هل يعيد بايدن المساعدات المالية للسلطة و"الأونروا"؟

بايدن
بايدن

الرسالة نت-أحمد أبو قمر

سادت حالة من التفاؤل في الأوساط السياسية لدى السلطة، مع فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الأمريكية، في ظل توقعات بفك الحبل الذي وضعه الرئيس الحالي دونالد ترامب على رقبة السلطة على مدار الأربع سنوات الماضية.
وترى السلطة بفوز بايدن فرصة للعودة لمسار المفاوضات واستلام أموال المقاصة وعودة مياه المساعدات الأمريكية الراكدة منذ صعود ترامب عرش الرئاسة الأمريكية.
وقال بايدن في حفل انتخابي بسبتمبر الماضي: "نتنياهو ومواطنو (إسرائيل)، يعرفون ما هو موقفي، أوضحت أنني كرئيس سأعارض الضم، سأعيد المساعدات للفلسطينيين، وفقًا للقانون الأميركي".


توقع بعودة المساعدات


بدوره، توقع رئيس جامعة فلسطين التقنية البروفيسور نور أبو الرب أن يُعيد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أموال المساعدات للفلسطينيين.
وقال أبو الرب في حديث لـ "
الرسالة نت": "بايدن سيعود لما كان يمارسه الحزب الديمقراطي ما قبل تولي ترامب الحكم، وأتوقع أن تعود الأموال في الشهور الأولى من تولي بايدن".
وأوضح أن انشغال بايدن في أمور أكثر أهمية كتوحيد أمريكا وملف كورونا، لن يؤخر تلقي السلطة لأموال المساعدات، "فالخارجية الأمريكية ستكون مسؤولة عن هذا الملف بتوجيهات من بايدن".
وأشار إلى أن السلطة ستعود لملف المفاوضات مع (إسرائيل) مجددا، بالتزامن مع عودة الدعم الأمريكي وأموال المقاصة.
وبيّن أبو الرب أن الولايات المتحدة كانت تقدم 400 مليون دولار سنويا لخزينة السلطة، "ورغم أن هذا المبلغ لن ينهي الأزمة المالية للسلطة لكنه سيخفف منها، كما أن هناك دولا شقيقة أوقفت دعمها بضغط من ترامب قد تُعيد الدعم مجددا".
وبدأت إدارة ترامب بالتضييق الاقتصادي، بداية عام 2018، بتقليص مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ثم مع مطلع أغسطس/ آب من نفس العام، قررت قطع كافة مساعداتها، وهو ما أدخل "الأونروا" أزمة مالية خانقة، أثرت على تقديم مساعداتها للفلسطينيين.
وفي نفس الفترة، أعلنت السلطة أن الإدارة الأمريكية أوقفت كل مساعداتها للفلسطينيين، بما يشمل المساعدات المباشرة وغير المباشرة، وهو ما دعا الإدارة الأمريكية لإغلاق مكتب منظمة التحرير بواشنطن، وحساباتها المصرفية، وبعد أيام طردت السفير الفلسطيني لديها حسام زملط وعائلته.
وفي سياق متصل، ترى صحيفة "هآرتس"، أن جو بايدن يدرك أهمية بقاء السلطة الفلسطينية، بالنسبة للأمن (الإسرائيلي)، وأن انتخابه سيكون جيدا للسلطة، "ولكن ليس بالضرورة للشعب الفلسطيني نفسه".
وقالت "هآرتس" إن الفلسطينيين تمنوا وانتظروا سقوط الرئيس دونالد ترامب، وانتخاب بايدن جيد للسلطة، فهي سلطة تسعى للبقاء، وتحولت إلى عامل ثابت لن يختفي بسهولة".
وأضافت الصحيفة: "بايدن، مناصر لـ(إسرائيل) من الطراز القديم، ويدرك أهمية بقاء السلطة بالنسبة لـ(إسرائيل)، لكونها تعفي الاحتلال من العبء المباشر في إدارة حياة الفلسطينيين. لذلك فإن عليه أن يضمن ألا تنهار السلطة اقتصادياً وألا تفقد الحاجة السياسية لها".
وتوقعت "هآرتس" أن تستأنف العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، وأن يُعاد فتح الممثلية الفلسطينية في واشنطن، وتجدد اللقاءات بين ممثلين مدنيين وأمنيين أميركيين مع موظفين فلسطينيين.
وأكدت أن استئناف الدعم الأميركي للسلطة، سيكون مصحوباً بعودة التنسيق الأمني والمدني، "وقد تطلب الولايات المتحدة ذلك من السلطة كبادرة حسن نية وقد تبادر الأخيرة بنفسها إلى ذلك وتجد ذريعة لاستئناف التنسيق الأمني مع (إسرائيل)".
واختتمت الصحيفة: "يمكن الافتراض أيضا أن تعود الولايات المتحدة لدعم وكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ودعم منظمات إنسانية غير حكومية تنشط في الأراضي الفلسطينية".

البث المباشر