مبادرات الغزيين مبتكرة دوما لكسر البطالة والحصار، فكل يبدع لينطلق بمشروعه الذي كان فكرة أو حلما وتحول لمصدر رزق، تماما كما فعلت المختارة "نائلة أبو جبة" وتحدت نظرة المجتمع وافتتحت مكتب تاكسيات زبائنه من السيدات، وكذلك السائقات.
المختارة أبو جبة كما يسميها من يعرفها، لا تعرف المستحيل فبعدما أوصدت أبواب العمل في وجهها كحال الكثيرين في ظل جائحة كورونا، كونها مدربة تنمية بشرية واختصاصية نفسية، عملت على شراء سيارة بكل ما تدخره لتعيل اسرتها.
تحكي "للرسالة" أن الفكرة جاءتها حين كانت في صالون التجميل، وإحدى السيدات تتحدث مع زوجها عبر الهاتف بصوت عال يطلب منها عدم الخروج إلا بنقاب لأن السائق رجل ولا يريد أن تنكشف عليه بمكياجها.
بعد أن أنهت السيدة حديثها، اقترحت أبو جبة على صاحبة الصالون أن تشتري سيارة وتتخصص في نقل السيدات فقط، فشجعتها بالقول " سأدعمك من خلال تعريف الزبونات بمشروعك" وفعلا حدث ذلك.
لم يتجاوز عمر مشروع أبوجبة الأسبوعين لكن الطلبات كانت معتدلة وبتشجيع من زبوناتها، حيث تتلقى في اليوم الواحد ما بين ثلاثة إلى أربعة طلبات وفي أي وقت، وتقول "تشعر الزبونة بالراحة حين أوصلها خاصة في ساعات المساء".
واتخذت من غرفة أسفل بيتها مكتبا لها ولصديقاتها اللواتي رحبن بالفكرة للعمل معها في أي وقت تكثر فيه الطلبات.
تقول:" قبل اعلاني عن تاكسيات المختارة، كنت احضر تجهيزات فرح ابني وسيارتي الخاصة ساعدتني كثيرا خاصة في مشاوير الليل (..) كثيرا ما كنت أنقل سيدات إلى أماكن بعيدة وأشعر براحتهن حين أنقلهن لأقرب مكان من بيوتهن حتى لمعت الفكرة أكثر في عقلي لتطبيقها على أرض الواقع".
حين اتخذت أبو جبة قرار مشروعها طبعت كروت "تاكسيات المختارة" ووزعتها على صالونات التجميل المختصة بالسيدات ولاقت ترحيبا كبيرا سواء من صاحبات تلك الأماكن وزبائنهن.
وذكرت أن بعض أهالي طلبة الثانوية العامة بمجرد علمهم بمشروعها تواصلوا معها لتوصيل أبنائهم إلى مراكز الدروس الخصوصية خاصة التي تكون في أماكن فرعية ويصعب على الفتيات تحديدا الوصول إليها.
وبالنسبة لعائلتها كان تشجيعهم كبيرا لها وقدموا لها الكثير من الدعم، معلقة " اولادي تحسسوا من الموضوع كوني أقود السيارة في الليل "، لكنها تحاول أن تتجاوز معهم هذه المرحلة.
وعن الأماكن البعيدة التي يصعب عليها الوصول إليها تقول: لا شيء صعب طالما الزبونة معي وتدلني على الطريق"، أما الطلبات التي تأتيها تكون عبر الاتصال أو الماسنجر أو الانستغرام.
وتصف تجربتها في عالمها الجديد بأنها "حلوة ومتعبة" كونها توجب عليها احترام المواعيد، فهي ربة أسرة ولا بد أن توازي بين عملها الجديد وبيتها، تعقب " لدي خطة بديلة في حال كثرت الطلبات تقوم ابنتي بواجبات المنزل".
أنهت المختارة حديثها بعد اتصال وصلها من زبونة "، أدارت حينها "أم أحمد" مقود سيارتها وانطلقت.