشيرا إلى أن "القرارات الشعبوية في الكنيست بإلغاء القيود التي فرضناها كانت خاطئة تماما".
ويرى نتنياهو بأن حكومته تعمل وفق ثلاث مراحل هي: مرحلة الإغلاق، ومرحلة روتين كورونا مع سرعة الفحوصات، ومرحلة اللقاح والتطعيم.
ودعا إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الصحية، مشيرا إلى أن (الإسرائيليين) يعيشون ساعات طوارئ بسبب كورونا.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: "نعيش ساعات طوارئ وطنية.. هي حرب كورونا، الخطوات المتخذة ليست سهلة، لكنها من أجل حماية حياة الجميع.. هناك ضوء في نهاية النفق".
واتهم نتنياهو، زعيم المعارضة يائير لابيد، بأنه "يعرض حياة المواطنين للخطر من خلال الدعوات لاستمرار المظاهرات".
واتخذت الحكومة (الإسرائيلية)، قرارا بفرض إغلاق شامل في دولة الاحتلال اعتبارا من الجمعة الماضية ولمدة أسبوعين، في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد.
من جهتها، ذكرت قناة "13" أن حزب "يمينا" اليميني المعارض، الذي يقوده وزير الحرب السابق نفتالي بينيت يدعم فرض قيود على التظاهرات ضد نتنياهو، في حين يعارضها حزب "أزرق أبيض"، المشارك في الائتلاف الحاكم.