احتجاجا على فصلهم وعدم تعويضهم

تسريح عمال فندق جاسر.. هل تأكل "باديكو" حقوقهم؟

الرسالة- محمد عطا الله 

منذ ما يزيد عن 25 يوما، يواصل عشرة عمال؛ فُصلوا من عملهم، اعتصامهم أمام فندق قصر جاسر في مدينة بيت لحم بالضفة المحتلة، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الفنادق جراء الاغلاق المتكرر نتيجة انتشار فايروس كورونا.

وفي ظل تنكر إدارة فندق قصر جاسر لحقوقهم، اضطر هؤلاء العمال المفصولون من عملهم إلى الاعتصام داخل خيمة صغيرة أمام الفندق، مطالبين بإعادتهم للعمل أو تعويضهم عن السنوات التي عملوها داخل الفندق، خاصة وأن أقل موظف قضى في العمل تسع سنوات.

وفي الوقت الذي تدعي فيه إدارة الفندق أن فصلهم جاء على خلفية تأخرهم المتكرر عن العمل، ينفي العمال ذلك مؤكدين أن فصلهم جاء جراء تأثر الشركة المالكة بجائحة كورونا حسبما ورد في كتاب فصلهم.

هل هكذا يتم تكريم العامل لديكم؟ عبارة خطها المعتصمون على باب خيمتهم، فيما هدد آخرون بالإضراب المفتوح عن الطعام في حال استمرت إدارة الفندق في التنكر لمطالبهم، خاصة أن اعتصامهم قارب على دخوله الشهر الثاني.

ويعتبر الموظف المفصول محمد التعامرة أن فصلهم جاء بشكل ظالم وتعسفي، لا سيما وأنهم لم يقصروا على مدار السنوات التي عملوا فيها داخل الفندق بأي من مهامهم الوظيفية؛ بل عملوا في كل الظروف الصعبة، على حد قوله.

ويضيف التعامرة وهو أب لثلاثة أطفال أنه بات لا يجد ما يسد به رمق أطفاله بعد أن وجد نفسه على قارعة الطريق، نتيجة فصله وعدم إعطائه أي من حقوقه أو تعويضه عن السنوات التي عملها.

ولا يختلف الحال لدى زميله المفصول إياد مخلوف الذي يرى أن إدارة الفندق ألقت بهم إلى قارعة الطريق بجرة قلم، بذريعة الأزمة المالية التي تمر بها.

ويردف مخلوف قائلا: "عندما كان يجني الفندق أرباحا كبيرة لم يفتقدنا بشيء، وعند شعورهم بالخسارة طردونا إلى الشارع".

تهديد بالتصعيد

من ناحيتها، هددت حملة مناصرة الموظفين المفصولين من قصر جاسر، باتخاذ سلسلة من الإجراءات التصعيدية السلمية التي سوف يتم الاعلان عنها حتى نيل حقوقهم المشروعة.

وقالت الحملة في بيان لها إن سياسة التجاهل، واللامبالاة، والتنكر للحقوق، التي تتبعها إدارة الشركة المالكة للفندق (باديكو) ممثلة ببشار المصري تدلل على زيف ادعاءاتهم وزيف البيان الصادر عنهم بتاريخ 21 تشرين الأول 2020 وشعاراتهم الفارغة بشأن استعدادهم لإعطاء الموظفين حقوقهم المشروعة.

ويضيف البيان أن ما يدعونه وما تروج له إدارة الفندق هو مجرد مماطلة وتسويف وذر للرماد في العيون للتغطية على الانتهاكات التي يمارسونها بحق الموظفين بعد إلقائهم على قارعة الطريق والمساس الفج بحقوقهم المكفولة في القانون الأساسي الفلسطيني وقانون العمل والتشريعات الفلسطينية ذات الصلة.

وأوضحت الحملة أن هذا الامتهان والتنكر المستمر للحقوق المشروعة للموظفين المفصولين يأتي من قصر جاسر في ظل صمت مستهجن ومرفوض من الجهات الرسمية الفلسطينية؛ وبخاصة الحكومة ممثلة برئيسها محمد اشتية، ووزارة العمل والسياحة، الذين لم يحركوا ساكناً طيلة الأزمة والمعاناة المستمرة للموظفين وأسرهم وبخاصة في ظل جائحة كورونا.

 أداء وضيع

ويؤكد عصام عابدين، رئيس وحدة المناصرة المحلية والإقليمية في مؤسسة الحق، أن التعامل من قبل إدارة فندق جاسر ممثل برئيسها بشار المصري وشركة باديكو مع معاناة موظفي فندق قصر جاسر وعائلاتهم وأطفالهم منذ ما يُقارب الشهر من اعتصامهم في الشارع ليل نهار للمطالبة بحقوقهم، يعتبر أداء وضيعا.

ويوضح عابدين في منشور له عبر فيسبوك أن هذا التعامل الوضيع يأتي تزامنا مع الصمت المشين للمستوى الرسمي على استمرار المعاناة تحت وطأة الجائحة، ويؤكد حقيقة هذا التحالف القذر بين السلطة الحاكمة ورأس المال وأن هذا البلد تديره عصابة تقوده نحو المزيد من البؤس والجحيم.

من جانبه قال أمين عام اتحاد نقابات فلسطين شاهر سعد، إن اتحاده أجرى جلسات مكوكية واستمع لمطالب العمال المفصولين ونقلها إلى السيد بشار المصري بصفته المسؤول عن إدارة الفندق.

ويؤكد سعد في حديثه لـ"الرسالة نت" أنهم ضغطوا من أجل حل هذه القضية بعد تشكيل لجنة مختصة لمتابعة قضيتهم، مبينا أن العمال يهددون بالإضراب عن الطعام في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة.

ويلفت إلى أن اتحاد نقابات فلسطين ينظر رد إدارة الفندق على مطالب العمال المفصولين.

البث المباشر