غزة- الرسالة نت
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس خليل الحيّة إن المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية المطروحة بين أيدينا ليست على برامج سياسية ولا تعني اندماج سياسي، مضيفا أنها لا تعطي غطاء ولا مبررا أو تشريع للسلوك الفتحاوي المفاوض مع الصهاينة.
وبين الحية أن "حماس" لا يضيرها أي مكان أو زمان للجلوس مع حركة فتح من أجل إنجاز المصالحة الفلسطينية، مضيفا: ذهبنا إلى السنغال واليمن والسودان من أجل إبرامها، وجاهزون للذهاب لأي مكان من أجل اتمام المصالحة، معتبرا أن المهم ليس المكان بل وجود إرادة حقيقة لإنجاز المصالحة.
وكشف الحيّة في حوار خاص مع "السبيل" نشر اليوم الأحد أن الإخوة في حركة فتح طلبوا نقل مكان عقد الحوار الذي كان مقررا في العشرين من الشهر الجاري، المتفق عليه مسبقا في دمشق؛ ورفضنا ذلك؛ مضيفا أنه جرى بعدها اتصالات من جديد بين "حماس" وبين حركة فتح للاتفاق على موعد ومكان جديدين، قائلا: إن المشاورات ما زالت قائمة بيننا لتحديد الزمان والمكان.
وحول الأسباب التي تقف خلف تأجيل اللقاء الذي كان مقرر عقدة في دمشق بين فتح وحماس قال الحية "تم الاتفاق على الموعد، قبيل القمة العربية بأن يكون في 20 أكتوبر، ولكن بعد القمة العربية وقبل الموعد المقرر بخمسة أيام، طلبت حركة فتح تغيير المكان، نحن نظرنا إلى تغيير المكان على أن فيه شيء من البعد السياسي، ولم نشأ أن ندخل في أزمة سياسية مع أي طرف، ولا أن نستخدم لصالح جهة على جهة؛ فأشقاؤنا العرب لهم كل الاحترام، ونحن لا يمكن أن نسيء لجهة على حساب جهة او نستخدم لصالح جهة على جهة، وبالتالي رفضنا تغيير المكان وقلنا موعد 20 أكتوبر لا بد أن يكون في المكان والزمان المتفق عليه مسبق في دمشق.
وأضاف "ولكن عندما أصرّ الإخوة في حركة فتح على نقل المكان رفضنا ذلك؛ بعدها تمت الاتصالات من جديد بينا وبين حركة فتح من أجل الاتفاق على موعد جديد ومكان جديد، وما زالت المشاورات قائمة بيننا لتحديد الزمان والمكان".
وتابع الحية قائلاً "نحن لا يضيرنا المكان، فلقد ذهبنا إلى السنغال واليمن والسودان من أجل المصالحة، وجاهزون للذهاب لأي مكان من أجل المصالحة، والمهم ليس المكان بل أن تكون هناك إرادة حقيقة لإنجاز المصالحة".
وشدد الحية على أن المصالحة المطروحة ليست مصالحة على برامج سياسية، لأن الورقة المصرية لا تتحدث عن برامج سياسية، وإذا ما أردنا أن نتحدث عن الاتفاق على برنامج سياسي، فهذا يحتاج إلى حوار وطني شامل، لنتفق على برنامج سياسي جميعا، ويكون قابلا للتعامل والتطبيق بتوافق وطني.
وقال "وهذا حدث في عام 2006 في وثيقة الوفاق الوطني، توافقنا على برنامج متكامل ولكن للأسف لا حركة فتح تعاملت معه، ولم يجد احتضانا عربيا أو إسلاميا أو دوليا وبالتالي مات في مهده، ولكنه ما زال قابلا للحياة من جديد وقابلا أن يطبق".
وأضاف "نحن نفرق ما بين البرنامج السياسي والخلاف السياسي على التعاطي مع القضية الفلسطينية، وبين المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية التي نطرح من خلالها أن تكون مظلة للحفاظ على الثوابت وحماية الحقوق الفلسطينية وعدم طعن في المقاومة من الخلف، بل احترام المقاومة وحق الشعب الفلسطيني فيها، والتعايش بين البرامج السياسية في التعامل مع القضية الفلسطينية، هذا ما نطرحه".
وأكد الحية أن المصالحة الفلسطينية لا تعطي غطاء ولا مبرراً أو تشريعا للسلوك الفتحاوي والمفاوض الفلسطيني، وبالتالي نحن مبدئيا وواقعيا مع المصالحة، لأن المصالحة نريد منها التعايش بين البرامج التي تعيد اللحمة بين الضفة وغزة، حتى نقطع الطريق على من يريد أن يتهم الفلسطينيين أنهم مختلفون ويتنصل من دعم القضية الفلسطينية.
وأوضح القيادي في حماس أن حركته لا تنظر إلى غزة على أنها الوطن كله، إنما غزة جزء من الوطن ولا بد أن تنضم إلى الوطن بأسره، ولا بد أن تتشابك الأيدي الفلسطينية في القدس والخارج وأراضي الـ48 حتى يشكلوا قوة واحدة لدحر الاحتلال.
وبشأن صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي بين الحية إلى أنه لا جديد في موضوع الصفقة، متهماً في الوقت ذاته العدو الصهيوني بالتراجع عما تم الاتفاق عليه في نهاية العام الماضي.
وقال الحية "فيما يتعلق بزيارة الوسيط الألماني حدثت أم لم تحدث فهذا ليس بالأمر المهم، المهم أنه لا جديد في موضوع صفقة الأسرى، لكن نحن نقول بكل وضوح إننا جاهزون لاستئناف هذا الموضوع إذا ما كان الاحتلال جاهزاً لذلك، وبالتالي هذا الملف لا نحب الإكثار من الحديث حوله في الإعلام لأن ذلك لا يفيد، وإنما نحن نريد وقائع على الأرض.
ونبه القيادي في حماس أن الوساطة المصرية لم تغادر الملف، وهي في المراحل الأخيرة ليست هي الوسيط المباشر، وإنما هناك وساطة ألمانية باطلاع مصر عليها ومواكبتها، لكن السؤال الأهم هو هل الاحتلال معني بإنجاز الصفقة أم لا؟ المشكلة عند الاحتلال، فهو إذا ما أراد أن ينجز الصفقة هل ستقول له مصر: لا؟
وبخصوص علاقة حركة حماس بمصر، قال الحية "العلاقة بيننا وبين مصر حالياً تمر في مرحلة فتور، ونحن نتمنى من الإخوة المصريين أن يتعالوا على بعض القضايا التي تقع هنا وهناك، وأن يتعاملوا معنا كحركة مقاومة وكحليف وجار حريص على أمن مصر ومكانتها في المنطقة، ولا يتعاملوا معنا كخصم دون أن نخاصمهم، ولا كعدو دون أن نعاديهم، ولا أن يضيقوا علينا دون أن نفعل لهم ما يعكر صفوهم. نحن نحترم كل الدول وسيادتها وأمنها وبخاصة جيراننا، وبالتالي نحن نتمنى أن تتعامل معنا مصر كما نتعامل معها".
وفي معرض رده على مصير أفراد حماس المعتقلين في السجون المصرية أجاب الحية "هذا أمر محزن ومؤسف، ونحن نسأل لمصلحة من يُعتقل هؤلاء؟ ماذا فعلوا لمصر؟ هل أحدث أحدهم خرقاً للأمن المصري؟ باعتقادي أننا لم نسيء لمصر، وهؤلاء المعتقلون جزء كبير منهم معتقل لخلفيات سياسية، وبالتالي نحن نطالب الإخوة المصريين أن يعجّلوا بالإفراج عن جميع السجناء الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم على خلفيات سياسية، لأن ذلك يسيء لمصر في الأوساط الإسلامية والعربية والفلسطينية، ونحن ننتظر من مصر الدعم والتأييد والاحتضان لقضايا الأمة وبالذات القضية الفلسطينية، ولا ننتظر أو نتوقع أن تعتقل مصر المقاومين لأسباب سياسية.
وكشف الحية أن السلطات المصرية أبلغت ثلاثة أو أربعة من قيادات من حماس من الذين لم يحجّوا من قبل بمنعهم من الذهاب للحج.
وقال الحية "هذه مسألة مؤسفة ومحزنة، وما رأينا ذلك يوماً في تاريخ مصر، وبالتالي نحن نتمنى على الإخوة المصريين ألا ينزلقوا مثل هذا المنزلق، لأنه يسيء لهم، والجهة التي منعت ماذا ستقول لله يوم القيامة؟ ماذا سيقولون لله إذا خاصمهم هؤلاء الذين مُنعوا، عندما يقولون: يا رب منعنا هؤلاء من الذهاب إلى مكة لأداء الفريضة؟ فنحن نطالب مصر بالتراجع عن هذا القرار، لأنه يسيء إليها ولا يخدم مصالحها".
وفي موضوع قوافل المساعدات الشعبية التي تصل إلى غزة، شدد على أن هذه القوافل تدلل على شيء واحد هو أن ضمائر الشعوب ما زالت فيها الحياة، وأن ضمير الأمة الإسلامية والعربية ما زال فيه الخير الكثير، وأنه لولا الحدود والسدود لجاءت الأمة بالملايين محررةً المسجد الأقصى من دنس الاحتلال.
وقال "نحن سعداء بهذه القوافل، ونرفع رؤوسنا عالياً لهذا الإصرار ممن يأتون على ظهر هذه القوافل، لأنهم يؤكدون قضيتين، أنكم أيها الإخوة الفلسطينيون ليستم وحدكم، وأن هذه الحصار مرفوض من قبلنا ومن قبَل كل أحرار العالم، ولا بد أن ينكسر.
وأضاف "هذه القوافل تعيد القضية الفلسطينية إلى أبعادها، أولاً البعد الإنساني بأن فلسطين المسلمة تحت الاحتلال، وهناك الملايين من المسلمين في كل أقطار الدنيا قلوبهم تهفو إلى فلسطين وتقول: انهوا الحصار عن أرضنا الإسلامية.. فلسطين العربية توقظ ضمائر العرب ليقوموا جميعاً شعوباً وجماعات وأحراراً ومفكرين وعلماء ليضغطوا على حكامهم أن اعملوا على إنهاء هذا الحصار الذي طال زمانه في هذه البقعة الجغرافية".