قال العقيد سامح السلطان نائب مديرالإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالشرطة الفلسطينية في غزة، إن تجار ومروجي المخدرات حاولوا استغلال فترة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا في تهريب المواد المخدرة وتخزينها.
وأضاف السلطان في حوار مع "الرسالة"، اليوم الأربعاء، أن التجار استغلوا قلة عدد القوة العاملة في ميدان مكافحة المخدرات بانتقال عدد كبير منهم إلى نشاطات الشرطة في ضبط الوضع العام في القطاع.
وبيّن أن ثلاثة أرباع قوة الإدارة العامة لمكافحة المخدرات عملت خلال فترة كورونا ضمن النشاطات العامة للشرطة كفرض حظر التجوال، ومتابعة المخالفين لقرارات الحظر من أصحاب المحال التجارية والمواطنين، وانتشارها على الحواجز بين المناطق والمحافظات.
وشدد السلطان أن مهمة رجال المكافحة لا تتوقف عند ميدانهم بصفتها إدارة مركزية تتبع القيادة العامة للشرطة، خصوصا في ظل الأزمة التي تعرضت لها غزة بتفشي الفيروس خلال الفترة الماضية،
وأوضح أن الربع الأخير من القوة الذي تبقى في ميدان مكافحة المخدرات، كان عليه ثقل في العمل ليسد مكان بقية القوة، والعمل على مدار الساعة، للحفاظ على الجبهة الداخلية من جريمة المخدرات.
وبيّن نائب مدير المكافحة أن هذا النقص الحاد في قوة المكافحة كان له تأثيرا سلبيا على عمل الإدارة العامة خلال فترة كورونا، حيث أدى إلى تخفيف حدة الملاحقة للتجار والمروجين.
وأكد أن قيادة الإدارة العامة للمكافحة اتجهت إلى تعويض النقص من خلال انتقاء نخبة المكافحة وأمهر الضباط ليمارسوا المهمة الأساسية للمكافحة، وكان لهذا القرار بالغ الأثر في تعويض انتقال غالبية القوة إلى العمل الميداني مع أجهزة الشرطة.
*** استغلال الطوارئ
في المقابل، وبحسب السلطان فإن تجار المخدرات استغلوا الظروف وكثفوا نشاطاتهم الاجرامية في عمليات التهريب والتخزين والإفلات من حواجز الشرطة، حيث تلقت الإدارة العامة للمكافحة عشرات الإشارات بشكل يومي تفيد بوجود عمليات تهريب وتخزين وترويج.
وبرغم الظروف السابقة، أكد نائب مدير الإدارة العامة للمكافحة أنه كانت هناك ضربات قوية لتجارة المخدرات، من خلال اعتقال تجار معروفين متلبسين في هذه الجريمة، ومصادرة كميات كبيرة من المواد المخدرة كالأقراص والحشيش والماريجوانا في كافة محافظات غزة.
وأشار إلى أنه كان لحواجز الشرطة المنتشرة في المناطق بالمحافظات الخمس دور هام ومساهمة إيجابية في عدم استطاعة تجار المخدرات التنقل بسهولة عبر الحواجز او نقل المواد المخدرة، في ظل وجود متابعة مشددة لحركات الدخول والخروج إلى المحافظات.
وحول عمل المكافحة على المعابر والحدود، قال السلطان "فتهريب المخدرات لغزة يتم عبر الحدود والمعابر الرسمية للقطاع؛ لذلك خصصت الإدارة دائرة المعابر والموانئ تقوم من خلال كادر مدرب وذو خبرة بمتابعة الحدود بين غزة ومصر وكذلك الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى البحر، حيث تتابع كافة النشاطات للمهربين ومنع أي عملية تهريب واحباطها في مكانها قبل وصولها للمجتمع.
وأوضح أن هناك أقسام تابعة للدائرة سواء في معبر كرم أبو سالم التجاري أو معبر رفح المخصص للأفراد والبوابة التجارية التابعة له، بالإضافة إلى معبر بيت حانون "ايرز" حيث تقوم بتفتيش ومتابعة حركة المواطنين والبضائع وتفتيش المشتبه بهم وضبط أي حالة تهريب.
وكشف السلطان أنه في الفترة السابقة تم تسجيل عدة ضبطيات كأقراص مخدرة والحشيش في البضائع القادمة من مصر أو تركيا أو الصين وغيرها عبر المعابر الرسمية، ويضبطها رجال المكافحة ويتابعون كل هذه البضائع وما بداخلها.
نسبة ضئيلة
وحول الوضع العام بخصوص التعاطي والاتجار، نبّه السلطان: "نقول وبكل ثقة غزة من أفضل المناطق على مستوى العالم في جريمة المخدرات حيث أنها تفتك في الدول المجاورة والعالم بعدد كبير من المواطنين، وتعاني تلك الدول من خسارة بملايين الدولارات بسبب هذه الجريمة، في ظل إدمان عشرات الالاف وإهدار للأموال".
وتابع: "أما في غزة فإن جريمة المخدرات من الجرائم غير الرائجة وتكاد تكون قليلة جدا مقارنة بالدول المجاورة كما الحال لدى الاحتلال أو في مصر وغيرها، حيث لا تستطيع أن تضبط ما يتعلق بهذه الجريمة".
وأوضح أن عدة عوامل تساعد في ضبط الحالة العامة لهذه الجريمة بغزة، أهمها الوازع ديني في أوساط المجتمع غزة، بالإضافة إلى انشغاله في الاحتلال وما ينتج عن ذلك من أحداث وتفاصيل أمنية كثيرة.
ويشير السلطان إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل المواطن ينتبه للأساسيات ويبعد عن الرفاهية والكماليات، بالإضافة إلى أن الطابع الاجتماعي والعائلات بغزة تلفظ كل من يتعامل في هذه الآفة سواء تجارة أو تعاطي.
ووجه رسالة للمجتمع بغزة يقول فيها: "رسالتنا للجمهور بغزة وفي فلسطين عموما بأن يكونوا كما عهدناهم ألا يلتفتوا لما يدمر العقول والمال ونحن في مجتمع متعلم شاب يصبو إلى تطوير النفس بالعلم والاجتهاد بعيدا عن هذه الآفة المنبوذة".
وفي رسالة أخيرة للتجار والمتعاطين، قال السلطان: "رسالتنا لمن وقع في المستنقع نقول أن يأخذوا خطوة للخلف وعدم التمادي في التعاطي؛ لأنهم ضحية لتجار المخدرات يستغلون حاجاتهم وأرواحهم والمشاكل الاجتماعية ويوهم بأن المخدرات لحل المشاكل بل هي أداة الموت والهلاك، وأن يبلغوا عن التجار الذين يغررون بهم".
أما في رسالة تحذير للتجار، شدد نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن رجال المكافحة لهم بالمرصاد، والقانون سيطال كل من يحاول العبث بأمن مجتمعنا والعدالة ستلاحق كل من يسعى لأن يؤذي شعبنا؛ لأن الشعب أمانة في رقابنا ولن نسمح المساس به من قبل هؤلاء المجرمين.