صف وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، الاتفاق الذي توقع عليه دولة الاحتلال والبحرين بأنه سيكون أهم من الاتفاق بين إسرائيل ومصر "اقتصاديا وأمنيا". وجاء أقوال منوتشين للصحافيين الإسرائيليين فور هبوط الطائرة التي نقلت الوفدين الأميركي والإسرائيلي من تل أبيب إلى المنامة عِبر الأجواء السعودية، اليوم الأحد.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن منوتشين قوله إنه "بعد 20 عاما، سينظرون إلى هذا الاتفاق أنه أكثر تأثيرا بكثير على الشرق الأوسط من الاتفاق مع مصر. اقتصاديا وأمنيا". وكرر تصريحات سابقة لمسؤولين أميركيين، بينهم الرئيس دونالد ترامب، "أننا نعمل على اتفاقيات (مع دول عربية) أخرى وأنا مقتنع أنه يكون هناك إضافات أخرى. ونحن متفائلون بأن سلاما كهذا سيجلب الأمن والاستقرار للمنطقة".
وتوقّع البحرين وإسرائيل رسميا في المنامة، اليوم، اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، في خطوة تمنح إسرائيل موطئ قدم إضافي في الخليج الثري على مرمى حجر من السعودية وإيران.
ووصل إلى المنامة وفد إسرائيلي يترأّسه رئيس مجلس الأمن، القومي مئير بن شبات، على متن طائرة تجارية انطلقت من تل أبيب وحطت في المنامة بعدما عبرت الاجواء السعودية، في أول رحلة من نوعها بين الدولتين. ويرافق الوفد منوتشين والمساعد الخاص لشؤون المفاوضات الدولية، آفي بيركوويتز.
والبحرين، الدولة الصغيرة المحاذية للسعودية، هي ثاني دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد الإمارات، الشهر الماضي، ورابع دولة عربية بعد الاردن في العام 1994 ومصر سنة 1979.
وسيسمح الاتفاق، الذي من المفترض توقيعه مساء اليوم، بحسب مسؤول إسرائيلي، بتبادل السفراء والسفارات وتدشين خط رحلات جوية. كما سيوقّع مسؤولون في الوفد الإسرائيلي مع نظرائهم البحرينيين عددا من مذكّرات التفاهم، على أنّ تتركز المحادثات الثنائية كذلك على التعاون الأمني بين الدولتين.
وقبل إقلاع الطائرة، قال بن شبات "نحن بصدد إجراء محادثات من أجل ترجمة اتفاقية السلام التي تم توقيعها في حديقة البيت الأبيض، إلى خطط عملية واتفاقيات ملموسة". وادعى أن "إسرائيل تمد يد السلام إلى الشعب البحريني وقيادته" علما أن غالبية عظمى من البحرينيين يعارضون التحالف مع إسرائيل.
وبحسب بن شبات، ستركز الزيارة على "جملة من القضايا مثل التمويل والاستثمارات، والتجارة والاقتصاد، والسياحة، والطيران، والاتصالات، والثقافة، والعلوم، والتكنولوجيا، والزراعة وغيرها". وفي وقت سابق الشهر الحالي، أجرى رئيس الموساد، يوسي كوهين، محادثات مع مسؤولين أمني واستخباراتي كبيرين في البحرين.
والبحرين هي مقر الاسطول الخامس الاميركي، وشهدت على فترات متلاحقة، منذ سنة 2011، اضطرابات على خلفية تظاهرات في خضم أحداث الربيع العربي طالبت خلالها الأغلبية الشيعية بإقامة ملكية دستورية.
ويقول محللون إنّ قرار البحرين إقامة علاقات مع إسرائيل لم يكن ليتم من دون مباركة السعودية التي تتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبيرين في الجارة الصغيرة. وجاء ذلك في وقت يحاول ترامب تحصيل إنجازات دبلوماسية قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تخلفه فيها لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وصادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء الماضي، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقي التحالف وتطبيع العلاقات مع الامارات والبحرين، على بناء خمسة آلاف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، لتوسيعها إثر نهب أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.
المصدر: عرب 48