قائمة الموقع

نار الغلاء تطال فريضة الحج

2010-10-28T17:28:00+02:00

حجاج: "تحويشة العمر" لم تكف لدفع رسوم الحج

الأوقاف: الارتفاع عائد لزيادة إيجار السكن والسفر وتوسعة الحرم

غزة - أمينة زيارة – الرسالة نت

بالتزامن مع بدء موسم الحج لهذا العام تعالت أصوات حجاج بيت الله الحرام المتذمرة، خاصة فيما يتعلق بارتفاع أسعار التسجيل، فقد أضحى أداء فريضة الحج أمنية تصطدم بوباء ارتفاع الأسعار التي أصابت كل شيء، فما أسباب ارتفاع تكاليف أداء فريضة الحج؟ وما تأثيرها على الحجاج؟

"الرسالة نت" استمعت إلى شكوى حجاج هذا العام حول هذا الموضوع ونقلتها إلى المختصين.

رغم الغلاء سنحج

كانت سعادته لا توصف، بعد ان ابتسم له الحظ ليظهر اسمه بين المحظوظين لتأدية فريضة الحج هذا العام، لترسم على شفتيه ابتسامة أجمل توزعت على أقاربه ومحبيه الذين قدموا للتهنئة، وأخذ "أبو العز" يحزم حقائبه وإعداد ملابس الإحرام وما يحتاجه في رحلته.

فجأة اختفت تلك الابتسامة عن وجه أبو العز و"قطب" حاجبيه عندما هاتفه صديقه الذي يشاركه الرحلة "أبو احمد" بأن رسوم التسجيل هذا العام "نار" فقد وصلت إلى 2050 دينارا مما أزعجه وأطفأ وهج فرحة أداء الحج في عينيه، لأن ما جمعه أو "تحوشية العمر" لأداء الفريضة لا تتجاوز 1600 دينار وهي رسوم الحج سابقا، وبدأ يطرق أبواب أبنائه وأقاربه عله يجد لديهم الحل لإكمال المبلغ.

ويضيف لـ"الرسالة نت": كانت فرحتي كبيرة عندما علمت بأنني عندما ظهر اسمي في قرعة الحج لهذا العام خاصة أنني مسجل منذ خمس أعوام، إلا أن الغلاء كسرها، وأضاف بنبرة تحد: هذه فريضة ولن أتراجع مهما يكن، ولم يتبق في عمري الكثير سأقترض من أقاربي باقي المبلغ.

ويشاركه الرأي صديقه أبو احمد في كيفية جمع الحجاج لهذه المبالغ الضخمة ويضيف بنبرة حادة: رغم أن رسوم التسجيل في الحج ترتفع كل عام، لكنها هذا العام ارتفعت بشكل لا يطاق، وهذا الأمر يشكل صعوبة علينا، فأنا وزوجتي سيكلفنا أداء فريضة الحج أكثر من 4 آلاف دينار.

ويضيف: استأذنت نجلي الذي ينوي الزواج لإقراضنا جزءا مما جمعه لزواجه، وهذا حال الكثيرين من حجاج هذا العام بعد الغلاء الكبير الذي حل بالفريضة.

بينما الحاجة الستينية "أم فريد"  فقد تقبلت الأمر عن رضا قائلة بتحدٍ: "لو كانت ثلاثة آلاف دينار سوف أقبلها وأذهب للحج، فلم أزر بيت الله الحرام من قبل، وهذه اعتبرها فرصتي الأخيرة لكبر سني.

وتضيف: الكثير من الحجاج تذمروا من رفع  هذه الأسعار، الذي سيحرم من يتلهفون لتأدية هذه الفريضة الواجبة لعجزهم عن دفع هذه المبالغ الطائلة.

 غلاء عالمي

ويرد د. عبد الله أبو جربوع وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية المساعد على تساؤلات وتذمر الحجاج قائلاً: الأمور تسير بفضل الله على قدم وساق ونحن بصدد إنهاء عملية إرسال الجوازات لمصر من أجل الحصول على الفيزا للحجاج مما يدلل على أن موعد السفر سيكون قريبا بحيث سنبدأ بإجراءات تفويج الحجيج إلى الديار الحجازية، فعملية التطعيم مستمرة حتى اللحظة ودفع مستحقات السكن إلى الجهة الرسمية للبعثات الفلسطينية في المملكة السعودية.

أما عن غلاء أسعار الحج هذا العام فيؤكد د. أبو جربوع على أن الغلاء عالمي وليس في فلسطين فحسب، فالديار الحجازية من أهم البلاد السياحية في العالم وقد تأثرت كأي بلد من بلاد العالم في غلاء أسعار إجارات السكن وكذلك الارتفاع الذي طرأ على سعر تذاكر الطيران مما زاد في قيمة أسعار الحج هذا العام.

ويشير إلى أن المساكن التي تم استئجارها فاخرة ومريحة من الدرجة الأولى وهذا يعطي مجالاً أكبر لراحة الحجاج، ويستدرك: نحن معنيين بأن نقدم خدمة متميزة لحجاج هذا العام.

وينوه إلى أن الوزارة لا تلقي الأحمال جميعها على كاهل الحجاج بل الوزارة تتكفل ببعض المدفوعات المستحقة من أمور الحج وتلتزم بدفعها، ففي العام الماضي حدث خلل في سفر الحجاج بدل النزول في المدينة كان إلى جدة والتأخير في الوصول كلف الوزارة الكثير من الأموال، موضحاً أن الوزارة هي خط العودة لأي مستحقات تدفع.

وتمنى د. أبو جربوع أن لا يشوب هذا العام أي إشكاليات بحيث تسهل أمور الحجاج ذهاباً وإياباً مطمئناً إياهم بأنهم سيجدون السكن المريح في مكة والمدينة.

خدمة متميزة

ويرجع عوض أبو مذكور رئيس جمعية شركات الحج والعمرة رأي وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أسباب هذا الغلاء إلى عملية الهدم  وإزالة الفنادق القريبة من الحرم لتوسعة الحرم واستيعاب اكبر عدد من الحجاج والمعتمرين بالإضافة إلى غلاء أسعار تذاكر الطيران عالمياً مما أثر على ارتفاع أسعار الحج هذا لعام.

وعن خدمة الحجاج في الديار الحجازية قال: سيجد الحجاج هذا العام خدمة متميزة في فنادق فاخرة ونظيفة وقريبة من الحرم، ففي المدينة الفنادق على بلاط الحرم بينما في مكة سيكون على مقربة من كيلو ونصف بدلاً من ثلاثة كيلوات قبل أعوام مضت، ويقول: كنا ندفع لاستئجار السكن 500 دينار أما الآن فندفع 1200 دينار وهذا أدى إلى هذا الغلاء المتسارع.

وأشار أبو مذكور إلى أنه لم ينسحب أي حاج ممن كانوا في القرعة أو الاحتياط فالجميع متلهف لزيارة البيت الحرام وأداء الفريضة، ويطمئن من لم يحالفه الحظ بأنه في السنوات القادمة ستعود أسعار الحج كما كانت مع انتشار فنادق جديدة وتوسعة للحرم وهذا ما سيساهم في انخفاض أسعار السكن.

 

اخبار ذات صلة