تضاربت تصريحات أذربيجان وأرمينيا بشأن استمرار المعارك في إقليم ناغورني قره باغ، بينما تتواصل التحركات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة وسط مطالب أفغانية وإيرانية لأرمينيا بإنهاء احتلالها للإقليم.
فقد قالت وزارة الدفاع الأرمنية إن محاور القتال في إقليم قره باغ شهدت هدوءا نسبيا الليلة الماضية، بعد دعوات المجتمع الدولي المتكررة لوقف إطلاق النار، وحمّلت الوزارة القيادة السياسية في أذربيجان تبعات أي تصعيد.
من جانبها، قالت سلطات الإقليم -غير المعترف بها- إنها نفذت انسحابا تكتيكيا في عدد من خطوط التماس، لتفادي سقوط ضحايا.
وأشارت إلى أن الجبهات شهدت هدوءا الليلة الماضية، وأن القوات الأرمنية في الإقليم تواصل عملياتها القتالية وصدها للقوات الأذرية.
وأضافت أنها قصفت عاصمة الإقليم أمس بأكثر من 100 صاروخ، دون تسجيل خسائر كبيرة بين المدنيين.
من جانب آخر، أفاد مراسل الجزيرة -نقلا عن مصادر عسكرية أذرية- أن المعارك مستمرة على مختلف جبهات القتال في إقليم قره باغ، خصوصا على جبهة "تارتَر-أغدام" شمال شرقي الإقليم، وجنوبا على جبهة "فوزولي-جبرائيل".
وقد أعلن الجيش الأذري سيطرته على 3 قرى جديدة تابعة لمدينة "جبرائيل" قرب الحدود مع إيران.
ونشرت وزارة الدفاع الأذرية صورا لمواقع سيطرت عليها أخيرا، منها بلدة "تاليش" شمال شرقي قره باغ، والتي أعلنت القوات الأذرية السيطرة عليها قبل يومين.
تضامن تركي
في الأثناء، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالرئيس الأذري إلهام علييف، في باكو.
ونقل موفد الجزيرة إلى باكو عمر خشرم عن أوغلو تأكيده خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأذري جيهون بيراموف، على تضامن تركيا مع أذربيجان حتى تحرير كامل أراضيها، وفق تعبيره.
وأشار خشرم إلى أن الوزير التركي وجّه انتقادات إلى مجموعة مينسك والمجتمع الدولي، موضحا أنه لم تتحدث أي دولة عن ضرورة إنهاء احتلال أرمينيا لإقليم قره باغ منذ 30 عاما.
وكان أوغلو قد أكد في وقت سابق أن الحل الوحيد لتسوية الصراع بشأن إقليم قره باغ هو انسحاب أرمينيا من الأراضي التي احتلتها، ودعا المجتمع الدولي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى دعم أذربيجان والوقوف إلى جانبها والمطالبة بانسحاب أرمينيا من الأراضي التي احتلتها، على حد تعبيره.
بدوره أكد وزير الخارجية الأذري أن بلاده مستعدة للسلام، ولكن ليس على حساب الحقوق الأذرية، واصفا السلوك الأرمني بالإرهابي في قصف المدنيين.
دعوات دولية لاحتواء الأزمة
وفي السياق أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لوقف ما سماها إراقة الدماء في إقليم قره باغ، وعلى ضرورة استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع.
كما أعلن لافروف -خلال لقائه مع أعضاء رابطة رجال الأعمال الأوروبيين في روسيا- عن إعداد وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وفرنسا بيانا مشتركا بشأن قره باغ.
من جهته، قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني إن على أرمينيا الانسحاب مما سماها المناطق الأذرية المحتلة، والعودة للحدود المعترف بها دوليا.
وأكد ولايتي أن بلاده تقف ضد احتلال الأراضي الأذرية بنفس القدر الذي ترفض فيه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وحذر مستشار المرشد الإيراني من أن هناك حدا لصبر طهران على انتهاك سيادة أراضيها، وأنها ستتعامل بشدة مع الأوضاع على الحدود.
وأضاف ولايتي أن إيران توصي أصدقاءها في تركيا بعدم صب الزيت على النار، والمساعدة في إعادة الأراضي الأذرية المحتلة دون إراقةٍ للدماء.
وقال ولايتي إنه إذا كان خبر إدخال مجموعات مسلحة للحرب في قره باغ صحيحا، فسيتحمل من قام بذلك كافة التداعيات.
ووصف مستشار المرشد الإيراني الطريقة التي تتدخل بها فرنسا في قضية قره باغ بالمدانة وغير المقبولة، وقال إن أرمينيا دولة جارة لإيران ولها معها تاريخ طويل من العلاقات ولا تريد لها أن تتعرض لخسائر غير ضرورية.
وفي هذا الإطار أيضا، دعا البرلمان الأفغاني أرمينيا إلى إنهاء احتلالها فورا لإقليم قره باغ.
وأكد البرلمان في بيان أن إقليم قره باغ أرض أذرية، وأن على قوات الاحتلال الأرمني الانسحاب فورا من تلك المنطقة ودون أي شرط.
من جانبه، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استمرار تصعيد العنف في منطقة قره باغ، رغم النداءات المتكررة من المجتمع الدولي لوقف القتال على الفور.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام إن الأخير يشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اتساع نطاق الأعمال العدائية واستهداف مناطق مأهولة، مذكرا الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وجدد الأمين العام الأممي التأكيد على أنه لا يوجد حلٌّ عسكري للصراع، وحث الجانبين على وقف جميع الأعمال العدائية على الفور.
وناشد غوتيريش الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية ممارسة نفوذها لإنهاء القتال بشكل عاجل، والعودة إلى المفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
المصدر : الجزيرة + وكالات