في السنوات الأخيرة باتت مصلحة السجون (الإسرائيلية( تمعن في استفزاز الأسرى من خلال حرمانهم أبسط احتياجاتهم اليومية، فتارة تحاول قتلهم من الحر أو البرد، وتارة تشدد الخناق عليهم في التواصل مع ذويهم، واليوم تعاود اللعب بورقة الضغط التي تستخدمها دوما من خلال منع "الكانتينا" التي يعتمد عليها المعتقلون في شراء ما يلزمهم.
وأبلغت إدارة سجون الاحتلال الأسرى بإرجاع حوالة "الكانتينا" الخاصة بمشترياتهم، مدعية أن ذلك بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا، ويأتي القرار في ظل تعقيدات وتحديات يواجهها الأسرى، نتيجة عدم انتظام زيارات عائلاتهم وحرمانهم حقوقا أخرى، ووضعهم في عزل مضاعف.
وعن أهمية "الكانتينا" للأسرى داخل المعتقلات يقول الأسير المحرر رجائي الكركي "للرسالة نت"، بأنها ركيزة أساسية يشترون من خلال الحوالة المالية ما يحتاجونه، رغم أن المتوفر فيها هو الحد الأدنى الذي يلبي متطلباتهم في اعداد الطعام.
ويوضح الكركي أن الطعام الذي توفره مصلحة السجون للأسرى رديء للغاية فطريقة طهيه سيئة، عدا عن أن الكميات تكون متواضعة ولا تكفي، مؤكدا أنه في الفترة الأخيرة أصبح الطعام أكثر سوءًا للضغط على الاسرى.
ولفت إلى أن إدارة السجون تدرك أهمية الكنتينا للأسير فتستخدمها ورقة إما لمعاقبتهم أو مساومتهم حال ساءت العلاقة بينهم، أو فكروا برفع سقف مطالبهم، مشيرا إلى أن الأسعار داخل الكنتينا للسلعة يكون مضاعفا عن سعره الأصلي وذلك من باب الاستغلال والضغط والعبء المالي للأسير.
وأشار الكركي إلى أن الأصناف التي تتوفر داخل الكنتينا بالأساس يكون تاريخ انتهاء صلاحيتها اقترب، وفي ذلك تعذيب نفسي للأسرى.
وردا على مصلحة السجون قرر الأسرى استئناف خطواتهم الاحتجاجية المتعلقة بقضية "الكانتينا" وذلك بعد أن ابلغتهم إدارة سجون الاحتلال أنها أرجعت حوالة "الكانتينا" الخاصة بمشترياتهم.
وأوضح نادي الأسير أن الأسرى كانوا قد علقوا خطواتهم نهاية الأسبوع المنصرم، والمتمثلة بإرجاع وجبات الطعام وذلك حتى تاريخ اليوم، للتأكد من أن إجراءات استلام حوالة "الكانتينا" قد تمت فعليا، لكن ذلك لم يحدث.
ولفت نادي الأسير إلى أن إرجاع وجبات الطعام سينُفذ على مدار اليومين القادمين، وسيحدد الأسرى لاحقاً مسار خطواتهم الاحتجاجية وفقاً للتطورات المتعلقة في القضية.
وحذر نادي الأسير مجدداً من استمرار الاحتلال في تنفيذ هذا القرار الذي سيفاقم من صعوبة الأوضاع الحياتية للأسرى، خاصة أن الأسرى يعتمدون بشكل أساس على أموال "الكانتينا" التي تحولها السلطة الفلسطينية شهرياً في تلبية احتياجاتهم وتوفير طعام جيد لهم.
ومن الجدير بالذكر أن إدارة سجون الاحتلال من المفترض أن تكون هي الجهة المسؤولة عن توفير احتياجات الأسرى، لكنها لا توفر الحد الأدنى منها، عدا عن أن الطعام الذي تقدمه سيء كماً ونوعاً.