وسام عفيفه
نجحت كرة القدم بما فشلت فيه السياسة..انطلق الدوري العام في قطاع غزة بكل الألوان الرياضية بما فيها فتح وحماس ,بعد تجميد لسنوات الانقسام.
في المقابل ورغم جولات الوسطاء من المستقلين و العرب والعجم, فشلت كل محاولاتهم في جمع الفرقاء على طاولة المصالحة, بينما نجحت الكرة في جمع أقدام لاعبي فتح وحماس في ملعب واحد.
التوافقات الكروية تمت بصورة سلسلة دون شروط مسبقة, الجميع قدم تنازلات من اجل الوصول الى المستطيل الأخضر, ربما لم ينتبه الأمريكان والإسرائيليون لخطورة كرة القدم التي مزقت شباك الجميع وخرجت من ملعب الوصاية .
مهمة تدريب الأندية الغزية تقع على عاتق مدربين فلسطينيين, ولو استدرك الأمريكان الأمر لأرسلوا مدربين أمريكيين على غرار المدرب الأمني "الجنرال كيث دايتون" أو خليفته الجنرال "مايكل مولر".
لكرة القدم و السياسة قواسم مشتركة , فيهما فرق, ومنافسات, فيهما مهزومون ومنتصرون,لكن المباريات تستمر, لان عشاق كرة القدم, واللاعبين, والأندية, مقتنعون أنهم في النهاية بحاجة لبطولة ,ودوري, ومنافسة ,وإلا سيلعبون الكرة مع الجدران مثل لعبة "الاسكواش" .
يمكن الاستفادة من تجربة الرياضيين الحمساويين والفتحاويين , ودعوتهم إلى جولات الحوار القادمة لتقديم النصائح .. ويمكن أيضا للوسطاء أن يستفيدوا من كرة القدم ,ودراسة قدرتها وسحرها في جذب حتى الخصوم السياسيين, وتشكل لغة تفاهم بين أقدام الفرقاء.
الجميع في الملعب الرياضي يخضعون لقانون اللعبة التي تلزم حتى الحكم ..لا مجال لتدخل جهات عليا , أو قوى خارجية لتغير نتيجة المباراة , أو التحكم في سير اللعبة,ولهذا يخرج الفريق المهزوم متقبل النتيجة.
حتى وان اخطأ الحكم وفسر القوانين لصالح فريق على حساب آخر , تسجل نقطة سوداء في سجله ويحرم من التحكيم في مباريات لاحقة ..إنها قوانين وضوابط اللعبة.
قواعد اللعبة السياسية تختلف .. في ملعب المصالحة –على سبيل المثال- تفرض القوانين الخارجية شروطها, وتعمل لصالح فريق ضد آخر... تفتقر للأداء الجماعي .. فمثلا أدى "حرد" كابتن فريق فتح (أبو مازن) , إلى عرقلة جولة الحوار المهمة,التي كانت مقررة في العشرين من الشهر الجاري.
كما أن المدربين القابعين في الضفة, يفرضون على فريق فتح طريقة لعب , تؤدي في النهاية لخسارة الفريقين.
كل المحاولات والوساطات والجهود تصب في اتجاه حسم نتيجة المصالحة بتعادل الفريقين على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" ,لكن كل المؤشرات -تحديدا في الضفة- تشير إلى أن لاعبين وخطة لعب فريق فتح ,تتجه نحو عدم حسم اللعبة, في ظل إصرارهم على أن يكون المدرب والحكم ونتيجة المباراة في يد أمريكا .