قائد الطوفان قائد الطوفان

من "طنطور فرعون" إلى "أبشالوم"

الاحتلال يبدل أسماء معالم القدس لطمس الهوية الكنعانية

الاحتلال يبدل أسماء معالم القدس لطمس الهوية الكنعانية
الاحتلال يبدل أسماء معالم القدس لطمس الهوية الكنعانية

 الرسالة- رشا فرحات

 على بعد 300 متر من كنيسة الجثمانية جنوب المسجد الأقصى في القدس، يقع ضريح تذكاري يعود الى القرن الأول قبل الميلاد، يصل ارتفاعه إلى 28 مترا يسمى ضريح طنطور فرعون وسمي بذلك الاسم لأنه من القبور التي بنيت وعمرت لتكون نمطا تقليديا لمفهوم العمارة الفرعونية في المدينة.

ضريح طنطور فرعون يعد أحد أقدم الأماكن التاريخية والأثرية هناك، وهو مهجور وتنبت بين حجارته القديمة النباتات البرية، وتختلق الحكومات (الإسرائيلية) روايات كاذبة في تعريفها للمكان.

وقد استغل الاحتلال القصص التي ارتبطت بالمكان، والتي يمكن أن تكون مثار خلاف، لغايات استيطانية وتهويدية.

ويتكون المكان الأثري من ثلاثة أضرحة ذات أشكال يقال إنها فرعونية، وتمثل تحفة معمارية قديمة في غاية الجمال، فيما تشير كل البحوث عن هذه المنطقة إلى أنها بناء يوناني على نمط فرعوني.

وقد ادّعى (الإسرائيليون) في السبعينيات أن أحد القبور يخص شخصية يهودية هي "أبشالوم بن داود" مؤكدين أنه دفن هناك، إلا أن الأبحاث التي أجراها (إسرائيليون) أثبتت أنه لم يكن لهذا الشخص أي علاقة بالمكان.

ولعل هذا ما يفسر إهمال بلدية الاحتلال هذه القبور فلا توجد عليها حراسة ولا ينالها نصيب من الترميم، لأنها ببساطة لا تدعم الرواية اليهودية.

روبين أبو شمسية الباحث في علم الآثار من القدس يقول إن كثيرا من القدماء دفنوا موتاهم على جبل الزيتون وبقيت منها هذه القبور الثلاثة طنطور فرعون وقبر زكريا وقبور بني حذيف.

ويلفت أبو شميسة إلى أن (إسرائيل) عمدت لتغيير الأسماء وأطلقت على قبر طنطور فرعون الأقدم اسم قبر أبشالوم، موضحا أن الانتهاك الواضح للأسماء القديمة المقدسية محاولة لطمس التاريخ والعمران القديم.

المكان أهملته سلطة الآثار لأنه لا يمت بصلة للفترة (الإسرائيلية) التي يبحث عنها علماء الآثار الإسرائيليون ولذلك حتى يهدم تدريجيا ويطويه النسيان.

ويقول أبو شميسة إن القبر علامة شاهدة على مفهوم المعمار للقبور قديما وعلى نهضة عمرانية في المكان، خاصة وأن المبنى محفور في الصخر وتليه ساحة صغيرة تستخدم لتهيئة الدفن، لكنه يحتاج إلى رعاية وترميم.

ويذكر أن هناك قبورا جماعية محفورة في الصخرة وتعود الى الفترة اليونانية المتأخرة التي اتسمت بكثرة الزخارف في القبور وترتفع عن الأرض 13 مترا في شكل بهي يخطف الأبصار.

البث المباشر