قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير إن "تحليل النتائج المتوقعة للانتخابات الرئاسية الأمريكية على الشرق الأوسط تشير إلى حرص الرئيس الحالي، دونالد ترامب، على تحقيق إنجازات سياسية، والحصول على جائزة نوبل، ما قد يؤدي به إلى إثارة نزاعات مع إسرائيل، في حين أن الأخيرة مدعوة للاستعداد لضغوط سياسية متوقعة خلال ولاية جو بايدن، إن فاز في الانتخابات".
وأضاف تشيك ديفيد فريليخ، نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق، في مقابلة مع موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، أنني "لا أستبعد احتمال فوز مفاجئ لترامب، رغم أن جميع الاستطلاعات تمنح بايدن فرصة الفوز، مع أن لديه سجلا حافلا كداعم واضح لإسرائيل، لكن إحدى القضايا الرئيسية المتصلة بالشرق الأوسط هي الملف النووي الإيراني، والفجوة بين سياستي بايدن وترامب حولها".
وأكد أنه "إذا بقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقفه المتشدد، فمن المتوقع حدوث خلاف مع إدارة بايدن، التي تعتزم العودة للاتفاق النووي كأساس للمفاوضات حول الطريق إلى اتفاق أفضل، رغم أن هناك ثغرات في الاتفاقية، ويجب إغلاقها، مع أن خلفية بايدن وشخصيته تشيران إلى تمتعه بالمهارات الرئاسية، بعكس ترامب الذي لم يتعامل في أي مجال سابق بعمق".
الناخب الأمريكي
وأشار إلى أن "الناخب الأمريكي ما زالت تردعه سنوات ترامب الأربع من الفوضى العارمة، وإذا كانوا سابقا على استعداد للتسامح مع أسلوب ترامب الرئاسي، لكن الأمر لم يعد موجودا بعد تعامله مع أزمة كورونا".
أما بالنسبة للمفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، فتوقع المسؤول الإسرائيلي "حدوث مواجهة بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة بايدن، الذي لديه عقود من الاتصالات مع (إسرائيل) ورؤساء وزرائها، وسيحاول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، دون توقعات بحدوث انفراج، لكن سيكون هناك جهد، وسيؤدي إلى احتكاك مع نتنياهو واليمين الإسرائيلي".
وأوضح أن "إدارة بايدن في حال تولت الحكم ستطرح المساعدات الأمريكية المقدمة لإسرائيل، وهي قضية ظهرت لأول مرة كقضية مشحونة في الولايات المتحدة، وهناك قلة في الحزب الديمقراطي وضعوا شرطا غير مسبوق، يتمثل بربط التقدم في المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين باستمرار تقديم المساعدات الأمريكية، صحيح أن بايدن لن يسير في هذا الاتجاه، لكن سيكون هناك ضغط في الكونغرس، ويجب أخذ ذلك في الاعتبار".
وأضاف أن "هناك مجموعة صغيرة داخل الحزب الديمقراطي تنتقد إسرائيل بشدة، ويمكن القول بوضوح إنها معادية لها، وهذه أقلية في الحزب الديمقراطي، لكنها أقلية متنامية، ويجب أن يكون مفهوما أنه في الحزب الديمقراطي لا يوجد تراجع في دعم (إسرائيل)، والمهم بالنسبة لها هو حصولها على دعم الحزبين؛ لأنه لا يمكنها تحمل أي انهيار جليدي في هذا الدعم، لأنه وجودي بالنسبة لها".
عقوبات شاملة
وأكد أن "الدعم الأمريكي يبدأ بأنظمة الجيش الإسرائيلي، وينتهي بدعم المحافل الدولية المختلفة، ولولا الفيتو الأمريكي، لخضعت إسرائيل لعقوبات شاملة منذ عقود، وإذا حدث انهيار في جانب واحد من هذا الدعم في الساحة السياسية الأمريكية، فإنه يمكننا أن نفرح؛ لأنه ليس في الجانب الجمهوري".
وأوضح أن الاحتمال الأقل ترجيحا لفوز ترامب يشير إلى أنه "إذا تم انتخابه على أي حال، فسيكون الأمر أكثر ملاءمة لإسرائيل على المدى القصير، ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن ترامب من النوع الذي لا يمكن الثقة فيه، والاعتماد عليه، ما يهمه هو نفسه، وفي الولاية الثانية، سيرغب بشدة في الحصول على جائزة نوبل التي لم يحصل عليها في الولاية الأولى".
وأشار إلى أن "ترامب قد يخوض المواجهات مع (إسرائيل)، ويغير مساره في ثانية واحدة، ليس لديه عواطف مع أي شخص سوى نفسه، وكما أنه يريد اتفاقا مع الإيرانيين، ويقول هذا بصراحة، حتى بدا كأنه يستجدي اتفاقا معهم وهم يرفضون، لكنه في الوقت ذاته قد يقع في حب قادة إيران بشكل مفاجئ، وفي سبيل الوصول حقا إلى اتفاق مع طهران، فسيبذل جهودا للوصول إليه، وبعد ذلك نعتمد على إيران، ونثق في حسن أو سوء نواياها".
وختم بالقول إن "التلخيص الإسرائيلي لفترة رئاسة ترامب الأولى تشير إلى أن هناك بعض المجالات التي حقق فيها أداء جيدا معنا، ولست متأكدا أنه سيتغير بالضرورة، لكن هذا رجل لا يمكن البناء على تفكيره المنظم والمستمر، لأنه قد يقلب بشرته في ثانية رغبة بتحقيق أطماعه، وأملا بأن يكون الشخص الذي سيحقق السلام في الشرق الأوسط، وإنجاز التسوية مع الإيرانيين".