قال ضابط (إسرائيلي)؛ إن "الجيش يستعد لاحتمالية اندلاع تصعيد عسكري أمام حركة "حماس" في قطاع غزة، بعد أن نجح وباء كورونا خلال الأشهر السبعة الأخيرة في إزالة القضية الأمنية من جدول الأعمال الإسرائيلي"، مستدركا: "بعد انخفاض مستوى الإصابة بالمرض في جولته الأولى، زادت التوترات بمناطق الاحتكاك".
وأشار تال ليف-رام في تقرير نشرته صحيفة "معاريف"، إلى أن "الخوف من كورونا أوقف حركة التجار من غزة إلى إسرائيل، ممن يكسبون رزقهم بمتوسط أجر 450 شيكلا يوميا (130 دولارا) إلى جانب توقف المشاريع الدولية الكبيرة وأموال التبرعات، وتركيز المساعدات على تقوية المنظومة الطبية لكبح جماح الفيروس في غزة".
وذكر أن "معدل البطالة في غزة يبلغ الآن 60 بالمئة، وبين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما قفز إلى 70 بالمئة، مع انخفاض متوسط الأجر اليومي من 63 إلى 58 شيكلا (25 دولارا)، وتحدثت الأونروا عن فلسطينيين يبحثون عن الوجبات السريعة، ويصعب عليهم تقديم وجبة واحدة في اليوم لأسرهم، ما يؤكد أن الوضع في غزة يزداد سوءا".
الاستعدادات العملياتية
وتابع: "تعتقد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن حماس تتعرض لضغوط داخلية كبيرة"، مرجحا أنها قد تلجأ مرة أخرى لتوجيه هذه الضغوط نحو إسرائيل بالوسائل السابقة، مثل البالونات المتفجرة والمظاهرات الشعبية قرب الحدود، "وربما لن تنتظر المنظمات الفلسطينية في غزة نتائج الانتخابات الأمريكية، بحيث تسعى لرفع درجة حرارة القطاع الجنوبي".
وشدد على أن ذلك يقود الجيش الإسرائيلي إلى استكمال الاستعدادات العملياتية للصراع في غزة، وتقديم الخطط لرئيس الأركان للموافقة عليها، موضحا أن الموافقات على الخطط الأخيرة قد تشمل عملية واسعة النطاق في قطاع غزة، وقد صرح رئيس الأركان أن القيادة الجنوبية ناضجة ومستعدة للغاية لتنفيذ هذه الخطة إذا لزم الأمر.
واستدرك قائلا: "لكن بالنظر للأداء المتواضع للجيش في العمليات الأخيرة بغزة، فإن هذا يتطلب التحقق من صحة الخطط العملياتية كل أسبوع"، مؤكدا أن "التسبب بانهيار قطاع غزة أو حكم حماس غير وارد لدى إسرائيل، لأن الخطط تستند بشكل أساسي لعنصر قوة الجيش المتمثل بتقويض قدرات حماس بشدة من خلال إلحاق الضرر بقادتها الكبار، وتشكيلاتها العسكرية، وأسلحتها، ومستودعات الذخيرة، وأصولها الاستراتيجية، على أن يتحقق كل هذا في وقت قصير، كدرس من عملية الجرف الصامد 2014 التي استمرت 50 يوما".
تجنب التصعيد المألوف
وأكد أن "الجيش يسعى لتغيير المعادلة التي وضعتها التنظيمات المسلحة في السنوات الأخيرة، وبموجبها، فإن المنظمات من تختار موعد بدء جولة التصعيد، وتحديد المرحلة التي تنتهي عندها، حيث اتخذت إسرائيل خطوات مهمة عندما دعمت بناء الجدار الحدودي، في أعقاب جولات التصعيد التي أطلقتها حماس".
وكشف النقاب عن "هدف الجيش المقبل يركز على تجنب خوض جولات التصعيد المألوفة، التي تبدأ بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتنتهي بعد أيام قليلة بتبادل الضربات المتبادلة التي لم تحقق شيئا، حيث أكملت قيادة المنطقة الجنوبية الخطط مؤخرا، وبادرت لتحديد توقيت العملية بإلحاق الضرر بقادة كبار في التنظيمات المسلحة في قطاع غزة، ولو أسفر الأمر عن جولة تصعيد تستمر أيام عدة، قد تتطور لعملية أكبر".
وختم بالقول بأن "الجيش في هذه الأثناء يتوقع إعلان حالة الطوارئ، ويبدي استعداداته لكل شيء، من العمليات الموضعية إلى عملية كبيرة في قطاع غزة، ولكن في الوقت نفسه، يجب بذل كل الجهود للحفاظ على الاستقرار الأمني، وعدم الانجرار للصراع، واتخاذ إجراءات فعالة لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة".
عربي 21