هاجم سياسي "إسرائيلي" بشدة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرا أنه شخصية لا تستحق أن تكون بهذا المنصب، فيما أكد أن اتفاقيات السلام مع دول الخليج لا تعني التمكن من حل القضية الفلسطينية.
وتحدث دان مريدور، الذي كان يُعتبر أحد "أمراء الليكود"، وشغل العديد من المواقع الوزارية الرفيعة كالخارجية والمالية والاستخبارات والطاقة، في لقاء مطول مع "القناة 12"، عن سلوك نتنياهو الصادم، وأنه لا يمتلك أي معايير أخلاقية، وسياسته باتت علامة على الفوضى.
ودلل على ذلك بالقول: "لا توجد ميزانية حتى الآن، ليس لأسباب اقتصادية، ولكن لأن رئيس الوزراء يريد الحفاظ على عدم تفكيك الائتلاف الحاكم، ومن الواضح أنه يفضل الاعتبارات الحزبية الشخصية على الاعتبارات المادية".
وتعود جذور خلافات مريدور مع نتنياهو لأكثر من ثلاثين عاما، حين تحداه وعمل على استبداله، وشارك مريدور في إدارة أمن الدولة، وهو أحد الأشخاص الرئيسيين المسؤولين عن صياغة وتحديث مفهوم الأمن الإسرائيلي، وفي السنوات الأخيرة، لم يدخر كلمات قاسية بشأن نتنياهو، وانتقده بشدة في مناسبات عديدة.
وأكد أن "من حق الإسرائيليين التظاهر ضد رئيس الوزراء، ولن يلغى بأي شكل من الأشكال، لأن الحكومة الإسرائيلية تفعل أشياء فظيعة، ولا يهم ادعاءاتها بأن المتظاهرين فوضويون، ويساريون متطرفون، وناشرون للأمراض، في حين أن نتنياهو سعى لإضعاف كل التوازنات والمكابح في الدولة، ومثل هذا الشخص لا يمكن أن يكون رئيسا للوزراء".
وأوضح أنه "لا أحد من الإسرائيليين يعتقد أن نتنياهو سيلتزم باتفاق التناوب على رئاسة الحكومة مع شريكه بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض، لأننا نعيش في غابة.
مضيفا: "نتنياهو ليس لديه معيار أخلاقي، سلوكه كما رأينا في مختلف الحالات صادم. ومتعته وتباهيه بمحاولة السيطرة على وسائل الإعلام معيبة، وكل ما نسمعه من تسجيلات يؤكد أننا أمام حكومة ليست نظيفة، بل فاسدة".
وأكد أن "نتنياهو دائمًا لا يقول الحقيقة، ولا يفي دائما بالوعود، وهذا من وحي تجربتي الشخصية معه، والمشكلة الرئيسية أنه يبحث عن طريقة للهروب من المحاكمة، ومع أن رئيس المحكمة العليا السابق مائير شمغار، أعلن قبل وفاته، أننا لا نعرف ما إذا كان نتنياهو مذنبا أم لا، لكن ما نعرفه الآن يجبره على الاستقالة. يعيش الرجل سلسلة أكاذيب، واتهامات باللامبالاة، وهجمات مستمرة على جهاز تطبيق القانون".
وأضاف: "اعتقدتُ أن شخصا ما سينتفض في حزب الليكود ويطالب نتنياهو بالتوقف عما هو فيه، لكن للأسف لم يحدث هذا، وهذا الصمت المدوي في الليكود يعني أن تغييرا صعبا للغاية حصل فيه، وهو أمر خطير، لأنه أصبح حركة يمينية متطرفة، وهو ما لم يكن أبدا".
وردا على سؤال حول ما حققه نتنياهو من اتفاقيات السلام مع الخليج، أكد مريدور أنها "اتفاقيات مهمة، لكن من يعتقد أنه بتعزيز العلاقات مع الخليج، وربما شمال أفريقيا، يعني أننا تمكنا من حل القضية الفلسطينية فهو مخطئ، ومن يعتقد أنه يمكننا الاستمرار في الوضع الحالي إلى أجل غير مسمى، والحفاظ على الصهيونية فهو مخطئ أيضا، إسرائيل لديها مصلحة بعدم قيام دولة واحدة بين البحر والنهر، لأنها تعني أمرا مروعا".
وأشار إلى أنه "في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما هو أفضل لإسرائيل، فلا ينبغي لها أن تتخذ موقفاً محددا، يجب أن نكون محايدين تماماً، لكن المشكلة أننا اليوم مرتبطون بوضوح بحزب واحد، ورئيس واحد، وهذا وضع سيء، دعم إسرائيل كان يأتي دائماً من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، ولا ينبغي أن نكون في موقف معارضة أحدهما، مع أن غالبية كبيرة من اليهود الأمريكيين تصوت للديمقراطيين".
عربي21