لماذا تحصّنت متاجر أمريكا بالسّواتر الخشبيّة عشيّة الانتخابات الرئاسيّة؟
2020-11-03T10:17:00+02:00
الرسالة نت - وكالات
يترقّب العالم العربي، والعالم، نهاية مشهد الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة، حيث قرابة 24 ساعة تفصل عن معرفة الرئيس الأمريكي القادم، وساكن البيت الأبيض، ولولايةٍ تمتدّ لأربع سنوات قادمة، وبين المرشّحين الديمقراطي جو بايدن، ونظيره الجمهوري الرئيس الحالي دونالد ترامب.
مشاهد عديدة يُمكن رصدها عشيّة الانتخابات الرئاسيّة، فهي من أكثر الانتخابات جدلاً، وتبادلاً للشتائم بين المُرشّحين، وتشكيكاً بطريقة التصويت عبر البريد، وإمكانيّة إصرار ترامب على عدم نقل السلطة سلميّاً في حال خسارته، فالأخير كان قد شكّك مرارًا بصحّة الأصوات المفروزة، وطريقة احتسابها، هذا عدا عن افتراضات يجري تقديمها، حول مُحاولات لمنع هذا المُصوّت أو ذاك للتصويت للمُرشّح الذي يُريده، وذلك عن طريق مُحاولة الاستفسار عن معلوماته الانتخابيّة بشكلٍ مُطوّل، حتى يعود إلى منزله ساخطاً، ولا يرغب بالتصويت بالنهاية.
ومن تلك المشاهد البارزة، والتي قد تكشف عن مخاوف حقيقيّة من اندلاع أعمال عنف، وعدم تحقيق انتقال سلمي للسلطة، حيث متاجر الطبقة الراقية، وغيرها من أسواق تجاريّة، اندفعت إدارة هذه المتاجر، إلى تحصين متاجرها وأبوابها، ونوافذها بالخشب، وخاصّةً في مدينة نيويورك، وهو المشهد الذي علّقت عليه وسائل إعلام أمريكيّة، بالمشهد غير المسبوق خلال الانتخابات، والتحصين الخشبي هذا، عادةً ما تستخدمه المتاجر الأمريكيّة ضدّ الأعاصير، والكوارث البيئيّة، وهو ما يطرح تساؤلات حول إمكانيّة دخول الدولة العُظمى في دوّامة عُنف، وحرب أهليّة، وهي صاحبة أكثر العمليّات الانتخابيّة ديمقراطيّةً في العالم.
الأمر لا يتعلّق فقط بمخاوف عُنف، يوم الانتخابات فقط، فالحديث يجري عن مخاوف بعد الانتخابات، وخُروج مُظاهرات، ومجموعات متطرّفة، عمليّات إرهابيّة، وهذه المخاوف تتزايد بحسب قوّات إنفاذ القانون الأمريكيّة، في الولايات التي تتزايد فيها المُنافسة بين المُرشّحين بايدن وترامب، وهو قد يكون مشهد، أشبه بمشهد يوم انتخابي بين أنصار مُرشّحين في بلد دول العالم الثالث، للانتخابات البرلمانيّة، فمُعظم تلك الدول، لا يجري فيها انتخابات تتعلّق برأس الدولة، وإن جرت فهي محسومة النتائج.
مشهدٌ آخر، قد يدل على حالة التوتّر التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكيّة ما قبل إعلان نتائج الانتخابات، حيث مقطع فيديو مُتداول، قال مسؤول حملة بايدن، إن مُناصرين لترامب، حاولوا بالفعل تعطيل حافلة للحملة الانتخابيّة لبايدن حيث كانت مُتّجهةً من سان أنطونيو، إلى أوستن في تكساس، ويُظهر المقطع المُصوّر مُحاولات المُناصرين لترامب، تعطيل الحافلة، وإخراجها عن الطريق.
وفيما تزداد حدّة الترقّب للفائز الذي يجلس في البيت الأبيض لأربعة أعوام قادمة، يُشكّك ترامب أيضاً باستطلاعات الرأي التي تتوقّع فوز مُنافسه بايدن، ويصفها بالمُزوّرة، والأخير يبرع في وصف كُل ما هو ضدّه بالمُزوّر والمُلفّق، أمّا مُنافسه بايدن الذي يروّج البعض لضعف ذاكرته، فقد دعا ترامب لحزم حقائبه، والعودة لمنزله.
ويُحاول بايدن التركيز على فشل مُنافسه في إدارة البلاد، ويتحدّث عن فوضى، وتغريدات، وكراهية، وغضب، لكنّ أنصار ترامب لهم رأيٌ آخر، بما يتعلّق بقُدرة الأخير على جلب “الوظائف”، والصّعود باقتصاد أمريكا من جديد، وبرغم جائحة الكورونا، وهي الوظائف التي يقول مُنتقدون إنه نجح في جلبها من أموال الدعم الخليجي.
وينضم لمُناصري ترامب، المُناصرون العرب، ودول خليجيّة بعينها، تترقّب المشهد الانتخابي، ونقلاً عن صحيفة “يسرائيل هيوم” العبريّة، نقلت عن مسؤولين إماراتين، وبحرينيين، قولهم، إنهم يخشون تبدّل سياسات الولايات المتحدة الأمريكيّة، في حال خسارة ترامب، وكشفت الصحيفة نقلاً عن المذكورين، أنّ الدول الخليجيّة المذكورة تتمنّى فوز ترامب، كما وتُشجّع الجاليات المُسلمة في أمريكا التصويت لصالحه، ونقلاً عن مسؤول إماراتي للصحيفة، فإنّ حملة ترامب حصلت على ملايين الدولارات، من مُسلمين يُؤيّدون سياسات ترامب في الشرق الأوسط.
وحتى يوم الاثنين، فقد أدلى أكثر من 65 مليوناً بأصواتهم في الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة، وهي النسبة الأعلى للمُشاركة في الانتخابات في التاريخ الحديث، وقبل يوم واحد من موعد التصويت الرسمي.
إنّها ليلة الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة إذاً، ويبدو أنها النتائج الأكثر إثارةً، واهتماماً، فظُهور نتائجها على ما يبدو، قد لا يكون نهاية المشهد، وقد يكون بداية مشهد آخر، لو تمسّك ترامب في رفضه للنتائج، أو طلب بايدن جولات إعادة، والمُشكلة كلّها قد تكمن في تفاوت عمليّة حساب الأصوات في الولايات بالحُضور الشخصي، وحسابها عن طريق البريد، ونظرًا لتفشّي فيروس كورونا، فإنّ عدد الأصوات التي ستُشارك بالبريد مهولة، وقد تصل أصوات بعد الفرز، وهو ما قد يُعقّد مسألة إعلان الفائز نهاية يوم التصويت الرسمي الثلاثاء.