خضع الأسير إسماعيل عارف من بلدة دير عمار شمال شرق رام الله، لعملية جراحية في مستشفى "برزلاي" تم خلالها استئصال إحدى كليتيه.
وقال نادي الأسير، في بيان له إن إدارة سجون الاحتلال أعادت الأسير إسماعيل عارف، إلى سجن "النقب" بعد أيام على نقله لإجراء العملية، ما يفرض تساؤلات على حقيقة العلاج الذي جرى تقديمه له، ومتابعة وضعه الصحي بعد إجراء العملية الجراحية.
والأسير عارف محكوم بالسجن 18 عاماً، أمضى منها 14 عاما، وعانى على مدار السنوات الماضية من حصى الكلى والمثانة، ونتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي تعرض لها، أدت إلى إحداث ضعف في عمل إحدى كليتيه، حتى استئصالها.
وحمل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسير عارف، وتبعات عملية نقله بعد أيام على إجراء العملية الجراحية له.
يشار إلى أن الأسير عارف من بين 700 أسير مريض، منهم 300 يعانون من أمراض مزمنة، ويواجهون سياسة الإهمال الطبي، ومماطلة إدارة سجون الاحتلال في تقديم العلاج اللازم لهم، والتي أدت خلال الأعوام القليلة الماضية إلى استشهاد عدد من الأسرى، وهم من ضمن عشرات الأسرى الذين استشهدوا نتيجة لسياسة الإهمال الطبي منذ عام 1967م.
كما يعيش الأسرى داخل السجون الإسرائيلية أوضاعا صحية استثنائية، فهم يتعرضون إلى أساليب تعذيب جسدي ونفسي وحشية ممنهجة، تؤذي وتضعف أجساد الكثيرين منهم.
ويعتبر الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، والمماطلة المتعمدة في تقديم العلاج للأسرى المرضى والمصابين، والقهر والإذلال والتعذيب التي تتبعها طواقم الاعتقال والتحقيق من أساليب التعذيب الجسدي والنفسي التي يتعرض لها الأسرى.
كما اتضح أن العيادات الطبية في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والمعدات والأدوية الطبية اللازمة والأطباء الأخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المتعددة، وأن الدواء السحري الوحيد المتوفر فيها هو حبة (الأكامول) التي تقدم علاجًا لكل مرض وداء.
وتستمر إدارات السجون في مماطلتها بنقل الحالات المرضية المستعصية للمستشفيات؛ والأسوأ من ذلك أن عملية نقل الأسرى المرضى والمصابين تتم بسيارة مغلقة غير صحية، بدلاً من نقلهم بسيارات الإسعاف، وغالباً ما يتم تكبيل أيديهم وأرجلهم، ناهيك عن المعاملة الفظة والقاسية التي يتعرضون لها أثناء عملية النقل.