رام الله- الرسالة نت
قال الدكتور جلال الدبيك، رئيس مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل، التابع لجامعة النجاح الوطنية إن المؤسسات والجهات الرسمية والأهلية والأفراد في فلسطين والمنطقة العربية مطالبون بأخذ العبر والدروس من الزلازل التي تقع في العالم لتحسين أنماط البناء ورفع الجاهزية لديهم، وذلك من أجل الحد من أخطار الكوارث التي قد تنجم في هذه المنطقة اذا ما وقعت مثل هذه الزلازل.
وأوضح أن الاهتمام بموضوع الزلازل يتراوح ما بين مد وجزر بحيث يزداد الاهتمام في متابعة هذه المواضيع عند وقوع الزلازل سواء في المنطقة العربية أو في مناطق أخرى، داعيا إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الآخرين والالتفات إلى آثار الزلازل المدمرة التي أصابت عدة مواقع بالعالم مثل اندونيسيا مؤخرا وإيران وهاييتي بهدف السعي نحو تقليل المخاطر إذا ما تعرضت هذه المنطقة لزلزال مدمر.
وأشار الدبيك في حوار مع "إيلاف" نشر اليوم الأحد، إلى أن فلسطين تعد منطقة نشطة زلزاليا نظرا لوجود مجموعة من البؤر الزلزالية النشطة فيها وبؤر قد تكون عرضة لكسر يؤدي إلى زلزال، حيث توجد في فلسطين من خمس إلى ست مناطق مرشحة لأن تشهد وقوع زلزال قوي.
وبين أن الوقت الدوري أو "الزمن الدوري" لحصول زلزال قوي أو مدمر كما يطلق عليه البعض قد آن أوانه في ثلاث مناطق هي شمال البحر الميت وجنوبه، ومنطقتين في شمال فلسطين حيث يوجد هناك بؤرتين زلزاليتين نشطتين يحتمل أن تشهد وقوع مثل هكذا زلزال في أي وقت بعد ساعة أو يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة أو عدة سنوات.
وأكد مدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح أن الزلازل الخفيفة تحصل بين الحين والآخر في هذه المنطقة وقد تم رصدها عبر أجهزة رصد الزلازل الحساسة، لافتا إلى أن هذا الأمر يعد مؤشرا واضحا على النشاط الزلزالي في هذه المنطقة.
وفيما يتعلق بطبيعة هذه الزلازل الخفيفة وهل هي مقدمة ومثيرة لزلزال قوي ومدمر، أم أنها عملية تفريغ لطاقة كبيرة تفرغ الزلزال قوته المدمرة؟
وأضاف أن "هناك مدرستين لمثل هذا التفسير، الأولى تؤمن بالتفريغ الزلزالي بمعنى أن الزلازل الخفيفة تفرغ الزلزال القوي شدته وقوته ولكن لا يمكن تحديد مدى هذا التفريغ، منوها في الوقت ذاته، إلى أن المدرسة الأخرى ترى أن هذه الزلازل الخفيفة تؤدي إلى إثارة لزلازل كامنة".
وحسب التاريخ الزلزالي للمنطقة ذكر الدبيك أنها منطقة نشطة زلزاليا وتعرضت عبر التاريخ لزلازل مدمرة عديدة خاصة في الأعوام 1927، 1836، 1759، مشددا على أن علم الزلازل هو علم احتمالي وليس يقيني بالمعنى الحدي، والحديث فيه يدور عن فترات تقريبية وقوة تقديرية فلا يمكن تحديد موعد ولا مكان ولا قوة الزلزال ولا يعلم ساعة حدوثه إلا الله عز وجل.
وأشار إلى أن توقعات الخبراء لاحتمال حصول الزلازل تستند دوما على عدة عوامل أهمها: موقع المنطقة وجيولوجيتها، ومواقع الصدوع الموجودة وأشكالها، وتاريخ المنطقة الزلزالي، والمراكز السطحية لهذه الزلازل، بالإضافة الى النشاطات الزلزالية التي تسجلها محطات وأجهزة رصد الزلازل.
وعن إمكانية وجود علاقة ما بين ارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها المنطقة مؤخرا، ونشاط الزلازل، نفى الدكتور الدبيك، أن يكون لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، أية علاقة باحتمال حصول زلزال.
وقال إنه لا توجد وقائع أو أبحاث أو دراسات، تربط ارتفاع درجات الحرارة بحصول زلزال، مشيرا الى أن الشائعات غالباً ما تسري في مثل هذه الظروف.
وأوضح أن درجات الحرارة في باطن الأرض تزيد مئات المرات عن درجات الحرارة على السطح، والفرق في درجات الحرارة الحالية على السطح لا يصل تأثيره الى باطن الأرض. وأشار الى أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة يتلاشى خلال الأمتار الأولى تحت سطح الأرض، مبيناً أن الفرق بين السطح والباطن كبير وهائل في مناطق البؤر الزلزالية.